ملخص: كثيراً ما نبحث عن الضحك من خلال مشاهدة الأفلام الكوميدية أو الاستماع للنكات من دون أن ندرك حقيقة التأثير النفسي لهذا السلوك. دراسة علمية حديثة أكدت هذا التأثير الإيجابي وكشفت أن الضحك العفوي أكثر فائدة للصحة النفسية من الضحك المفتعل. إليك التفاصيل.
لماذا يعد الضحك مفيداً لصحتك؟
إذا كانت العناية بالصحة العضوية والنفسية تتطلب وقتاً وطاقة فقد يكفيك أحياناً بذل جهد بسيط جداً لتحقيق ذلك.
عندما تحتاج إلى رفع معنوياتك فمن البديهي أن تقضي بعض الوقت مع من حولك من حين لآخر لتحسين المزاج والتحدث والضحك. إذا كان الضحك يولد أحاسيس إيجابية فورية فإنه يحمل فوائد أهم عندما يكون عفوياً.
لهذا اهتمت الباحثتان كارولين كيرشير كرامر (Caroline Kaercher Kramer) وكريستيان بويرمان ليتاو (Cristiane Bauermann Leitao) في دراسة نُشرت بدورية بلوس وان (PLoS ONE) بالضحك وتأثيره في مستوى هرمون الكورتيزول المسؤول عن التوتر.
ما الفرق بين الضحك العفوي والضحك العلاجي؟
للتحقق من الارتباط بين الضحك وخفض التوتر جمعت الباحثتان 8 دراسات منشورة بين عام 1989 وعام 2021 وحلّلتا معلوماتها التي شملت 315 مشاركاً يصل متوسط أعمارهم إلى 39 عاماً. وكان المشاركون في هذه الدراسات قد وُضعوا في مواقف متنوعة لمقارنة انعكاسات أنواع مختلفة من الضحك.
فكان الضحك في بعض المجموعات ناتجاً عن فيلم كوميدي وفي مجموعات أخرى كان ناتجاً عن خضوع المشاركين لعلاج بالضحك يشرف عليه معالج مختص أو تلقيهم علاجاً بالضحك الذاتي، بينما كان على المشاركين في المجموعة الضابطة إنجاز أنشطة مألوفة غير مضحكة. ثم جرى قياس مستويات هرمون الكورتيزول من خلال عينات من الدم واللّعاب.
لاحظ الباحثون أن مستويات الكورتيزول انخفضت عموماً في المجموعات التي خضعت للإضحاك مقارنة بالمجموعة الضابطة. وأورد موقع ساي بوست (PsyPost) أن جلسة واحدة من الضحك فقط تتراوح مدتها بين 9 دقائق و60 دقيقة أدت إلى انخفاض مهم في مستويات الكورتيزول (36.7%) مقارنة بالمجموعة الضابطة.
ولاحظ الباحثون أيضاً أن الضحك العفوي له آثار إيجابية في الصحة العامة مقارنة بالضحك الناتج عن الجلسات العلاجية. وخلُص الباحثون إلى النتيجة التالية: "الإفراز المفرط أو المستمر لهرمون الكورتيزول الناجم عن التحفيز المستمر لمحور تحت المهاد والغدة النخامية والكظرية له آثار سلبية في الأمراض العضوية والنفسية لا سيّما السمنة والاكتئاب والألم المزمن".