هل يمكن أن ينجح الزواج بين شخصين أحدهما متشائم والآخر متفائل؟

2 دقيقة
شريك حياتك
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: نعتقد عادة أن مقولة "الشيء منجذب إلى نظيره" تنطبق أيضاً على العلاقات الزوجية؛ ومن ثم نظن أن الزواج الناجح هو الذي يجمع شريكين متوافقين. لكن ماذا عن العلاقات الزوجية التي تضم شخصين مختلفين بشخصيتين متناقضتين؟ للإجابة عن هذا السؤال، يمكن أن نركّز على مثال العلاقة التي تربط بين شخص متفائل وشخص متشائم. ترى المختصة في علاج الأزواج، يولاندا رينتيريا، إن هذين الشخصين ليسا متنافرين بالضرورة؛ بل يمكن أن يحققا قدراً من التوازن في علاقتهما. ويتحقق هذا التوازن عندما يتعلم أحدهما من الآخر. فيأخذ المتفائل من المتشائم واقعيته وحذره من المخاطر، ويكتسب المتشائم من المتفائل انفتاحه وتقبّله للمجهول. لكن العلاقة التي تجمعهما تنطوي أيضاً على مخاطر أهمها انتقاد الطرفين بعضهما لبعض؛ إذ يشبّه المتشائم موقف شريكه بحالة "الإيجابية السامة"؛ بينما يعتقد المتفائل أن شريكه سلبي، والحل الذي يساعد على الوصول إلى التوازن هو: تعزيز التواصل وتخصيص الوقت الكافي لفهم الآخر، حتى يتمكنا من تنمية التعاطف بينهما وإدارة المواقف برؤية مشتركة.

هل تنطبق مقولة "الشيء منجذب إلى نظيره" على العلاقات الزوجية؟ هناك في المقابل مقولة تفيد بأن "الأضداد تتجاذب"؛ لكن هل يمكننا في الواقع أن نحظى بعلاقة زوجية سعيدة مع شخص لا نتشارك معه القيم أو الرؤية أو الشخصية نفسها؟

طرح موقع فيري ويل مايند (VeryWellMind) هذا السؤال الفريد في صيغة مثال عملي: "هل يمكن أن يرتبط شخص متفائل بشريك متشائم؟". يجب أن نشير أولاً إلى أن المتفائل شخص يركز دائماً على الجانب الإيجابي في الموقف، ويتمتع بعقلية تميل إلى الثقة والأمل. في المقابل، فإن الشخص المتشائم يتخيل باستمرار السيناريو الأسوأ، ويجد صعوبة في الشعور بالثقة. فهل يمكن أن تتوافق هاتان الرؤيتان المتعارضتان في إطار الحياة الزوجية؟

المتفائل في مقابل المتشائم: كيف نصل إلى التوازن؟

وفقاً للمختصة في علاج الأزواج، يولاندا رينتيريا (Yolanda Renteria)؛ فإن هذين النمطين من الأشخاص ليسا متنافرين بالضرورة؛ بل يمكن أن يصلا إلى مستوى معين من التوازن: "يمكن أن يساعد الأشخاص المتشائمون شركاءهم على التحلي بقدر أكبر من الواقعية أو التفكير في المخاطر المحتملة؛ بينما يستطيع الأشخاص المتفائلون مساعدة شركائهم على التحلي بقدر أكبر من الانفتاح وتقبل المجهول".

تتميز الحالة المثالية بدينامية مستمرة لتحقيق التوازن بين الإيجابي والسلبي والوصول إلى توازن حقيقي؛ لكن هذه المسألة ليست سهلة دائماً في الواقع. وقد ينطوي هذا النوع من التعارض بين شخصيتين أيضاً على بعض السلبيات في الحياة الزوجية وفقاً للمعالجة النفسية: "يمكن أن ترهق دينامية الأخذ والرد المستمرة الشريكين، ولا سيّما إذا كانا لا يقبلان اختلافاتهما ويرغب كلاهما في أن يشبهه الآخر".

ما هي مخاطر هذا النوع من العلاقات؟

لا بد من الإشارة إلى أن المتشائم يمكن أن يرى موقف شريكه باعتباره "إيجابية سامة". يتعلق الأمر هنا بإيجابية مفرطة تظهر من خلال الشعور الدائم بالبهجة والحرص على المشاركة دون كلل، وعدم الاعتراف أبداً "بالتحديات الواقعية التي تميز المواقف المزعجة" وفقاً لما أورده موقع فيري ويل مايند. في المقابل، يمكن أن يعتقد المتفائل أن شريكه قدَري وسلبي جداً، ويرفض الإيمان بالمستقبل.

كيف يمكننا إذاً الوصول إلى التوازن عندما يكون هناك تعارض في وجهات النظر؟ وفقاً للمختصة في علاج الأزواج يولاندا رينتيريا؛ ليس هناك سرّ في المسألة، يجب أن نهتم فقط بالتواصل، فتخصيص الوقت الكافي لفهم وجهة نظر الآخر يمكن أن يقود إلى تنمية التعاطف بين الزوجين وإدارة المواقف معاً.