كيف أتخلص من الغيرة على زوجي؟

3 دقيقة
الغيرة الصحية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

يعتبر البعض أن الغيرة هي بهارات الزواج، وبما أن البهارات من المقادير التي يجب إضافتها إلى الطبخة بدقة شديدة فإنها إذا زادت عن حدها يمكن أن تفسد علاقة الزوجين وتحول حياتهما إلى جحيم لا يُطاق، فهناك خط رفيع بين الغيرة الصحية والمرضية ليس من السهل رؤيته والالتزام بعدم تجاوزه.
وليس أدَلُّ على ذلك من سجلات الجرائم في مراكز الشرطة التي تضم حوادث ارتكبتها شريكات بدافع الغيرة المرضية على أزواجهن. فعكس ما تصوره لنا الأفلام والمسلسلات؛ قد تصبح الغيرة أحياناً خارج نطاق السيطرة ما يجعلها في هذه الحالة بعيدة عن سمو الحب وإنما تتصل بدوافع عديدة سنشرحها في مقالنا، مع تقديم الحلول التي يمكن للزوجة اتباعها حتى تعيد علاقتها بزوجها إلى نطاقها الصحيح.

أسباب الغيرة على الزوج

تنطلق الاختصاصية النفسية ميليكا ماركوفيتش (Milica Marković) في تحليلها لأسباب الغيرة من رؤيتها أنّ جذورها قد تعود إلى مرحلة الطفولة، وذلك عندما تظهر الغيرة بين الأطفال نتيجة اهتمام والديهم بأحدهم على حساب الآخر.

وأحياناً تختفي هذه الغيرة بتخطي مرحلة الطفولة واكتساب الطفلة احترامها لذاتها وثقتها بنفسها لاحقاً؛ لكن في أحيان أخرى قد لا يحدث ذلك ليمتد سلوك الغيرة إلى علاقتها بزوجها.

يُضاف إلى أسباب الغيرة عدم وجود رؤية واقعية عند الزوجة للزواج، فتكون رؤيتها مستمَدّة مما رأته على شاشات التلفاز، وأيضاً ربما تميل إلى الإحساس بملكيتها للزوج ما يجعلها تعطي نفسها الحق المطلق للتحكم في حريته وتقييده كما تشاء.

هناك أيضاً ترسبات العلاقات الماضية التي قد تجعل الزوجة نتيجة تعرضها لتجربة حياتية سيئة أو خيانة زوجية؛ تُسقط ما حدث معها على علاقتها الجديدة لتصبح في حالة تأهب دائم بهدف منع تكرار حدوث الموقف نفسه الذي حدث معها في الماضي؛ ما يُنتج في النهاية علاقة منعدمة الأمان مليئة بالشك غير العقلاني.

ما الفرق بين الغيرة الصحية والغيرة الضارة؟

تؤكد استشارية العلاقات الزوجية شيري ستريتوف (Sheri Stritof) إن الغيرة أمرٌ طبيعي بين الزوجين عندما تظهر بين الحين والآخر؛ لكن إذا زادت حدتها أو وصلت إلى حدود غير عقلانية هنا تتحول إلى مشكلة تستلزم العلاج، والخطوة الأولى في العلاج تكون التفرقة بين الغيرة الصحية والغيرة المرضية.

وتشير ستريتوف إلى أن الغيرة الصحية تكون معتدلة وتحدث بشكل عرَضيّ وتساعد الزوجين على تقدير بعضهما؛ كما أنها تزيد من مشاعر حبهما ما يجعلها عنصراً إيجابياً في العلاقة وينفي احتمالية اعتبارها تهديداً محتملاً لها أو إثارتها للقلق والشعور بعدم الأمان، فالعلاقة بينهما بها ما يكفي من الالتزام المتبادَل.

بينما الغيرة الضارة مختلفة تماماً وتُعد تحذيراً من وجود علاقة مسيئة، فالشريكة الغيورة تشعر بانعدام الأمان والارتباك العاطفي الذي يدفعها لممارسة الغيرة المرضية تجاه شريكها. وتكون تلك الممارسة مصحوبة باعتداء لفظي وعنف جسدي أحياناً من أجل تخفيف مشاعرها الغاضبة؛ التي من أبرزها الخوف من الهجر والقلق من ألا تكون محبوبة.

وهذا ما يجعل البحثَ عن الدوافع واحداً من أهم مفاتيح التعرف إلى الغيرة الضارة، فإذا كانت مرتبطة بمقارنة الزوجة لنفسها مع الآخريات وشعورها بعدم الكفاءة والدونية، أو معاناتها من خسائرَ في علاقات سابقة أو صدمات حياتية تُسقطها على العلاقة، ففي هذه الحالة تكون غيرة مرضية بالتأكيد.

6 علامات تؤكد الغيرة الضارة

يوجد العديد من العلامات التي إذا ظهرت في علاقتكِ مع زوجك فهي تشير إلى أن غيرتكِ ضارة؛ وأهمها:

  1. تلاحقينه عندما يكون بعيداً عنكِ للتحقق مما يفعل ومن الأشخاص الذين بصحبته، سواء عن طريق المكالمات الهاتفية أو الرسائل النصية.
  2. لا ترتضين أن يفعل شيئاً من دونك وتودين أن يقضي الوقت كله معكِ مهما كان ذلك يثير انزعاجه.
  3. تشكّكين في صداقاته مع الجنس الآخر سواء في الحياة الواقعية أو الافتراضية.
  4. إذا ذكر زوجكِ علاقة قديمة له يثير ذلك قلقك وتوترك وترين ذلك دلالة على أنكِ لم تعودي تلقَين إعجابه.
  5. تتهمينه بالخيانة طوال الوقت؛ أحياناً من منطلق جدّي وفي أحيان أخرى على سبيل المزاح.
  6. تحاولين التحكم في سلوكياته وتُملين عليه ما ينبغي عليه فعله أو تجنبه.

كيف أتخلص من الغيرة المفرطة؟

بما أن الغيرة الضارة يمكنها تدمير حياتك الزوجية؛ نقدم لك عدة إرشادات يساعدك اتباعها على مواجهة هذه المشكلة المؤرقة:

  1. ابحثي عن جذور غيرتك فربما تكون آتية من طفولتك الأليمة أو علاقاتك المسيئة، ولا تخلطي بين ماضيكِ وعلاقتك بشريكك فقد لا يكون شريككِ الحالي يكنّ لكِ أي سوء!
  2. ضعي غيرتك على ميزان العقل والمنطق، وتَفكَّري في مهلة زمنية بسيطة قبل القيام بأي فعل بدافع الغيرة لتعرفي إذا كان هناك ما يبرره فعلاً.
  3. ضعي توقعات للعلاقة متناسبة مع الواقع، فلا يمكن على سبيل المثال أن تمنعي زوجكِ من التحدث مع الجنس الآخر تماماً.
  4. صارحي زوجكِ بأن لديك مشكلة تتعلق بالغيرة واشرحي له أسبابها حتى يساعدك على حلها، وأيضاً يستوعب المواقف الضاغطة التي قد تضعينه فيها.
  5. اهتمي بتنمية احترامك لذاتك وثقتك بنفسك، فالنظرة الإيجابية إلى شخصك ستقلل شعورك بعدم الأمان في علاقتك بزوجك.
  6. إذا ظلت الغيرة المرضية تلازمك رغم محاولتكِ التخلصَ منها؛ سيكون من الضروري حينها اللجوء إلى معالج نفسي يساعدك على التعامل مع السلوكيات والأفكار التي تطاردك.

يحتاج الخروج من شباك الغيرة المرضية إلى الغيرة الصحية تطوير مهارات المواجهة لديكِ واستكشاف آليات التأقلم التي تخفف من تأثير هذه المشكلة في حياتك الزوجية إلى أقصى حد ممكن؛ لكن الأمر يستحق بذل الجهد إذ يوجد فرق شاسع بين مشاعر الحب الصادقة ومشاعر الغيرة الضارة، لذا لا تترددي إذا كنتِ تغارين على زوجك بشكل غير عقلاني أن تنقذي زواجك من هذا السلوك بشتى السبل المتاحة.

المحتوى محمي