ملخص: عانيت خلال الفترة الماضية الضغط على زر الغفوة بصفة متكررة، وكنت أظن أن هذا السلوك سيجعلني أحظى براحة إضافية في فترة قصيرة؛ لكن ما حدث هو العكس، فقد ازداد الإرهاق كلما زادت غفواتي، فما الأسباب العلمية المؤدية إلى ذلك؟ وما الحلول العملية التي يمكننا اتباعها لنقاوم إغراء الضغط على زر الغفوة؟ هذا المقال يجيبنا.
محتويات المقال
هل تجد نفسك تضغط على زر الغفوة كل صباح؟ أنت لست وحدك؛ ولكن هنا تكمن المشكلة: أن 10 دقائق إضافية من وقت الغفوة قد تضر أكثر مما تنفع، وهي مؤشر إلى انخفاض الدافعية أو زيادة القلق، ويمكن لهذه العادة أن تحدد نغمة سلبية لبقية اليوم. بدلاً من ذلك، حاول الاستيقاظ بمجرد أن يرن المنبه.
هكذا وصف المختص النفسي سلطان العصيمي في تغريدته، مشكلة شائعة يعانيها الكثيرون؛ ألا وهي عدم القدرة على الاستيقاظ بمجرد سماع صوت المنبه، والضغط على زر الغفوة عدة مرات لإطالة مدة النوم. وغالباً ما نكتشف فداحة هذا الفعل عند استعدادنا لبدء اليوم؛ إذ تسيطر علينا حينها العجلة في محاولة لتعويض الوقت الذي استنفدناه في النوم بدلاً من التجهز، فما الذي يدفعنا إلى ممارسة هذا السلوك؟ وكيف نتوقف عنه؟ الإجابة بالتفصيل في هذا المقال.
ما المراحل التي يمر بها نومك؟
يوضح طبيب الأعصاب المتخصص في طب النوم، كريس وينتر (Chris Winter)، إن النوم ينقسم إلى مرحلتين رئيستين هما نوم حركة العين السريعة ونوم حركة النوم غير السريعة؛ وتتضمن المرحلة الأخيرة 3 مراحل فرعية هي النوم الانتقالي والنوم الخفيف والنوم العميق.
ففي مرحلة النوم الانتقالي، يتجهز الجسم للانتقال من اليقظة إلى النوم، وتستمر هذه المرحلة بين 5 إلى 10 دقائق وتليها مرحلة النوم الخفيف التي تتناقص فيها درجة حرارة جسمك وتكثر بها الهزات النومية، وتبدأ حركة عينيك في التوقف تمهيداً للدخول في مرحلة النوم العميق.
وبعد نحو ساعة إلى ساعة ونصف من مرحلة نوم حركة العين غير السريعة، تصل إلى مرحلة نوم حركة العين السريعة التي ترى فيها الأحلام ويصبح فيها دماغك نشطاً ولا يقدر جسمك على الحركة وتتحرك عيناك بسرعة. وفي حال نومك نحو 8 ساعات في الليلة، فمن المتوقع أن تُتِمّ 4 أو 5 دورات للنوم.
وبحسب الطبيب النفسي تشتستر وو (Chester Wu)؛ فالضغط على زر الغفوة لا يعد سلوكاً صحياً لضبط دورات النوم؛ إذ إنك تدخل في دورة جديدة لا تتم في كل مرة؛ ما يجعلك تشعر بالترنح والإرهاق عند الاستيقاظ في نهاية المطاف.
كيف يؤثر الضغط على زر الغفوة في صحتك النفسية؟
ربما يتبادر إلى ذهنك عندما تضغط على زر الغفوة أنك بذلك تتيح الفرصة لإراحة جسدك حتى تستيقظ نشيطاً لتؤدي مهامك اليومية على أتم وجه؛ إلا أن هذا الفعل في الواقع يؤدي إلى بداية يوم سيئة مليئة بالقلق والتوتر؛ لأنك غالباً ستنهض في النهاية مذعوراً نتيجة اقتراب وقت العمل أو الدراسة ما يُصيبك بالإرهاق بقية اليوم.
تؤكد الرأي السابق خبيرة النوم جينا سميث (Jenna Smith)؛ التي ترى أن الضغط على زر الغفوة يفسد يومك بتأثيرين؛ الأول أنك تجزئ النوم الإضافي الذي تحصل عليه ما يجعله نوماً منخفض الجودة لا يؤدي إلى نشاطك أبداً، والتأثير الثاني أنه يُشعرك بالتشويش مثلما يحدث لك عندما تستيقظ من نومك العميق فجأة، وقد يرافقك هذا الشعور طوال يومك ليؤثر سلباً في ذاكرتك وتركيزك وقدرتك على اتخاذ القرارات.
6 إرشادات فعالة لتقاوم إغراء الضغط على زر الغفوة
توضح الجزئية السابقة الأضرار التي يمكن أن تنتج من الضغط على زر الغفوة؛ لكن يظل السؤال: كيف تتمكن من مفارقة السرير بمجرد استيقاظك؟ إليك أهم الإرشادات التي ستساعدك:
- اضبط منبهك في توقيت واقعي: سبب رئيس من أسباب الضغط على زر الغفوة أنك تكون متعباً من جراء عدم حصولك على القدر الكافي من النوم؛ لذا حاول أن تبدأ من الليلة السابقة وتنام مبكراً لتجد أنه من السهل عليك الاستيقاظ في الموعد المحدد.
- احسب دورات نومك: يوجد العديد من تطبيقات الهواتف الذكية التي تُمكنك إضافة موعد الخلود إلى النوم إليها لتحسب دورات نومك وتجعل استيقاظك في مرحلة النوم الخفيف؛ ما سيسهّل عليك النهوض من فراشك.
- لا تضع المنبه إلى جوار السرير: ستصعب عليك هذه الخطوة الضغط على زر الغفوة، فعندما تستيقظ ثم تمشي إلى المكان الذي به المنبه غالباً ستفكر قبل أن تعود إلى النوم مرة أخرى.
- اصنع بيئة نوم مريحة: سريرك، وسادتك، درجة حرارة غرفتك؛ جميعها عوامل تسهم مباشرةً في استقرار نومك وجودته؛ لذا لا تتردد أن تستثمر فيها حتى تضمن حصولك على نوم هانئ تستيقظ منه نشيطاً لتبدأ يومك.
- ضع خطة لأول نصف ساعة من يومك: أقترح عليك من واقع تجربتي أن تفتح نوافذ غرفتك فور استيقاظك أو تشعل الإنارة في الأيام الغائمة. بعد ذلك، اذهب إلى دورة المياه وانطلق في روتينك الصباحي بغسل وجهك وأسنانك، ثم اخرج ورتب غرفتك، بالخطوات السابقة ستكون اجتزت غالباً فكرة معاودة النوم بسلام.
- اطلب المساعدة ممن حولك: نحتاج أحياناً إلى رقيب ليدعمنا، بالأخص في بدايات قراراتنا؛ لذا في حال قررت التوقف عن الضغط على زر الغفوة، سيفيدك أن تطلب من أحد أفراد عائلتك أو أصدقائك التواصل معك صباحاً ليتوثّق من أنك هزمت رغبتك في العودة إلى النوم.