ضقت ذرعاً بشريكي: لماذا قد ينتابنا الشعور بالضيق من تصرفات الشريك؟

3 دقائق
الشعور بالضيق من تصرفات الآخر
الشعور بالضيق من تصرفات الآخر

يجد البعض صعوبة في تحمّل تصرفات شريكه التي تجعله محطاً للاستنكار، وقد يتكبّد الفرد هذا الحِمل الثقيل والشعور بالضيق بمفرده أكثر مما يتقاسمه مع الشريك.

لماذا ينتابنا هذا الشعور بالضيق؟

لا ينزعج أولئك الذين يعرفون ربيع منه، بينما تقول أميرة التي تعرفه حقَّ المعرفة: "لزوجي مزاج سيئ، فهو قادر على فعل ما هو أسوأ في أي وقت. إنه مستفزّ وعنيف، كما يمكن أن يتصرف بفظاظة مع ضيوفنا. ذات يوم عندما كنا في عشاء مع الأصدقاء، غادر في منتصف الجلسة موضحاً بصريح العبارة أنه يشعر بالملل الشديد، تاركاً إيّاي خجِلةً أشعر بالضيق من سوء تصرفه". استمرت الحياة الزوجية لربيع وأمير لمدة 23 عاماً، حاول فيها الشريكان تصويب الأمور مع بعضهما بعضاً.

في هذا الشأن توضح عالمة النفس لورانس بيلتيي: "يمكن للزوجين أن يعيشا جيداً للغاية دون أن يقف الشريك عند كل تصرّف يقوم به الآخر". ولكن عندما يكون شريكنا مذنباً في نظرنا بسبب ارتكابه خطأ ما، فإن الشخص الذي يتعين عليه طرح التساؤلات ليس بالضرورة صاحب التصرف السليم". وتتابع قائلة: "الشعور بالعار لا يلزم إلا صاحبه. أما في حالة الزوجين، يسلط كل منهما الضوء على جوانب شخصية الآخر، فالظهور كزوجين يعني قبول مسؤولية شريكك عن جزء لا بأس به من صورتك الاجتماعية، وعندما لا يكون أحد الشريكين على قدر هذه المسؤولية، فمن الطبيعي أن يشعر الآخر بالضيق.

أشعر بالخيانة

بالنسبة للورانس بلتيي؛ يُقِيمُ الزوجان علاقة الاعتماد العاطفي المتبادل حيث يسمح كل منهما للآخر باكتشاف وجهه الحقيقي حتى يشعر بوجوده. وهكذا، تكمن قوة العلاقة في معرفة كيفية تحديد قيمنا الجوهرية والدفاع عنها.

توضّح الطبيبة النفسية: "عادةً ما يكون المشهد العام للعلاقة أو مجرد التواجد كشريكين في المجتمع بمثابة كاشف، فيجمّل بعض الأزواج تصرّفاتهم بطريقة قد لا تُلاحظ من قبل الآخرين. لكن عندما يتجاهل شريكنا هذه القيم الحميمة التي تعاهدنا عليها، فإننا نشعر بالخيانة في أعماق أنفسنا".

أريد الابتعاد

تعليقاً على أسلوب التأفف والاشمئزاز الذي ينتهجه المجتمع تجاه تصرّفات الأزواج، يقول جان كلود ليودي: "إن استنكار المجتمع لتصرفات الشريكين في الأماكن العامة، ليس بالضرورة علامة على خيبة الأمل، فهو موقف متفرّد يتجاهل أيديولوجية الزوجين تماماً".

تضيف عالمة النفس والمحلّلة النفسية: "في الحقيقة إن ما يحدث بين الزوجين ليس سلبياً بالضرورة، فقد يمثّل طريقة لتحديد ما للفرد وما عليه. على سبيل المثال؛ عندما يصبح الطفل الصغير مستقلاً عن والدته، فإنه يفهم جيداً أنه من الممكن أن تكون والدته امرأة رائعةً بتصرفات سيئةً في الوقت ذاته. وبنفس الطريقة، فإن إلقاء نظرة ناقدة على من تحب يفيد صدق حُبّك لك رغم مساوئِه؛ حيث ينبغي لك التعبير عن اختلافكما بطريقة تطمْئنه بشأن مشاعرك تجاهه.

أشعر بأنه يقلل من شأني

يشترك كريم وأسماء في حب الرياضة والطبيعة ولكنهما من بيئتين مختلفتين. تقول أسماء: "أصدقائي على درجة عالية من الثقافة بينما يحب كريم إلقاء النكات الثقيلة والتهريج بطريقة تجعلهم يأسفون على حالي، فأشعر أنه يقلل من شأني. في هذا السياق تؤكّد المعالجة النفسية للزوجين سيلفي تينينبوم: "العلاقات لا تدوم إذا لم نفتخر ببعضنا بعضاً".

وتوضح: "إن معرفة سبب عدم قدرتنا على فرض وجود شريكنا على مَن حولنا أمر في غاية الأهمية. أليس هذا اختيارنا؟ ألا يجب ألا نساوم أصدقاءنا على محبتنا لشريكنا؟". يدعو استمرار هذا التناقض حسب رأي المعالجة النفسية، إلى استشارة متخصص نفسي يساعدك على اكتشاف سبب عدم التوازن بين أفكارك، لأن هذا مصدر حقيقي للمعاناة".

اقرأ أيضا: كيفية التعامل مع الزوجة الغيورة.

ماذا نفعل لمواجهة شعورك بالضيق والإحراج؟

حاول أن تضع حداً لشعورك بالإحراج

تشدد المعالجة النفسية للزوجين، سيلفي تينينبوم: "يجب ألا نسمح لأصدقائنا بإدلاء تعليقاتهم السلبية في حق شريكنا، ونتصدى لمحاولات استبعاده من المجموعة، فإن أفضل طريقة لتوحيد الزوجين هي الدعم غير المشروط، حتى لو كان ذلك يعني محاسبة الآخرين". وتضيف: "إن عدم قدرتنا على إيجاد الشجاعة للقيام بذلك تكشف أننا لا نستطيع حل التناقض بين الذات والأصدقاء، وبين الذات والشريك. وفي كلتيّ الحالتين يجب أن نتساءل حول سبب حساسيتنا الشديدة تجاه نظرة الآخرين".

اطلب من الآخر تحسين سلوكه

يمنحك عدم ملاحظة شريكك لعدم ارتياحك الحقَّ في التحدث إليه وطلب تجنب سلوك محدد في الأماكن العامة. ووفقاً لسيلفي تينينبوم، فإنها طريقة لرسم الحدود والشعور بالاحترام المتبادل.

قسّم حياتك

من الطبيعي عدم تقديم الشريك الجديد لدائرة صداقاتنا. وفي هذا الصدد، تقول سيلفي تينينبوم: "ما يُعتبر تحدياً يمكن أن يكون دليلاً على النضج؛ إذ من المهم أن تؤكد للآخرين أنك أنت فقط المسؤول عن اختياراتك والطريقة التي تنوي أن تعيش بها مع شريكك".

شهادات

لارا ذات الـ 35 عاماً، مسؤولة إدارية

تقول لارا: "على عكس أصدقائي؛ كان سامي يتحدث إليهم قليلاً ولكنني كنت أضايقه باستمرار خوفاً من أن يصبح مضِحكاً ومدعاة للسخرية. ثم في يوم من الأيام تحدث إليّ أصدقائي خلسة عنه، ليطلبوا مني التوقف عن الازدراء منه ومضايقته. انتابتني نوبة تعاسة طوال المساء، ثم سرعان ما لاحظت أن لسامي بصمته الخاصة وضحكاته التي تنعش الروح؛ لقد كان محور اهتمام أصدقائي. استغرق مني الأمر بعض الوقت لأسامح نفسي؛ لكن أنا بفضلهم أقدّر سامي أكثر من أي وقتٍ مضى لأنه يتصرف على سجيّته".

اقرأ أيضا:

المحتوى محمي