ما علاقة الكوابيس المتكررة باحتمال الإصابة بالخرف؟

2 دقائق
الكوابيس المتكررة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

وقفت دراسة بريطانية حديثة على تبيان صلة لم يسبق الانتباه إليها من قبل تربط رؤية الكوابيس المتكررة بالتشخيص بالخرف، وما لها من أثر ملموس على الاختلال المعرفي.
هناك العديد من الفوائد المهمة للنوم على الصحة العقلية، حيث تفرَّغت مجموعة من باحثي جامعة برمينغهام لدراسة الكوابيس المتكررة واحتمالية اعتبارها إنذارات مبكرة للإصابة بالخرف، وفيما يلي ملخص لما أنجزوه.

آثار الكوابيس الوخيمة

إن رُعبَ الكوابيس لا يقف عن رؤيتها، بل يتعدى ذلك إلى ما يسببه على المدى البعيد من آثار وخيمة على القدرات المعرفية، وهي خلاصة دراسة علمية نقلتها صحيفة الغارديان (The Guardian) عن إي كلينيكال مديسين (eClinicalMedicine) نُشرت شهر أيلول/ سبتمبر من سنة 2022.

أثبتت خلية البحث والتي ترأسها عالم الأعصاب بجامعة بيرمنغهام دكتور أبيديمي أوتايكو (Abidemi Otaiku)، أن الأحلام السيئة ما هي في حقيقة الأمر إلا إنذارات مبكرة للإصابة بالخرف. فالأشخاص الذين تترواح أعمارهم بين الـ 35 والـ 64 عاماً وتراودهم الكوابيس بشكل دوري، هم أكثر عرضة بأربعة أضعاف لمواجهة تدهور إدراكي بمجرد تقدمهم في السن. وليصلوا إلى هذا الاستنتاج، فقد عمد فريق الباحثين إلى تحليل وتمحيص ثلاثة أبحاث سابقة تعود للفترة الممتدة بين 2002 و2012، وتحتوي معطيات مرتبطة بالنوم وكذا صحة الدماغ.

كما تناولت عيّنات الدراسة 600 رجل وامرأة بالغين تتراوح أعمارهم بين الـ 35 و64 سنة و2,600 شخص بالغ تبلغ أعمارهم بين 79 فما فوق غير مصابين بالاختلال الإدراكي ولا تظهر عليهم أي أمارات للخرف.

وتَعيّن على المشاركين في هذه الدراسة ملء استبيان يدور حول جودة نومهم ومدى تكرر رؤيتهم للكوابيس. ولاحقاً، في بيان نشرته الجامعة، أكد الباحث البريطاني النتائج بقوله: "الأشخاص الأكثر عرضةً للاختلال المعرفي المُبكر هم من في منتصف العمر".

الرجال أكثر عرضةً للكوابيس

إلى جانب ذلك، فقد أفادت الدراسة بأن هذه الاستنتاجات تعني الرجال أكثر من غيرهم، فمبقارنتهم بالنساء من الفئة العمرية ذاتها، أظهر الباحثون أن الرجال الذين يرون كابوساً مرة واحدة في الأسبوع على الأقل هم أكثر عرضةً للإصابة بالخرف، وقد جاء في البيان: "لا تُشكل نسبة خطر الإصابة بالخرف عند النساء في الفئة العمرية ذاتها سوى 41%".

وتعد هذه الدراسة من الدراسات الأولى من نوعها التي تناولت علامات الإنذار المبكر للإصابة المحتملة بالخرف. وفي هذا الصدد، يشرح عالم الأعصاب طبيعة عمل فريقه قائلاً: "صحيح أن إثبات هذه الصلة يتطلب المزيد من البحث والاشتغال، غير أننا نعتقد أن بإمكان الكوابيس أن تكون مؤشراً لا يستهان به لتحديد الفئات والأشخاص الأكثر عرضةً للإصابة بالخرف ووضع استراتيجيات من شأنها أن تؤخر ظهور المرض".

كما يتقاطع الاستنتاج بدراسةٍ سبق أن أجراها المعهد الوطني للصحة والبحث الطبي ونُشرت بنيسان/ أبريل من سنة 2021، أثبتت أن الخرف يطال بشكل أكبر شريحة المسنين الذين لم يعتادوا على أخذ قسطهم الكافي من النوم.

المحتوى محمي