ملخص: انفصال الزوجين أو الشريكين واقع مؤلم قد يحدث في أيّ لحظة لأسباب عديدة. بعض الأزواج يتمكّن من تجاوز ألم الانفصال بيُسر وسهولة؛ بينما يعجز آخرون عن ذلك ويقضون أيامهم في استرجاع الذكريات. لكنّ المشكلة الحقيقية تبدأ عندما يتحوّل افتقاد الشريك إلى شعور بالحاجة إلى إعادة الارتباط به. فما حقيقة الشعور بافتقاد الشريك؟ تابع المقال التّالي كيف تعرف الإجابة الدقيقة.
محتويات المقال
تجربة صعبة
سواء كان الانفصال مفاجئاً أو مدروساً بتأنٍّ من جانب واحد أو ثمرة اتفاق بين الطرفين فإنه قد يكون تجربة صعبة. بعد أيام أو أسابيع بل أشهر من الانفصال قد يظهر تدريجياً شعور بافتقاد الشريك أو بعضٌ من أحاسيس الإحباط أو الحزن أو الغضب أو الإنكار أو خليطٌ من هذا وذاك. من المفيد في مواجهة هذا التقلّب العاطفي الذي قد يربك إدراكنا لما يحدث أن نحتفظ بهدوئنا.
تقول المختصّة النفسية ليزا لوتيسييه (Lisa Letessier) في تصريح لمجلّة بسيكولوجي (Psychologies): "نشعر أحياناً بعد الانفصال أننا لن ننجو من هذه المحنة، وأننا لا نستطيع العيش دون الشريك بل نشعر أننا سنموت". وعادة ما نستهين بألم الانفصال على الرغم من أنه يعادل أشكالاً أخرى من الألم النفسي المبرّر الذي يربكنا.
تعرف إلى كيفية التمييز بين الافتقاد والحداد
بمجرّد أن تجد نفسك وحيداً قد يسيطر عليك الشعور بافتقاد الشريك. وقد يتطلّب منك واقع الانفصال إعادة ترتيب حياتك اليومية بالكامل بناءً على مدّة العلاقة التي قضيتها مع شريكك أو مستوى انخراطك فيها. عندما ستفتقد حضور شريكك في مناحي حياتك كلّها فقد تستهويك بشدّة فكرة إعادة الارتباط به، وهنا يجب أن تكون حذراً.
تقول المختصة النفسية جولي سميث (Julie Smith) في مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام: "افتقاد الشريك بعد الانفصال عنه ليس إشارة إلى ضرورة إعادة الارتباط به، بل هو إشارة إلى أنك دخلت مرحلة الحداد وتقبُّل الانفصال، وهذا أمر طبيعي جداً"، فعندما تنتهي علاقة ما يجب أن نتقبّل الخسارة.
تؤكد لوتيسييه ذلك قائلة: "يثير الانفصال التحوّلات النفسية ذاتها التي يثيرها الموت، هناك حداد لا بدّ منه؛ لكنّه حداد على شخص ما يزال بيننا، ويحرمنا من حضوره وحبّه ودعمه، إنه شعور مؤلم للغاية". إذا كانت سميث تحذّر في مقطع الفيديو من العودة إلى علاقة قد تكون سامّة، فمن المهم أيضاً أن نتعلّم التمييز بين افتقاد الشريك والحداد عليه مهما كانت نوعية العلاقة.
وهنا لا بدّ أن نتساءل: هل يتعلق الأمر بشعور افتقادٍ حقيقي لهذا الشخص أم إنّه مجرد عملية توديع للصورة التي كنت ترسمها عنه والعلاقة التي كنت تتخيّلها معه؟ تضيف لوتيسييه: "تجسّد العلاقة الزوجية وهْم الديمومة، نحن نبني في إطارها عالمنا الصغير بمعالم نعتقد أنها ثابتة، وتصورات حول المستقبل، وعندما ينتهي هذا كلّه فجأة نشعر كأن الحياة توقفت، فتنهار حيواتنا وتَوازننا وأحلامنا، إنه اضطراب كبير يصيب معالمنا النفسية".
اقرأ أيضاً: