لماذا يتسبب بعض صورنا مع الأصدقاء في تدني احترام الذات؟

الصور
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: حينما تُلتقط صور تظهر أنت فيها خلال مناسبة ما أو اجتماع مع الأصدقاء أو العائلة أو زملاء العمل، فإن الحاضرين سيتشاركون هذه الصور فيما بينهم لا شك في ذلك؛ لكن “الأسوأ” بالنسبة إليك هو أنهم قد يشاركونها على الشبكات الاجتماعية، فحينما يرى أناس آخرون الصور التي ظهرت فيها، ستخضع لنظرتهم ولن يعود الأمر مقصوراً على نظرتك إلى نفسك، وهذا أحد أسباب عدم الرضا عن بعض الصور الفوتوغرافية التي تُلتقط لنا، فما الأسباب الأخرى يا ترى؟

يشعر الأشخاص الذين لا يتقبلون مظهرهم وصورتهم الذاتية بالاستياء أحياناً من بعض صورهم الفوتوغرافية؛ إذ إنها تؤثر إلى حد كبير في تقدير الذات لديهم، فكيف ذلك؟

في عام 1975 أجرى باحثون في جامعة تولين (Tulane University) بالولايات المتحدة دراسةً أظهرت أهمية الصور العائلية؛ إذ إن التقاط هذه الصور ثم وضعها في إطارات لتزيين المنزل بها يؤثر إيجاباً في تقدير الذات لدى الطفل لأنه حينما يرى نفسه فيها مع أحبائه يتمكن من تحديد هويته ومكانته وتتعزز ثقته بنفسه.

لكن السؤال هو: لمَ نستصعب نحن البالغون جداً أحياناً تقبُّل صورنا الفوتوغرافية، حتى تلك التي نظهر فيها محاطين بأحبائنا؟

الخوف من نظرة الآخرين

حينما تُلتقط صور تظهر أنت فيها خلال مناسبة ما أو اجتماع مع الأصدقاء أو العائلة أو زملاء العمل، فإن الحاضرين سيتشاركون هذه الصور فيما بينهم لا شك في ذلك؛ لكن “الأسوأ” بالنسبة إليك هو أنهم قد يشاركونها على الشبكات الاجتماعية، فحينما يرى أناس آخرون الصور التي ظهرت فيها، ستخضع لنظرتهم ولن يعود الأمر مقصوراً على نظرتك إلى نفسك؛ إذ تمثل هذه الصور بالنسبة إليك ما سيراه هؤلاء منك.

وتقول المعالجة المختصة في صورة الجسد تايلور سيغميلر (Taylor Seegmiller) لمجلة غلامور (Glamour): “نرى أنفسنا في صورنا بالطريقة التي نظن أن الآخرين سيروننا بها”، فنسقط مخاوفنا ونظرتنا إلى أنفسنا على أي شخص ينظر إلى هذه الصورة ونتخيل أنه يرى ذلك كله.

رهاب تشوه الجسم

هل خرجت من منزلك ذات مرة وأنت تشعر بالثقة بنفسك ومظهرك ثم صادف أن التقط أحد أصدقائك صورة لك، فتحطمت ثقتك حينما نظرت إليها؟ يمكن أن يرجع ذلك قبل كل شيء إلى اضطراب يسمَّى “رهاب تشوه الجسم” (dysmorphophobia) الذي يتمثل في أفكار هوسية مفرطة حول عيب طفيف أو متخيَّل في المظهر، ويمكن لبعض الصور أن يبرز أحد هذه الجوانب غير المرغوبة، إضافةً إلى أنّ الشبكات الاجتماعية تعزز هذا الاضطراب.

وتقول المتخصصة في تأثير الشبكات الاجتماعية في الصحة النفسية والجسدية لدى الشباب والمراهقين، جاسمن فاردولي (Jasmine Fardouly) في مقابلة لشبكة بي بي سي: “يقارن مستخدمو إنستغرام والمنصات الأخرى صورهم بصور الآخرين، ويقللون من قيمة أنفسهم بسبب ذلك”، ويشعر المرء أن الصورة الملتقَطة له تتوقف عند أكثر ما يكرهه في نفسه، وتبرزه. تقول لبنى ذات الـ 29 عاماً: “حينما تُلتقط صورة لي أجد نفسي مجبرة على التساؤل: هل أنا لا أبدو جذابة في الصور، أم إنني لست جميلة أصلاً في الواقع كما أعتقد”؟ وتؤثر الفكرتان سلباً في تقدير الذات.

بين الصورة الفوتوغرافية والمرآة

يمكن أن تصيبنا صورنا الفوتوغرافية بخيبة الأمل بسبب حقيقة أن الصورة مختلفة تماماً عما نظهر عليه في المرآة، فالصورة جامدة وزاويتها مختلفة في حين أننا نتحرك أمام المرآة كما أنها تُظهر انعكاساً مقلوباً، وعلى هذا النحو فإن وجهك الذي تشعر بالرضا عنه حينما تنظر إلى المرآة قد يصيبك بالاستياء في الصور، وتختتم تايلور سيغميلر:”وقد يصعب علينا تقبل الصورة الفوتوغرافية على وجه الخصوص حينما لا تعكس صورتنا التي تخيلناها في أذهاننا”.