ما هو الذكاء الجنسي؟ وكيف تكتشفه وتعمل على تحسينه؟

الذكاء الجنسي
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: الذكاء الجنسي هو قدرتك على تحديد رغباتك ومشاعرك الجنسية وتقبلها وفهم شخصية شريكك الجنسية والانسجام معها، وهو أساس عيش حياة جنسية مُرضية وسعيدة، فكيف يمكن تعزيز هذا النوع من الذكاء؟

تعتمد الحياة الجنسية المُرضية على فهم الذات ومعرفتها فيما يعرف بالذكاء الجنسي، وهي نظرية طورها عالما نفس أميركيان، من خلال اختبار يسمح للفرد باكتشاف نقاط ضعفه والتغلب عليها.

قد يبدو تعبير الذكاء الجنسي غريباً، لكن في الحياة الجنسية كما في نواحي الحياة الأخرى، هنالك أفراد موهوبون ومنسجمون مع رغباتهم وآخرون يكبتونها ويرفضون تفهمها، ومع ذلك فإن بالإمكان اكتساب الذكاء الجنسي.

يؤكد أستاذا علم النفس شيري كونراد (Sheree Conrad) ومايكل ميلبورن (Michael Milburn) في كتبهما الذي يحمل الاسم ذاته “الذكاء الجنسي” (Sexual Intelligence)، أن بإمكان المرء اكتساب هذا النوع من الذكاء إذا أراد ذلك، وهو يعتمد على معرفة الذات من خلال تجاوز الأفكار الخاطئة التي تشوه العملية الجنسية، واستكشاف الرغبات الجنسية الحقيقية، وتطوير المهارات العاطفية والاجتماعية التي تسمح للمرء بالتعبير عن شخصيته الحقيقية لشريكه.

لا يعتمد تحقيق حياة جنسية سعيدة على استخدام أسلوب بعينه بل على فهم كيفية استكشاف الذات لتخليصها من قيودها، وفي سبيل ذلك يقدم المؤلفان 3 نصائح للأزواج.

تحرر من الصور النمطية التي تفرضها الثقافة

عليك التخلص من جميع الأفكار المبتذلة التي تأسر خيالك العاطفي، والتي ترسخها الأفلام والروايات ووسائل الإعلام وغيرها.

يقول المختصان: “ما دمنا لا نراجع أفكارنا الراسخة فإننا لن نتحرر منها”. يمكن لأي شخص الحصول على حياة جنسية غنية ومُرضية إذا بذل جهداً لاكتساب المعرفة والإدراك اللازمين حول العلاقة الحميمية، فالذكاء الجنسي ليس مسألة حظ أو جمال أو جاذبية جنسية بل يعتمد على مهارات يمكننا اكتسابها وإتقانها بمرور الوقت.

أدرك ذاتك الجنسية الكامنة

بعد تخطّي التأثيرات الثقافية السلبية، يأتي دور التخلّص من المفاهيم المكتسبة الخاطئة، مثل آراء الأهل حول العلاقة الحميمية، والمحظورات التي وضعناها بأنفسنا على حياتنا الجنسية، وما إلى ذلك، ويقول مختصا علم النفس: “يعرف الشخص الذكي جنسياً أن الانجذاب الجنسي يستند إلى شبكة معقدة من الارتباطات التي تنشأ من تجربته، كما يدرك ما إذا كانت رغباته الجنسية في الحقيقة بديلاً عن رغبات عاطفية مثل الحاجة إلى التقدير والشعور بالأمان والسلطة، أو ناجمة عن الخوف من الوحدة”.

لا يكمن سر الحياة الجنسية السعيدة فيما نفعله خلال العلاقة الحميمية بل في أفكارنا عنها، إذ يُصبح الشخص حرّاً في اختيار سلوكه عندما يفهم آلية تصرّفاته، ويدرك الأمور التي تثير فيه الرغبة أو تحجبها، الأمور التي تجذبه وتلك الإشكالية بالنسبة إليه وذلك دون الحكم على الذات.

تواصل مع شريكك

لا يمكن للمرء تحقيق الرضا الجنسي بمفرده، لذلك فالشخص الذكي جنسياً يُجيد الاستماع، ويعرف كيف يتواصل مع الشريك ويحدثه عن حياته الجنسية ويفهم في الوقت ذاته الشخصية الجنسية للأخير. التفكير في أنه لا يمكننا التحدث عن مشاكلنا الجنسية، ومن غير اللائق أو من غير المسموح البوح بها، هو جزء من المعتقدات الخاطئة السائدة التي تمنعنا من إدراك مشاعرنا والتعبير عنها.

عندما نتغلب على صمتنا، ندرك أن الكلام وسيلة رائعة للتعرّف إلى مشاعرنا الجنسية الحقيقية بصورة أفضل والشعور بالانسجام مع الآخر، فالذكاء الجنسي هو الصراحة مع الذات ومع الشريك. وباختصار، يقول مختصا علم النفس إن الذكاء الجنسي الذي يعني قدرة المرء على معرفة مشاعره الجنسية، يمدّ من يتمتع به بقوة وإمكانات هائلة لتغيير مجرى حياته. هذه المعرفة الأكيدة والموثوقة هي المصدر الحقيقي للأحاسيس والشغف، وهي تسمح باتخاذ الخيارات والقرارات الصائبة والشعور بالرضا عن الذات في الحياة الجنسية.

المحتوى محمي !!