كل ما تود معرفته عن الشخص المصاب بالهستيريا

3 دقائق
اضطراب الشخصية الهستيرية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: نقابل أحياناً بعض الأشخاص الذين يتعمدون جذب الأنظار إليهم بأساليب غير مألوفة ومزعجة، وقد يكون ذلك نابعاً من إصابتهم باضطراب الشخصية الهستيرية الذي يجعل المصاب به يركز على كيفية جذب الانتباه إليه دائماً وفي الوقت نفسه لا يتحمل النقد أو الرفض. والأسباب وراء هذا الاضطراب غير محددة؛ لكن التنشئة الخاطئة تسهم بدرجة كبيرة في الإصابة به، ومن أهم أعراضه التعبير العاطفي المبالغ فيه واتخاذ قرارات متهورة. ويلجأ المعالج النفسي في حال تشخيص الفرد باضطراب الشخصية الهستيرية إلى مسارين هما العلاج الدوائي الذي يهدف إلى علاج الأعراض المصاحبة للاضطراب، والعلاج النفسي الذي يساعده على إدارة مشاعره.
توجد لدى معظم البشر الرغبة في لفت انتباه الآخرين وأن يكونوا محط اهتمامهم؛ لكن أحياناً تزيد هذه الرغبة عن حدها فتنقلب إلى ضدها حين يصاب الشخص باضطراب الشخصية الهستيرية الذي يدفعه إلى فعل الكثير من الممارسات الخارجة عن المألوف والمزعجة لمن حوله في سبيل أن يظل تحت الأضواء.

لكن حتى يكون مفهوم اضطراب الشخصية الهستيرية أكثر وضوحاً؛ سنطرح في هذا المقال أسبابه وأعراضه وكذلك الأساليب المستخدمة لعلاجه.

ما هو اضطراب الشخصية الهستيرية؟

يعرف استشاري العلاج النفسي السعودي محمد سالم القرني اضطراب الشخصية الهستيرية بأنه اضطراب نفسي يجعل المصاب به شديد الانفعال ودائم البحث عن سُبل جذب الانتباه ولفت الأنظار؛ كما يتصف بالعواطف الضحلة والسلوك المتلاعب. وتتسم علاقات المصاب باضطراب الشخصية الهستيرية بالسطحية ما يؤثر فيه سلباً على المدى البعيد، وهو أيضاً يتعامل بحساسية شديدة مع الانتقادات والرفض ولا يجيد التعامل مع الخسارة والفشل، فكلما شعر بالرفض أكثر أصبح أكثر هيسترية.

ويضيف القرني إن هذا الاضطراب ينم عن عدم النضج وتجنُّب تحمل المسؤولية؛ حيث يعتمد تقدير المصاب به لذاته على مواقف الآخرين وليس على شعوره الحقيقي بقيمته، لافتاً النظر إلى أنه يكون أكثر شيوعاً لدى النساء ويظهر عادةً في مرحلة المراهقة أو البلوغ المبكر.

ما الذي يتسبب في الإصابة باضطراب الشخصية الهستيرية؟

يرى استشاري الطب النفسي السعودي عبد الله بن سلطان السبيعي أن اضطراب الشخصية الهستيرية لا يوجد له سبب محدد إنما يسهم في الإصابة به كل من طبيعة تكوين الشخص، وما يتعلمه من والديه إن كان أحدهما يحمل الصفات الهستيرية نفسها، وكذلك بيئة المنزل المليئة بالدلال مع ضعف التوجيه، أو البيئة التي تعتمد على الحب المشروط.

كما تضيف المختصة النفسية لوسيجا فايسفيلايت (Lucija Vaisvilaite) إنه من ضمن الأسباب المحتملة للإصابة باضطراب الشخصية الهستيرية التعرض لأحداث صادمة في مرحلة الطفولة، فطريقة الاستجابة لها أحياناً تطور سلوكيات ومعتقدات تجعل نمط الشخصية يتغير ليصبح أكثر قرباً للهستيرية.

ما أعراض اضطراب الشخصية الهستيرية؟

يوجد العديد من الأعراض التي تشير إلى الإصابة باضطراب الشخصية الهستيرية؛ مثل:

  1. الاهتمام الشديد بالذات.
  2. حب الظهور واستخدام المظهر لجذب الانتباه.
  3. التعبير العاطفي المبالغ فيه.
  4. المبالغة في تقدير قيمة العلاقات وإعطائها أكبر من حجمها.
  5. القابلية للمبالغة والكذب.
  6. الانفعالات السريعة والسطحية.
  7. التلون حسب الموقف.
  8. ضحالة المشاعر وتبدلها.
  9. الحساسية للنقد أو الرفض.
  • اتخاذ قرارات متهورة.
  • التهديد بالانتحار لجذب الانتباه.
  • فقدان الاستقرار النفسي.

كيف يعالَج اضطراب الشخصية الهستيرية؟

يتم تشخيص اضطراب الشخصية الهستيرية وفقاً للدليل التشخصي والإحصائي الخامس للاضطرابات النفسية (DSM-5) إذا ظهرت على الشخص أكثر من 5 أعراض من الأعراض التالية:

  1. عدم الارتياح عندما لا يكون محط اهتمام الآخرين.
  2. التفاعل مع الآخرين بشكل غير لائق.
  3. التعبير الضحل والمتحول عن العواطف.
  4. استخدام المظهر الجسدي باستمرار بغرض لفت الانتباه.
  5. الحديث بغموض.
  6. اللجوء إلى الدراما للتعبير عن المشاعر.
  7. سهولة التأثر بالآخرين أو المواقف.
  8. رؤية العلاقات أكثر حميمية مما هي عليه في الواقع.

أما العلاج، فوفقاً للمختص النفسي السعودي ماجد الغامدي ينقسم إلى مسارين؛ الأول هو العلاج الدوائي الذي يستهدف علاج الأعراض الثانوية المصاحبة لاضطراب الشخصية الهستيرية مثل الاكتئاب والقلق وأحياناً الذهان، ويتمثل المسار الثاني في العلاج النفسي.

ويؤكد الغامدي إنه نظراً لأن المصابين باضطراب الشخصية الهستيرية يكونون في الغالب غير مستبصرين بمشاعرهم، فإن المعالج يشرح لهم أعراض الاضطراب ويساعدهم على الوعي بها بالتوازي مع التعرف إلى مشاعرهم الداخلية الحقيقية، وكذلك تدريبهم على إدارتها والتعبير عنها وإكسابهم مهارات اجتماعية فعالة، ويمكن أن يتم العلاج النفسي عبر جلسات فردية أو جماعية.

إذا كان أحد أفراد أسرتك أو أصدقائك مصاباً باضطراب الشخصية الهستيرية فمن المهم أن تشجعه على بدء رحلة العلاج النفسي، لأنه دون الاعتماد على علاج متخصص فلن يتمكن غالباً من تخفيف الأعراض الظاهرة عليه. ومن الناحية الأخرى، سيكون من المهم بالنسبة إليك التعرف إلى جوانب الشخصية الهستيرية أكثر حتى تتمكن من التعامل معه بطريقة صحيحة.

المحتوى محمي