لماذا يعاني الرجال الوحدة أكثر من النساء؟ وكيف يتغلبون على ذلك؟

3 دقيقة
ركود الصداقات
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: يجد الرجال مع التقدّم في السنّ وتزايد المسؤوليات صعوبات أكبر في بناء صداقات مع نظرائهم؛ بينما تنجح النساء في الحفاظ على صداقاتهنّ وإيجاد صديقات أخريات. ما سرّ "ركود الصداقات" الذي يتعرّض إليه الرجال في مرحلة من مراحل العمر؟ ولماذا لا تمسّ هذه الظاهرة صداقات النساء؟ وكيف يمكن تجاوز هذه المرحلة؟ المقال التالي يجيب هذه الأسئلة.

اهتمّ صحافيون في برنامج بي بي إس نيوز هاور (PBS News Hour) الأميركي مؤخراً بظاهرة تُسمّى "ركود الصداقات" لدى الرجال. يفيد 20% من الرجال العزّاب أنهم لا يمتلكون أيّ صديق مقرّب، فما أسباب هذه الوحدة المتنامية بينهم؟

التواصل الرقمي يحلّ محلّ التواصل المباشر

يقول مؤسس إحدى مجموعات الصداقة كوينسي وينستون (Quincy Winston) في تصريح لمراسل نيوز هاور: "نستطيع أن نتواصل فوراً مع أيّ شخص بفضل التقنيات الكثيرة التي تسمح لنا بالحفاظ على اتصال دائم بالآخرين؛ لكن الملاحَظ أننا لم نعد نتحدّث بعد أن حلّت الرسائل النصية محلّ الحوارات الشفوية".

ثم يضيف: "يشعر العديد من الأشخاص بالضياع بسبب غياب التواصل المباشر". من البديهي أن يؤدي هذا التحوّل الذي يعرفه مجتمعنا إلى شعور عامّ بالوحدة؛ لكن يبدو الرجال أكثر تأثراً بذلك، ولا سيّما بسبب عدم براعتهم في التعبير عن عواطفهم عادةً.

الرجال أقلّ جرأة على طلب الدعم

وفقاً لدراسة أجراها مركز استقصاء الحياة الأميركية؛ فقد أفاد 21% من الرجال الأميركيين أنهم يحصلون على دعم أسبوعي من أصدقائهم مقابل 41% من النساء. يوضح مؤلِّف كتاب: "أولاد ورجال: أسباب معاناة الذّكَر المعاصر وأهميتها وعلاجها" (Of boys and Men :Why the modern male is struggling, why it matters and what to do about it) ريتشارد ريفز (Richard Reeves): "لا يمكن أن تهمل صداقة ما وتنتظر بعد ذلك تطوّرها؛ يجب أن تعمل على ذلك، وأن تجد له الوقت الكافي، وأنا ألاحظ أن غالبية النساء أبرع من الرجال في تطوير الصداقات وجعلها جزءاً من حيواتهنّ".

يقول مدير مركز استقصاء الحياة الأميركية دانيال كوكس (Daniel Cox): "تنشأ النساء منذ سنّ مبكرة على قيم الرعاية والانفتاح على العلاقات أكثر من الرجال؛ الذين نعلّمهم في المقابل أن الحميمية علامة أنوثة أو ضعف".

الرجال يعتمدون على النساء لبناء صداقاتهم

لماذا يصعب على الرجال بناء الصداقات؟ يشجَّع المجتمع الرجال منذ الصغر على بناء علاقات عبر المجموعات، ولا سيّما من خلال الرياضات الجماعية. لهذا؛ لا يترك الرجال مجالاً كبيراً للصداقات الثنائية، وتجدهم يفضلون التجوّل الجماعي على سبيل المثال. في المقابل، تشعر النساء بالارتياح في التفاعل الثنائي؛ وهو نوع من العلاقات المناسبة لتبادل الثقة.

هذه النوعية من العلاقات هي التي تُطيل عمر الصداقات بمرور الزمن وتزايد شعور الأفراد بالوحدة. عندما يؤسس الرجال أُسرهم وينجبون أطفالاً لا يجدون الوقت الكافي للصداقات الجماعية فيميلون في الغالب إلى إهمال أصدقائهم. وبعد التخلّي عن الأصدقاء، يعتمد الرجال على النساء لإدارة ملف "الصداقة" وتنظيم اللقاءات والسهرات ولا يبذلون أيّ جهد لمقابلة أصدقائهم بمفردهم.

3 حلول بسيطة لتجديد الاتصال بالأصدقاء

بينما يرى العديد من النساء ضرورة مقابلة الصديقات من حين لآخر لتناول الطعام والترويح عن النفس والحفاظ على التوازن، فإن الرجال لا يحرصون بتاتاً على هذه اللقاءات المباشرة. لذا؛ إذا شعرت أو شعر أحد أقاربك بالوحدة والحرمان من أُنس الصداقة فثمة حلول بسيطة قد تساعدك على تجديد الاتصال بالأصدقاء:

  • اتصل هاتفياً بالأصدقاء القدامى: ابدأ بالسؤال عن أحوال الأشخاص الذين تحبّهم، وتخصيص الوقت الكافي أو بعض المواعيد للتحدّث إليهم.
  • اشرب فنجان قهوة مع زميل تقدّره: فهذه وسيلة ناجعة لتعميق الحوار الطبيعي بينكما في إطار أكثر ودّاً.
  • لا تحرص على ضوابط "حفلات العشاء" الرسمية: عندما نتزوج وننجب أطفالاً، فإننا نحرص على تنظيم حفلات العشاء التي تضم الأزواج والأسر. قد تفرض العلاقات بين الأسر نفسَها من خلال الصداقات التي تنشأ بين الأبناء في المدارس على سبيل المثال. وإذا كانت الزوجات تسارعن إلى تحقيق المزيد من التقارب والاتفاق على تنظيم نزهات "نسائية"، فإن الرجال لا يتجرؤون على تجاوز الصداقة الجماعية بسبب خجلهم ويُحجمون عن تطوير علاقات الصداقة مع أقرانهم.

قد تساعدك هذه النصائح على إعادة مكانة الصداقة المهمة في حياتك وقد تتيح لك موارد أوسع لبناء علاقات مع الآخرين خارج إطار أسرتك.

اقرأ أيضاً:

المحتوى محمي