هل تخاف من زيارة طبيب الأسنان؟ ربما تكون مصاباً بالدنتوفوبيا

الدنتوفوبيا
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: تُعد زيارة طبيب الأسنان بالنسبة إلى البعض كابوساً يحاول تجنُّبه بشتّى السُّبُل، وهو ما يُعرف علمياً بـ “الدنتوفوبيا” أو “رهاب زيارة طبيب الأسنان” الذي تقف وراء الإصابة به أسباب عديدة مثل الخوف من الألم أو وجود تاريخ سيئ مع طبيب الأسنان. ولأن آلام الأسنان لا تُحتمل؛ نعرّفك في هذا المقال إلى مختلَف جوانب الدنتوفوبيا ونقدم لك أساليبَ علاجية متنوعة للقضاء عليها.

ماذا تفعل عندما يحين موعدك مع طبيب الأسنان؟ هل تشعر فقط ببعض القلق أم تقفز من مقعدك بمجرد أن تسمع صوت المثقاب وترى الإزميل وإبرة التخدير، لتقرر بعدها الهرب فوراً من العيادة دون أن تلتفت خلفك؟ إذا فعلت هذه الأمور أو رأيت أحداً يفعلها، فهذا ما يُسمى بـ “رهاب زيارة طبيب الأسنان” أو “الدنتوفوبيا”، وسنتعرف في هذا المقال إلى هذا الرهاب أكثر ونقدم لك إرشادات عملية للتعامل معه.

ما هي “الدنتوفوبيا”؟

“الدنتوفوبيا” أو “رهاب زيارة طبيب الأسنان” هو خوف شديد وغير عقلاني يصحبه إحساس عميق بالفزع والذعر عند زيارة طبيب الأسنان، وعادةً ما يتراوح تأثيره بين الانزعاج وتعطُّل حياة المريض.

وتؤكد طبيبة الأسنان في المركز الوطني لطب الأسنان بسنغافورة (National Dental Centre Singapore)، لوي ني (Lui Nee) إن المصابين برهاب زيارة طبيب الأسنان يبذلون جهوداً كبيرة لتجنُّب الذهاب إلى طبيب الأسنان، وفي حال عدم تمكُّنهم من تجنُّب الزيارة فإنهم يعانون من الضيق والقلق الشديد والخوف المستمر.

لماذا يُصاب البعض برهاب زيارة طبيب الأسنان؟

يخاف نحو 36% من البالغين في الولايات المتحدة من علاج الأسنان بصفة عامة، وتصل درجة الخوف عند 12% منهم إلى الخوف الشديد. ويُعتبر رهاب زيارة طبيب الأسنان أكثر شيوعاً عند الإناث منه عند الذكور، ومن أهم أسبابه:

  1. الخوف من الألم: الخوف من الألم سبب شائع جداً لتجنُّب زيارة طبيب الأسنان، وعادةً ينبع من تجربة مؤلمة أو مزعجة في الماضي.
  2. الخوف من رؤية أدوات طبيب الأسنان: يشير طبيب الأسنان السنغافوري، ليروي كيانغ (Leroy Kiang) إلى أن المصابين بالدنتوفوبيا قد يخافون الإشارات البصرية أو السمعية المرتبطة برؤية أدوات طبيب الأسنان أو سماع صوتها.
  3. الخوف من الإبر: يخاف الكثير من الأشخاص من الإبر، وبخاصة عند إدخالها في أفواههم. بالإضافة إلى هذا الخوف، يخشى بعض المرضى فكرة أن التخدير لم يبدأ مفعوله بعد أو أن حقنة التخدير لم تكن كافية للبدء في علاج الأسنان، فيعاني ألماً مضاعفاً.
  4. الخوف من الآثار الجانبية لعملية التخدير: يخاف بعض المصابين بالدنتوفوبيا الآثار الجانبية لعملية التخدير؛ مثل الدوخة والإرهاق والصداع والتنميل المؤقت في الشفاه.
  5. الخوف من الدم: يعاني البعض من فوبيا الدم (الهيموفوبيا)؛ ولذلك قد يشعرون بالرهاب أو الذعر من احتمالية وجود نزيف طفيف يمكن حدوثه.
  6. الخوف من الروائح: فور دخولك إلى غرفة طبيب الأسنان وجلوسك على ذلك الكرسي الكبير وانزلاقه بك إلى الأسفل قليلاً، ستشم بعض الروائح القوية مثل رائحة التعقيم والتخدير وغيرها من الروائح التي قد تتسبب في خوفك.
  7. فقدان المساحة الشخصية: يشعر بعض المرضى بعدم الارتياح حيال القرب الجسدي لطبيب الأسنان، وأحياناً يشعر آخرون بالعجز وفقدان السيطرة لأنهم جالسون بلا حراك تحت يد طبيب يمسك بأدوات حادة، وأحياناً يشعر بعض المرضى بالحرج من رائحة الفم الكريهة أو شكل الأسنان.

ما أعراض “الدنتوفوبيا”؟

ثمة العديد من الأعراض النفسية والجسدية للدنتوفوبيا؛ وأهمها:

الأعراض النفسية

  1. الشعور بالتوتر والقلق.
  2. البكاء.
  3. الأرق.
  4. عدم الرغبة في الذهاب إلى طبيب الأسنان.

الأعراض الجسدية

  1. صعوبة التنفس.
  2. الإحساس بالغثيان.
  3. الصداع.
  4. الاختناق.
  5. فرط التعرق.
  6. زيادة ضربات القلب.
  7. اضطرابات المعدة أو عسر هضم.
  8. الارتجاف.

مَن هم الأكثر عرضة للإصابة بالدنتوفوبيا؟

يدرك الأشخاص المصابون برهاب زيارة طبيب الأسنان أن خوفهم غير منطقي. ومع ذلك، لا يمكنهم التعامل معه، وثمة أشخاص أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالدنتوفوبيا؛ ومنهم:

  1. المصابون برهاب القيء.
  2. المصابون برهاب الإبر.
  3. المصابون برهاب الدم.
  4. المصابون برهاب الأطباء.
  5. المصابون برهاب الألم.

كيف يمكن علاج “الدنتوفوبيا”؟

يرى طبيب الأسنان السعودي محمد السرحان أن العنصر الأهم لعلاج رهاب طبيب الأسنان يتمثل في رغبة المريض الحقيقية في التغلب على مخاوفه، ووجود أشخاص حوله يدعمونه ويسهمون في تغيير حالته النفسية، ومن الأساليب العلاجية التي يمكن اتباعها:

  1. التحدث إلى المريض ومحاولة تهدئته: يوجد دور كبير لطبيب الأسنان في مساعدة المصابين بالدنتوفوبيا، ويتجسد في التحدث إلى المريض ومحاولة تهدئته؛ وذلك عبر شرح التقنيات الحديثة في طب الأسنان التي تساعد على العلاج دون الشعور بالألم.
  2. العلاج بالتعرض: يُعتبر العلاج بالتعرض (Exposure Therapy) أحد أنواع العلاج النفسي الذي يسهم في تقليل مشاعر الخوف والقلق التي يعاني منها الشخص، ويعتمد على رؤية طبيب الأسنان بالتدريج؛ إذ يذهب المريض إلى العيادة في البداية دون إجراء أي كشوفات، وبعد ذلك يذهب مرة أخرى لإجراء بعض الفحوصات وتنظيف الأسنان، ثم تأتي مرحلة الزيارة الكاملة.
  3. الاستماع إلى الموسيقا أو مشاهدة مقاطع الفيديو المفضلة: في أثناء الجلوس في غرفة انتظار طبيب الأسنان، لا تفكر في إبرة التخدير أو عملية حشو العصب، وعوضاً عن ذلك استمع إلى بعض الموسيقا، أو شاهد مقاطع الفيديو المفضلة لديك، أو اقرأ كتاباً حتى تشتت انتباهك عن خوفك.
  4. اصطحاب شخص إلى عيادة طبيب الأسنان: إذا كنت تخشى الذهاب إلى طبيب الأسنان فيمكنك اصطحاب شخص تثق به إلى هناك؛ مثل أحد أصدقائك المقربين أو أحد أفراد عائلتك إذ سيساعدك وجود هذا الشخص على الاسترخاء والهدوء والحد من قلقك.
  5. ممارسة تمارين الاسترخاء: تؤدي ممارسة تمارين الاسترخاء مثل التأمل والتنفس إلى إبطاء معدل ضربات قلبك ومن ثَمّ شعورك بالراحة.
  6. العلاج الدوائي: يرتكز العلاج الدوائي للدنتوفوبيا على تناول أدوية مضادة للقلق؛ كما يمكن لطبيب أسنانك أن يعتمد على التخدير الواعي مثل غاز الضحك الذي يساعد على تهدئة الأعصاب.

ختاماً، إذا كنت تعاني رهاب زيارة طبيب الأسنان، فعليك معرفة أن خوفك غير واقعي وهو فقط داخل عقلك. لذلك؛ واجهه بكل الأساليب العلاجية السابقة، وصدقني أنك حين تٌقدم على الأمر بشجاعة ستتغلب على مخاوفك وتتجنب المضاعفات الكبيرة لآلام الأسنان.

المحتوى محمي !!