ما الذي قد يجعل المرأة تشعر بالألم أكثر من الرجل؟

1 دقيقة
آليات الشعور بالألم بين الرجال والنساء
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: محمد محمود)

كشفت دراسة علمية اختلاف آليات الشعور بالألم بين الرجال والنساء، وهو اكتشاف يفتح المجال أمام علاجات أكثر استهدافاً.على الرغم من أن الألم شعور كوني، فإننا لا نحس به جميعاً بالطريقة نفسها، فقد أظهرت الدراسة التي نشرتها مجلة الدماغ (Brain) التابعة لجامعة أريزونا (University of Arizona) اختلافات ملحوظة في كيفية شعور الرجال والنساء بالألم بسبب اختلاف مسارات الإشارة إليه، وقد يسهم هذا الاكتشاف في إنتاج علاجات أكثر فعالية ومصممة لكل جنس على حدة.

مستقبِلات الألم مختلفة وفقاً للجنس

مستقبِلات الألم مسؤولة عن كشف المحفزات المؤذية مثل الحرارة الشديدة أو الضربات. تنبه هذه المستقبِلات الجسم وتطلق استجابات وقائية؛ لكن حساسية هذه المستقبلات قد تختلف؛ وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى ظواهر مثل الألم الخيفي (ألم يثيره محفز غير مؤلم عادة) وفرط التألم (الألم الزائد بسبب محفز مؤلم عادة).

وفقاً للدراسة؛ فإن مستقبلات الألم لدى الرجال والنساء لا تتحفز بالطريقة نفسها. يحفز هرمون البرولاكتين المسؤول عن عملية الإرضاع، هذه المستقبلات لدى النساء ويزيد تفاعلهن مع الألم. ويعود هذا التحفيز إلى ارتفاع مستوى التعبير عن البرولاكتين لدى النساء مقارنة بالرجال.

"لبِنات" مختلفة للشعور بالألم

أكد الباحثون هذا الاكتشاف من خلال تجارب مخبرية على خلايا عصبية حساسة تّجاه الألم لدى الفئران والبشر. وأظهرت النتائج أن البرولاكتين يحفز مستقبلات النساء، وليس له أيّ تأثير في مستقبلات الرجال. في المقابل، قد تتحفز مستقبلات الرجال بتأثير من جزيئات أخرى مثل مادة الأوركسين التي لا تؤثر في مستقبلات النساء.

يقول مدير مركز الألم والإدمان بجامعة أريزونا ومؤلف الدراسة، فرانك بوريكا (Frank Porreca) في تصريح له: "نتائج هذه الدراسة مثبتة وتؤكد الاستنتاج الرائع بأن المستقبلات؛ التي تمثل لبنات أساسية تشكل الشعور بالألم، مختلفة لدى الرجال والنساء، ويتيح لنا هذا الاستنتاج فرصة علاج الألم بطريقة محددة".

توجد آلام تستهدف النساء

يمكن أن يفسر هذا الاختلاف لماذا تمس بعض الآلام مثل الصداع النصفي النساء أكثر من الرجال. ويأمل الباحثون من خلال فهم أفضل لهذه الآليات تطوير علاجات أكثر استهدافاً. على سبيل المثال؛ يمكن استخدام هرمون الدوبامين المعروف بقدرته على تثبيط إفراز البرولاكتين لتقليل حساسية مستقبلات النساء؛ وهو الأمر الذي يتيح نهجاً جديداً لعلاج الآلام.

وفي السياق نفسه، تفتح نتائج هذه الدراسة المجال لإنتاج العلاجات الشخصية المرتكزة على الاختلافات البيولوجية بين الجنسين. وقد يصبح بالإمكان إذاً تطوير علاجات أكثر فعالية وأقل تعميماً؛ ومن ثمّ الحد من التأثيرات الجانبية وزيادة فرص نجاح العلاج من خلال استهداف هذه الآليات الخاصة بالألم لدى الرجال والنساء.