الفكرة
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة مينيسوتا عن دور منصات التواصل الاجتماعي في إعادة تعريف هوية المهاجرين العرب من الجيل الثاني في دبي، حيث يستخدم المؤثرون الكوميديا الساخرة للتعبير عن انتمائهم للمدينة على الرغم من افتقارهم لمسار قانوني للحصول على الجنسية. تناولت الدراسة أمثلة لمؤثرين عرب مثل هديل مرعي، ومهند الحطّاب، وخالد العامري وزوجته سلامة محمد، الذين يوظفون الفكاهة والسخرية والمحتوى الترفيهي لتكوين مجتمعات رقمية تفاعلية تعيد صياغة مفهوم الهوية والانتماء في الإمارات، متجاوزة التقسيمات التقليدية بين المواطن والمقيم.
لماذا هي مشكلة مهمة؟
مع أن المقيمين يشكلون نسبة كبيرة من سكان الإمارات، فإن الجيل الثاني من المهاجرين لا يملك إطاراً قانونياً واضحاً يمنحهم الجنسية. ومع تزايد تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت هذه المنصات بديلاً للانتماء الرسمي، حيث يستطيع الشباب التعبير عن هويتهم على نحو غير رسمي ومبتكر دون الاصطدام بالقوانين أو التقاليد الاجتماعية الصارمة.
أهم النتائج
- السخرية تمنح المهاجرين هوية رقمية بديلة: المؤثرون يستخدمون نبرة ساخرة للتعبير عن انتمائهم لدبي، مع الحفاظ على مسافة نقدية من القوالب النمطية للمواطنة والهوية الوطنية.
- كوميديا المحتوى تحظى بتفاعل واسع: يتفاعل الجمهور مع السخرية المتعلقة بقضايا تمسّ الأعراف الاجتماعية والجندرية، مثل أدوار المرأة التقليدية أو الطبقية في دبي، ما يعزز إحساساً بالانتماء غير الرسمي بين الشباب العرب.
- وسائل التواصل الاجتماعي تتيح هوية مرنة: المؤثرون مثل هديل مرعي ومهند الحطّاب يوظفون الازدواجية اللغوية والثقافية لخلق محتوى يجمع بين العناصر الإماراتية والعربية العامة، ما يعزز إحساساً بالهوية العابرة للحدود.
أمثلة عن المحتوى الساخر الذي تناوله البحث
- هديل مرعي (@hadeelmarei): في أحد مقاطع تيك توك، ترد على التعليقات السلبية حول مظهرها بأسلوب ساخر، مشيرة إلى أنها أصبحت أول امرأة غير تقليدية تظهر على غلاف "فوغ" (Vogue Arabia)، ما يعكس تحديها للقوالب النمطية المرتبطة بالجمال وأدوار المرأة.
- مهند الحطّاب (@mohanadalhattab): في أحد فيديوهاته على إنستغرام، يجسد شخصية "العمة سميحة"، التي تحاول التقاط صورة سياحية في واشنطن لكنها تفشل بطريقة مضحكة، ما يسخر من التوقعات المثالية المرتبطة بالرفاهية في الإمارات.
- خالد العامري وسلامة محمد (@khalidalameri & @salamamohamed): في فيديو على يوتيوب، يجرب الزوجان الطعام الفلبيني، متفاعلين بحماس مع التجربة، ما يروج لصورة الإمارات باعتبارها مجتمعاً متعدد الثقافات ومنفتحاً على الجميع.
التوصيات والتطبيق العملي
- دعم المحتوى المحلي الذي يعكس التنوع الثقافي: يمكن لمنصات مثل إنستغرام ويوتيوب تقديم برامج لدعم صناع المحتوى العرب في الخليج.
- تعزيز الحوار حول الهوية والانتماء: الحكومات والمؤسسات الثقافية يمكنها الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي بصفتها مساحة للنقاش حول الهوية والهجرة، بدلاً من تركها لمبادرات فردية فقط.
- إعادة النظر في سياسات الهجرة والاندماج: في ظل تنامي تأثير المحتوى الرقمي، يمكن أن توفر السياسات الرسمية مسارات اندماج أكثر مرونة للجيل الثاني من المقيمين.
🔹 مثال عملي: إذا كنت صانع محتوى عربياً في الخليج، يمكنك توظيف الفكاهة والسخرية الذكية في التعبير عن القضايا الاجتماعية، ما يزيد تفاعل الجمهور مع محتواك ويجعله أكثر انتشاراً.
محاذير التطبيق
- على الرغم من أن السخرية أداة فعالة، فإن بعض الموضوعات قد تكون حساسة سياسياً أو ثقافياً، ما يستدعي الوعي بالسياق المحلي لتجنب الرقابة أو الجدل.
- قد لا تعكس منصات التواصل الاجتماعي الصورة الكاملة للمجتمع، لذا لا يمكن اعتبار المحتوى الرقمي مؤشراً دقيقاً على وجهات النظر جميعها حول الهوية والانتماء.
- تعتمد فعالية هذا النوع من المحتوى على مدى تقبّل الجمهور، فقد لا تلقى بعض الموضوعات الساخرة تجاوباً إيجابياً من الفئات جميعها.
المصدر
عنوان البحث: Social Media and the Politics of Ironic Belonging in Dubai
ترجمة العنوان: وسائل التواصل الاجتماعي وسياسات الانتماء الساخر في دبي.
الباحثة: سونالي باهوا.
الجامعة: جامعة مينيسوتا.
المجلة الناشرة: International Journal of Middle East Studies
تاريخ النشر: 2025.