ملخص: "للناس فيما يعشقون مذاهبُ"، وعشاق وهواة الأفلام السينمائية مذاهب وتوجهات واختيارات لا حصر لها. هناك من يعشق أفلام الخيال العلمي، وهناك من يحبّ مشاهدة الأفلام التاريخية، وهناك فئة ثالثة تهوى أفلام الرعب. هذه الفئة الأخيرة من الأفلام هي التي تثير في نظر البعض سؤالاً محيرّاً حول طبيعة الشخصيات التي تعشقها. فما هو نمط الشخصية العاشقة لأفلام الرعب؟ وهل هي حقاً شخصية عديمة الإحساس وباردة المشاعر؟ إليك الإجابة.
محتويات المقال
يربط الكثيرون منّا بين أنواع الأفلام السينمائية وطبيعة شخصية المشاهد الذي تستهدفه. على سبيل المثال قد نعتقد أن أفلام الحبّ والغرام تحظى بإعجاب أكبر من الأشخاص الرومانسيين، وأن الأفلام الكوميدية تغري الأشخاص الأكثر دعابة وفكاهة. ولكن ماذا عن عشّاق أفلام الرعب؟ هل يتميزون بالبرود العاطفي وتبلّد المشاعر أم إنهم مجرد أشخاص أنانيين؟
كثيراً ما يُسأل هواة أفلام الرعب عن سبب اهتمامهم بهذا النوع السينمائي. بعضهم يعزو ذلك إلى الشعور بالتطهير وتفريغ العواطف، بينما يفسّر آخرون هذا الاهتمام بالرغبة في الإثارة ولذة الأدرينالين، في حين يفضّل آخرون هذه الأفلام بسبب حبكتها. لكن ما الذي يكشفه هذا النوع من الأفلام عن شخصيات هُواته الأوفياء؟
شخصية هواة أفلام الرعب
تثير أفلام الرعب عادة مجموعة من العواطف والمشاعر مثل الخوف والتوجّس والضيق والحيرة والشكّ. فلماذا يسعى هواة هذه الأفلام إلى هذه المشاعر والعواطف؟ يقول أستاذ علم الاجتماع وعلم النفس جيفري ديبيز كارل (Jeffrey Debies-Carl) في مقال له على موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today): "هذا هو السبب الذي يقف وراء الصور النمطية حول هواة أفلام الرعب، إنها تفترض أنهم أشخاص غير عاديين، على سبيل المثال نعتقد أحياناً أنهم أشخاص ساديون، لأنّ مشاهد الألم تعجبهم، وقد نحسبهم أشخاصاً ينقصهم التعاطف ولا يبالون بأشكال الآلام والمعاناة التي تجسّدها هذه النوعية من الأفلام".
فهل هذا صحيح؟ في دراسة نشرتها دورية علم النفس الإعلامي (Journal of Media Psychology) في مارس/آذار الماضي وأجراها الباحث كولتان سكريفنر (Coltan Scrivner) مكّنت 3 تجارب من اختبار الصور النمطية المتعلّقة بهواة هذه الأفلام. أظهرت تجربة أولى أن هواة أفلام الرعب ليسوا الأكثر تبلّداً أو بروداً من حيث المشاعر والأحاسيس. وعلاوة على ذلك كشفت تجربة ثانية مستويات أعلى من التعاطف المعرفي ومستويات أقلّ من التبلّد والبرود لدى هواة هذه الأفلام.
لماذا نحبّ أفلام الرعب؟
وفقاً للمختصّ في السلوك والباحث في موضوع أفلام الرعب كولتان سكريفنر هناك فعلاً أشخاص يبحثون عن الإثارة في أفلام الرعب، لكنّهم لا يمثلون الأغلبية. يوضّح سكريفنر هذه المسألة خلال مشاركته في المدونة الصوتية سبيكينغ أوف سايكولوجي (Speaking of Psychology) التي تستضيفها الجمعية الأميركية لعلم النفس (American Psychological Association): "اكتشفنا أن الكثير من الأشخاص المشاركين شعروا بأنهم اكتشفوا جانباً ما من شخصياتهم، وتطوروا على المستوى الشخصي من خلال هذه التجارب". هذا يعني أن تجربة مشاهدة أفلام الرعب يمكن أن تعزّز ثقتك بنفسك وتسمح لك بتجاوز مخاوفك.
Moi, Se connaître, Fan de ce genre de films ? ما الذي يكشفه علم النفس عن شخصيات هواة أفلام الرعب؟ ما الذي يكشفه شغفك بأفلام الرعب عن طبيعة شخصيتك؟ هل يتميز هواة أفلام الرعب بتبلد المشاعر وبرودة العواطف حقاً؟
اقرأ أيضاً: هل تعاني بعد انفصالك عن شريك حياتك؟ هذه النوعية من الأفلام ستخفف عنك.