كيف يمكن أن ينقذك الفضول من الوحدة؟

الفضول
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: محمد محمود)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: يمكن أن تتحول الوحدة عند البالغين إلى مصدر حرَج مع مرور الوقت، لأن عقد اللقاءات وإقامة العلاقات الاجتماعية يبدو أعقد بالنسبة إلى بعضهم مما هو عليه عند الآخرين؛ لكن الاعتماد على إحدى سمات الشخصية مثل “الفضول” يمكن أن يقدم مساعدةً كبيرةً بهذا الخصوص.

أصبح من الصعب اليوم أكثر من أي وقت مضى عقد علاقات الصداقة والحفاظ عليها. ووفقاً للبيانات التي جمعها المركز الأميركي لاستقصاء الآراء (American Perspectives Survey) في مايو/ أيار 2021، أصبح المواطنون الأميركيون أقل ارتباطاً بأصدقائهم المقرّبين، فبينما لم يصرح سوى 3% منهم سنة 1990 أنه ليس لديهم أيّ صديق، ارتفعت هذه النسبة سنة 2021 لتصل إلى أكثر من 1 من كل 10 أميركيين؛ أي ما نسبته نحو 12%. وكما كان متوقعاً، فوفقاً للاستقصاء ذاته؛ أكد المواطنون الذين لديهم صديق واحد مقرّب على الأقل أنهم راضون عن محيط صداقاتهم أكثر من أولئك الذين ليس لديهم أيّ صديق. وتؤكد هذه النتائج أن الوقت قد حان لتطوير سلوك خاص في مواجهة هذا الواقع: إنه سلوك الفضول.

طرح الأسئلة من أجل توطيد أواصر العلاقة

في سنة 2005، أنجز باحثان من جامعة بافالو الأميركية (Buffalo University) دراسةً نُشرت لاحقاً في دورية علم النفس الاجتماعي والسريري (Journal of Social and Clinical Psychology).

وطلب الباحثان من بعض المساعدين المتواطئين معهم أن يتحاوروا مع مشاركين في هذا البحث من خلال طرح سلسلة من الأسئلة عليهم. وأكدت الدراسة أن: “النتائج أظهرت أن المساعدين كانوا أكثر اهتماماً، وشعروا أنهم أكثر قرباً من المشاركين الفضوليين مقارنةً بمن هم أقل فضولاً منهم”. وبينت النتائج أن الفضول دائماً ذو علاقة فريدة مع مستويات الحميمية، بغض النظر عن قوة العواطف الإيجابية والسلبية، والقلق الاجتماعي الذي شعر به المشاركون قبل الحوار وبعده. وتكشف هذه البيانات حسب الباحثَين أن الفضول من سمات الشخصية، القادرة على تعزيز القرب الاجتماعي.

كيف تطوّر فضولك؟

إذا كان التعبير عن الفضول أمراً بديهياً بالنسبة إلى بعض الناس، فهذا يعني أن بإمكان الآخرين أيضاً أن يتحلّوا به، ما دامت هناك وسائل تساعد على زرعه في النفس من أجل تعزيز القدرة على إقامة العلاقات.

وينصح الكاتب جيفري دايفيس (Jeffrey Davis) في مقال بمجلة “سايكولوجي توداي” (Psychology Today) بالبدء بممارسة الفضول تجاه الذات. ويوضح دايفيس ذلك قائلاً: “تساءلوا عن الأمور العزيزة على قلوبكم”.

على سبيل المثال: “ما الذي الذي يجعلكم تشعرون بالحماس؟ وبماذا تحلمون؟”. ستسمح لكم هذه المقدمة بالتقرّب من المجموعات التي تتقاسمون معها الاهتمامات نفسها في الأندية والجمعيات الأهلية؛ كما أنها ستساعدكم على تعلّم الطريقة المناسبة لطرح الأسئلة.

كما يتعيّن عليكم تبنّي أسئلة مفتوحة تتطلب إجابات مفصلةً من أجل ضمان إجراء محادثة سلسة تشبع فضولكم، وهكذا سيكون من السهل عليكم طرح أسئلة جديدة انطلاقاً من الإجابات السابقة، وسيمكّنكم ذلك أيضاً من إظهار الحماس والاهتمام بما يقوله الشخص الذي تتحاورون معه.

ويؤكد خبير التنمية الذاتية جوردان غروس (Jordan Gross) في تصريح لموقع “بيتر هيومانز” (Better Humans) إن: “سمة الشعور بالإثارة قريبة جداً من سمة الفضول، فالأولى دليل على وجود الثانية؛ كما أنها شاهدة على الحماس من أجل التعرّف على الآخر أكثر”. ولإظهار حماسك من خلال كلامك يفضَّل أن تستخدم لغةً إيجابيةً؛ كأن تعبّر عن انبهارك باستخدام أساليب التعجب، واستعمال عبارات من قبيل: “هذا مذهل” أو “هذا رائع”!