يكرّس مقدم الرعاية نفسه لمساعدة شخص عزيز مثل الوالد المتقدم في السن أو الزوج أو الطفل المريض، وهو أمر مرهق جسدياً ونفسياً، فما الذي يفتقر إليه مقدمو الرعاية؟ الدعم والاستماع والاهتمام أحياناً وبعض الراحة قبل كل شيء.
تقدم لك مؤلفتا كتاب "كيف تساعد أحباءك دون أن تهمل نفسك" (Comment aider ses proches sans y laisser sa peau)، جانين صوفي جيروديه (Janine-Sophie Giraudet) وآنج كونتوكغي كالين (Inge Cantegreil-Kallen) نصائحهما للتغلب على الشعور بالذنب عند رعاية أحد الأحباء وإيجاد طرائق لإعادة شحن طاقتك.
أخذ استراحة حاجة ضرورية لمقدم الرعاية
إذا كنت تقدم رعاية طويلة الأمد لأحد أحبائك فإنه من الضروري أن ترتاح من وقت لآخر لتتمكن من استعادة طاقتك، لذا خصص وقتاً للاهتمام بنفسك لا ترعى خلاله الشخص العزيز، فهذا يسمح لك أيضاً بتنشيط علاقتك به ويجنبك الغرق في مشاعر اليأس والإحباط.
وتذكَّر أنك إنسان ولك قدرة محدودة، وما لم تأخذ استراحة فإنك ستصاب بالإرهاق ولن تعود قادراً على رعاية الشخص العزيز عليك بكفاءة. تتطلب استعادة طاقتك أن تأخذ وقتاً كافياً للاستراحة من فترة لأخرى لتتمكن من الاستمرار، ومن ثَمّ من البديهي أن يتضمن ذلك الاعتناء بنفسك، وهذه ليست أنانية لأنك حين لا تعتني بنفسك وتنهار تحت وطأة الإرهاق فإنك لن تعود قادراً على رعاية الشخص العزيز عليك، وهنا عليك أن تسأل نفسك: من سيرعاه إذا لم تعد قادراً على ذلك؟ بالتأكيد لكل حالة ظروفها ولكل مقدم رعاية احتياجاته، ومن ثَمّ فإن طبيعة الاستراحة تختلف تبعاً لذلك.
خذ استراحة من إرهاق الحياة اليومية
ننسى غالباً أنه من السهل علينا الاستمتاع بلحظات من الراحة خلال اليوم والسماح لأنفسنا ببعض المتع البسيطة. ولتتمكن من استعادة طاقتك خذ على الأقل نصف ساعة يومياً لنفسك افعل خلالها ما يمنحك الاسترخاء والرضا: اشرب القهوة على الشرفة، أو اقرأ، أو استمع إلى الموسيقا، أو مارس بعض الرياضة، أو أخرج وامشِ قليلاً، أو اذهب لرؤية صديق أو للتسوق.
وتتضمن الاستراحة أيضاً أن تهتم بمظهرك، والنصيحة هنا للمرأة مقدمة الرعاية: لا تتوقفي عن العناية المعتادة بوجهك وجسمك بحجة ضيق الوقت، استخدمي أقنعة الوجه التجميلية وضعي بعض أحمر الشفاه مثلاً فهذا سيغير نظرتك إلى نفسك، ويرفع معنوياتك، ودلكي وجهك ويديك وقدميك واغتنمي هذه اللحظات المميزة بالكامل. وينطبق الأمر ذاته على الرجل مقدم الرعاية: لا تهمل حلاقة ذقنك والذهاب إلى مصفف الشعر واستخدام العطور ومستحضرات ما بعد الحلاقة.
مارس أنشطة خارجية
إضافة إلى فترات الراحة من يوم لآخر، خصص وقتاً لممارسة الأنشطة الخارجية. وسواء كنت بحاجة إلى استراحة لبضع ساعات خلال اليوم لترتاح فقط أو تمارس نشاطاً ما فإن ثمة حل؛ وهو أن تعهد برعاية الشخص العزيز عليك إلى جهة ما وفق ما يناسبك، والأهم هو أن يكون في أيدٍ أمينة خلال ذلك.
يمكنك مثلاً أن تستعين بخدمات طالب في كلية الطب أو علم النفس ليرافق الشخص الذي ترعاه خلال غيابك، ويمكنك التواصل مع الجامعات بشأن ذلك كما يمكنك الاتصال بجمعيات المرضى أو مقدمي الرعاية أو المتطوعين. وتمثل دور الرعاية النهارية حلاً أيضاً؛ إذ يمكن رعاية المسنين الذين ما زالوا يعيشون في المنزل ليوم واحد أو أكثر في الأسبوع.
وتقدم هذه الطريقة فائدة للطرفين، فهي تسمح بالحفاظ على استقلالية الشخص الذي يتلقى الرعاية (بفضل الأنشطة المحفزة التي تتكيف مع احتياجات كل شخص)، وتخرجه من عزلته كما تسمح لك أنت مقدم الرعاية بتوفير وقت لعملك وشؤونك الشخصية. يسمح هذا الحل لكل من الشخص الذي يحتاج إلى الرعاية ومقدم الرعاية بأخذ استراحة تزامناً مع تعزيز الروابط الاجتماعية والحفاظ عليها.
حلول للخروج رفقة الشخص الذي ترعاه
إذا لم تتمكن من الخروج من دون الشخص الذي ترعاه فحدد الهوايات التي يمكن لكما ممارستها معاً. في هذا الخصوص، ثمة عروض وأنشطة ترفيهية يشرف عليها متطوعون وتشمل إقامات العطلات والأنشطة الاجتماعية المصاحبة والنزهات الثقافية (زيارة المتاحف، والمعارض، والمسارح، وحضور الحفلات الموسيقية، وما إلى ذلك). وبينما يعتني فريق متمرس بالشخص الذي ترعاه بمقدورك أنت ومقدمي الرعاية الآخرين الخروج بنزهاتكم الخاصة.
حلول لمغادرة المنزل لبضع أيام
قد تجد نفسك بحاجة إلى مغادرة المنزل لبضع أيام، لدخول المستشفى بسبب عارض صحي مثلاً أو زيارة أبنائك الذين يعيشون بعيداً عنك أو حتى قضاء إجازة. في هذه الحالة، توفر الإقامة المؤقتة عدة حلول سواء لدى المؤسسات الخاصة برعاية كبار السن أو العائلات المضيفة؛ مثل الرعاية المتنقلة أو الرعاية المؤقتة في المنزل. وإذا لم يناسبك هذان المقترحان، يمكنك العثور على حلول أخرى تسمح لك بالاستمتاع بوقت طيب باطمئنان.
اقرأ أيضاً: كيف يمكن تسخير الكاريكاتير للتخفيف من وطأة الرعاية التلطيفية؟