ما الدور الحقيقي للأجداد والجدات؟

1 دقيقة
الدور الحقيقي للأجداد
shutterstock.com/Robert Kneschke

لا، ليس الأجداد والجدات "خياراً ثانوياً". هذا ما استنتجته صحفيتُنا من قراءة كتاب مارسيل روفو "أيها الأجداد: حان دوركم" (عن دار النشر آن كاغْييغ). إذاً، يمكن طرح هذا السؤال ما هو الدور الحقيقي للأجداد والجدات؟ يمكن القول أن هذا الكتاب يمثل اكتشافاً وتحفة حقيقية.

ما علاقة جدات الماضي بجدات وأجداد اليوم؟

عزيزي روفو، ولكي أكون صريحة معك، لقد أربكني كتابك في البداية. أنت تحكي فيه بإسهاب عن طفولتك مع جميع أفراد أسرتك ذات الأصول الإيطالية، ولا سيما جدتك، التي كانت تُمتعك بأطباق الباستا، وتفتح لك دائماً بابها. نحن نعرفك، أنت الطبيب النفسي الإنسان الذي يعرف كيف يتحدث ("بلكنة جنوبية") إلى الناس الآخرين، فلستَ خبيراً متبجّحاً، ولهذا نحن نحبك. لكن لقد مر زمن طويل على حياتك مع جدتك الغالية، لأنك أنت نفسك تكاد تصبح اليوم جدّاً. فما علاقة جدات الماضي بجدات وأجداد اليوم؟ لقد أصبحتُ جدّة مؤخّراً، ومن المؤكد أن أحفادي لن يحتفظوا في أذهانهم بذكريات جميلة عن مهاراتي في الطهي أو عن تفرّغي الدائم لهم، وهو أمر نادر للغاية.

الدور الحقيقي للأجداد والجدات

لكن نظراً لأنك ساردُ قصص حقيقي، فقد واصلتُ قراءة كتبك، ومن دون أن أدرك ذلك تقريباً، تسللتْ إلى قلبي رسائلك المبثوثة في هذه الملحمة العائلية، وفي خطاباتك الموجهة إلى الأحفاد المتخيَّلين. لقد اجتاحني إحساس أدركت من خلاله فجأة أنني أكثر بكثير من مجرد أم الأم، والتي تحضن وتجالس الأطفال بشكل طارئ. كان لي دورٌ حقيقي، يتمثل في الاستماع، والمساندة، وتقديم القدوة، مهما كانت تقلبات الحياة، وقد وضعْتَني تماماً في قلب هذا الدور.

نعم، سأكتب لهم رسائلَ حقيقية، وأحكي لهم عن هفواتي. نعم، سأفرض تقاسُم أسلوبي وقواعدي وملذاتي الخاصة، لأوجههم نحو هذا الاكتشاف: لستُ خياراً ثانوياً، مثلما عبرتَ أنت عن ذلك جيداً. وسأعرف في الوقت نفسه متى أبقى بعيدةً حين يكون من الواجب الابتعاد. سأكون حكيمة، أو بعبارة أدق، سأكون حكيمة بعض الشيء. وبحقّ كل ما سمحْتَ لي بالتّجرؤ عليه أقول لك دون تردد، شكراً لك.

المحتوى محمي