ملخص: قد يكون العثور على شريك الحياة المناسب صعباً أحياناً؛ الأمر الذي يسبب اليأس من الحياة العاطفية ويمنع المرء من عيش حياته على نحو سليم، وفيما يلي تقدم معالجة نفسية 3 نصائح للتغلب على هذا الشعور.
مَن منا لم يسبق له أن اشتكى بشأن حياته العاطفية؟ ومَن منا لم يشعر بالضياع أمام الخيارات العاطفية التي فكر فيها، سواء في الوسط الاجتماعي أو المهني؟ قد يبدو العثور على شريك الحياة في هذا العصر أسهل، وعلى الرغم من ذلك فإن الأمر في الواقع أكثر صعوبة من أي وقت مضى، ففي ظل خيبات الأمل العاطفية التي يواجهها المرء قد يصيبه اليأس من العثور على الشخص المناسب. إذ وفقاً لدراسة أميركية حديثة؛ قال 7 من كل 10 أميركيين إن حياتهم العاطفية لم تسر على ما يرام في عام 2022.
وفي فرنسا، وفقاً لـ استطلاع أجرته مؤسسة إيبسوس (Ipsos)؛ فإن 67% من العُزّاب يشعرون بالحزن بسبب العزوبية. وثمة عدة عوامل مسؤولة عن هذا الضيق النفسي، لا سيما الضغط الاجتماعي الذي يعاني منه الأشخاص غير المتزوجين، أضف إلى ذلك الشعور باليأس والعجز في مواجهة الحياة العاطفية الفوضوية المخيّبة للآمال لدى البعض.
فيما يلي، تقدم المعالجة النفسية والمؤلفة جوليا بارتز (Julia Bartz) في مجلة سايكولوجي توادي (Psychology Today)، 3 طرائق لاستعادة زمام حياتك العاطفية وتحرير نفسك من مخاوفك بشأن الارتباط والالتزام.
لماذا تعد العزوبية مؤلمة نفسياً؟
تُعد العزوبية حالة معقدة، ففي حين أنها تمثل مصدراً للحرية والسعادة بالنسبة إلى البعض، فإنها تسبب المعاناة لآخرين، ويبدو أنه من الصعب إيجاد توازن بين هذين النقيضين، فعلى الرغم من أن 52% من الأفراد غير المتزوجين يقولون إنهم سعيدون بذلك، تسبب لهم العزوبية في الوقت ذاته قدراً كبيراً من الإحباط.
يعتبر الفرنسيون العزوبية حالة تؤدي إلى إثراء الذات، وقد يكون هذا صحيحاً ولكن بشرط واحد وهو ألا تستمر إلى الأبد؛ لأنه بالإضافة إلى المعاناة التي تنجم عن الحاجة إلى الارتباط العاطفي، يؤدي ضغط المحيط الاجتماعي إلى أزمات نفسية لدى العُزّاب؛ إذ يقول 7 من كل 10 فرنسيين إن مَن حولهم يرغبون في رؤيتهم متزوجين، ويولد هذا الضغط المستمر مشاعر سلبية ويؤثر بشدة في الصحة النفسية للأفراد، ويغرقهم فيما تسميه جوليا بارتز حالة " اليأس من الحب".
يشعر أكثر من 53% من العُزّاب بالحزن بسبب ملاحظات المحيطين بهم حول عزوبيتهم أو عدم قدرتهم على تلبية توقعات أفراد العائلة، وفي مواجهة هذه الضغوط، وبسبب الشعور بالعجز حيال الحياة العاطفية المخيبة للآمال في كثير من الأحيان؛ يُصاب 65% من الأفراد غير المتزوجين بأعراض الاكتئاب، حتى الخفيفة منها.
وبالنسبة إلى أكثر من 50% من العُزّاب، كان لهذه الأعراض تأثير سلبي مباشر في حياتهم المهنية وقدرتهم على أداء مهماتهم اليومية وعلاقاتهم مع الآخرين، وتحت وطأة هذه الأزمة النفسية، يتخذ أكثر من ثلث العُزّاب قراراً عاطفياً يتعارض مع قيمهم للتخلص من العزوبية، وينطبق هذا خصوصاً على الرجال بنحو 48% منهم، والنساء اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 35 و45 عاماً بنسبة 35% منهنّ.
إذاً كيف تحارب هذا الخوف الشديد من عدم العثور على الشخص المناسب؟ وكيف تعثر على الشخص المناسب بهدوء وروية على الرغم من الضيق النفسي الذي تسببه لك العزوبية والضغوط الاجتماعية التي تحيط بك؟
كيف تتجاوز قلقك من عدم العثور على شريك حياتك؟
تقول المعالجة النفسية جوليا بارتز: "لا وصفة سحرية أو إجابة سهلة لتجاوز القلق من عدم العثور على شريك الحياة المناسب، وهي حالة تؤثر سلباً في الصحة النفسية"؛ لكنها تقدم لك 3 نصائح يمكن أن تساعدك على التحرر من مخاوف العزوبية وضغوط المجتمع والتمتع بصفاء ذهني وحالة نفسية إيجابية خلال رحلة البحث عن الشخص المناسب.
تجنَّب التعميم
تقول بارتز: "أسرع طريقة لليأس من العلاقات العاطفية هي التعميم. أسمع عبارات من قبيل: "الرجال أو النساء يفكرون على هذا النحو أو ذاك"، وهذا نوع من التعميم يشير إلى شعور بالاستياء والتسرع في إطلاق الأحكام المسبقة". وتذكّرك المعالجة بأن المرء لن يرتبط بالرجال جميعهم أو النساء جميعهن بل بشريك واحد يمنحه الحب والاحترام، وحينما نغير منظورنا، سندرك أنه لا يجوز لنا تعميم تجاربنا العاطفية السابقة التي خيبت آمالنا على أي تجربة أخرى سنخوضها مستقبلاً.
حدد ما يلائمك لا ما يلائم الآخرين
على كلٍ منا أن يحدد ما يلائمه وما لا يلائمه هو عندما يتعلق الأمر بالارتباط العاطفي، بصرف النظر عما يسلكه الآخرون، وتوضح المعالجة: "يشعر الكثير من الناس بالإحباط بسبب ما يعتقد أنها الخطوات الصحيحة التي عليه اتخاذها حينما يتعرف إلى شخص ما؛ لكن تذكر أن ما ينطبق على الآخرين ويلائمهم لن يكون ملائماً لك بالضرورة".
ضع خطة بديلة
إضافة إلى سعيك نحو علاقة عاطفية صحية وسعيدة تتسم بالديمومة، يجب أن تفكر في كيفية إعطاء معنىً لحياتك وجعلها أجمل لأن العثور على الشخص المناسب قد يستغرق وقتاً. لذا؛ توصي المعالجة بأن تطرح على نفسك السؤال التالي: "إذا علمتُ أنني سألتقي الشريك المناسب في غضون عام، فماذا سأفعل في هذه الأثناء"؟ يساعد هذا السؤال على تخفيف قلقك بشأن المشاعر السلبية المختلفة التي تنجم عن حالة العزوبية، ويساعدك على اكتشاف كيفية الاهتمام بنفسك على نحو أفضل وتحديد أهدافك الشخصية بمعزل عن الارتباط العاطفي؛
لكن جوليا بارتز توصي أيضاً بأن تسأل نفسك سؤالاً قد يكون مخيفاً أكثر: "كيف ستكون حياتي إذا علمتُ أنني قد أبقى عازباً لجزء كبير منها؟ كيف يمكنني إيجاد المغزى من حياتي والاستمتاع بها وبعلاقات متماسكة مع أحبائي"؟ من خلال مواجهة أكبر مخاوفك بهذه الطريقة، فإنك تعزز فرصك في التغلب عليها وتحرير نفسك منها، وحينما تركز على جوانب حياتك التي يمكنك التحكم فيها على نحو ملموس، ستنعم بقدر أكبر من الاستقلالية وتستعيد قوتك الداخلية وشعورك بأنك تمسك بزمام حياتك الخاصة، وتختتم المعالجة: "لكن هذا لا يعني أنك لن تجد شريكاً، فالأشخاص الذين يرغبون في ذلك، بمعظمهم، ينجحون في الحصول على حياة عاطفية مُرضية وسعيدة".