أبيت أسبوعياً عدة أيام في منزل جدتي رحمها الله الذي يقطن به خالي حالياً، والحقيقة أن هناك اختلاف واضح بيننا في نمط النوم، فهو يفضل أن يغفو على صوت التلفاز ولا يواجه أي مشكلة إذا كان المكان الذي ينام به صاخب، بينما أنا على العكس تماماً لا تتمكن عيناي من الإغلاق إلا بعدما يستكين المحيط حولي تماماً، لذا في الغالب لا أتمكن من النوم قبله.
محتويات المقال
وفيما يبدو أن خالي ليس متفرداً بذلك، فقد رأيت على منصة يوتيوب منذ عدة أشهر مقاطع طويلة مسجلة لأصوات الأجهزة مثل الغسالة والمكيف القديم والمروحة وغيرها من الأجهزة منشورة بهدف مساعدة الأشخاص الذين كانوا لا يتمكنون من النوم إلا على صوتها. وفي الحقيقة إن هذا الجانب المثير للتفكر دعاني إلى البحث عن الأسباب المؤدية لتفضيل النوم في الضوضاء، وهذا ما سأطرحه في المقال.
1. النشأة في بيئة صاخبة
عندما أسافر إلى مكان صاخب أجد صعوبة بالاستغراق في النوم وهذا مرتبط بأن نشأتي كانت في أماكن هادئة جداً، وعلى العكس تماماً يكون الوضع بالنسبة للشخص الذي نشأ في مكان صاخب، فغالباً ستقترن الضوضاء عنده بالراحة والألفة والهدوء بالانزعاج والقلق، لذا فدماغه لن يستطيع الاسترخاء في وضع الهدوء فهو بالنسبة له ليس طبيعياً ولا محتملاً.
2. الإصابة بالقلق
أحد الأسباب الرئيسية المؤدية إلى تفضيل النوم في الضوضاء أن الشخص قد تكون لديه مشكلة تجاه تقبل السكون والصمت التام، وقد يرتبط ذلك أحياناً بأن عقله صاخب بالأفكار المزعجة فيحتاج إلى التشويش عليها بمصدر ضوضاء آخر، وهذا يظهر في حالة الأشخاص المصابين باضطراب القلق، إذ يحفز الهدوء الأفكار المثيرة للقلق داخل أدمغتهم وتمنعهم من النوم، لذا لا يوجد حل سوى صناعة صخب بهدف الإلهاء والحد من اجترار الأفكار قبل النوم.
3. معاناة الوحدة
يرتبط هذا الجانب نوعاً ما بما ذكرته مسبقاً حول التشويش على الأفكار بأصوات خارجية، إذ إن الشخص الوحيد أو الذي يعاني فراغاً عاطفياً سيجد نوعاً من الأنس في الأصوات المنبعثة من التلفاز أو الأجهزة الأخرى، الأمر أقرب إلى صناعة الونس المفقود، فهو بصحبة تلك الأصوات يمنح نفسه شعوراً وهمياً بوجود أشخاص آخرين معه، ومن ثم الحد من توتره وقلقه.
وأحياناً يكون لهذه العادة جانب إيجابي في حال الاستعانة بالضوضاء البيضاء أو الأصوات الهادئة، فهي تساعد على حجب التلوث السمعي خارج غرفة النوم، لذا تعد مفيدة للأشخاص المصابين بطنين الأذن أو سكان المدن المزدحمة التي ينتشر بها التلوث السمعي، فهي تسهل عليهم أن يغطوا في النوم بالأخص إذا كانوا يعملون ليلاً وينامون نهاراً.
4. الإصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه
يعد اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه من الاضطرابات النفسية المرتبطة بالميل إلى النوم في الضوضاء، لأن المصاب به ينزعج أحياناً من الصمت والسكون، وفي الوقت نفسه تساعده الخلفية الصوتية المنتظمة على التركيز والاسترخاء، ما يعني أن الضوضاء قد تصبح بالنسبة له نقطة ارتكاز تجعل ذهنه أكثر هدوءاً ومن ثم النوم بسهولة.
اقرأ أيضاً: رهاب النوم: لماذا قد يصبح الذهاب إلى الفراش مخيفاً للبعض؟
ما هي أفضل الأصوات التي تساعدك على النوم؟
تختلف التفضيلات من شخص إلى آخر للأصوات المساعدة على النوم، لكن مبدئياً توجد بعض الأصوات التي تحظى بانتشار واسع مثل:
- الضوضاء البيضاء: يشير طبيب اضطرابات النوم أحمد الذبياني إلى أن الضوضاء البيضاء هي نوع من الصوت يجري إنتاجه عن طريق الجمع بين ترددات صوتية مختلفة مثل صوت المطر والنهر، بهدف إخفاء ضوضاء الخلفية وتعزيز الاسترخاء، ويمكن استخدامه مساعداً على النوم، بالأخص عند الأشخاص الذين يعانون الأرق.
- أصوات بعض الأجهزة الكهربائية التي تنتج ضوضاء ثابتة مثل المروحة أو مكيف الهواء.
- الموسيقى أو الأغاني الهادئة والتي ستجد لها قوائم مخصصة على تطبيقات الصوتيات الشهيرة.
اقرأ أيضاً: عيناك تريدان النوم لكن عقلك يرفض؟ إليك الحل