ما هو القاسم المشترك بين شخص ياباني من جزيرة أوكيناوا، وآخر اسكندنافي، وأحد سكان وادي فيلكابامبا في أميركا الجنوبية؟ إنه أسلوب حياتهم المثالي الذي يمنحهم قواماً رشيقاً، فهم بالكاد يعانون من زيادة الوزن، ويعيشون لفترة أطول مما هو عليه الحال في بقية العالم. لكن ما هو سرهم؟ إنه نظام غذائي صحي ومتوازن قائم على عادات الأسلاف في الطهي.
- حمية أوكيناوا: إحدى حميات الزن
- حمية جزيرة كريت: رائحة البحر الأبيض المتوسط
- الحمية الاسكندنافية: تناول الطعام مثل الفايكنغ
- الحمية الإكوادورية: من الوادي إلى المعمرين
- الحمية القوقازية: سكان الجبال كبار في السن وسعداء
"اجعل من طعامك دواءك الوحيد"، هذا ما دعا إليه أبقراط منذ أكثر من 2000 عام. نحن ندرك اليوم أكثر من أي وقت مضى أن طعامنا هو أحد الأسباب الرئيسية لرفاهيتنا الجسدية والعقلية؛ لكن كم منا لا يزال يعتقد أن كلمة حمية تعني بالضرورة التقييد؟ في الواقع؛ يعرّف تعبير "الحمية" ببساطة على أنه الطريقة التي يأكل بها البشر، بصرف النظر عما إذا كانت هذه الطريقة صحيحة أم لا. نوضح فيما يلي خمساً من أفضل الحميات في العالم اليوم، القاسم المشترك بينها هو أنها جميعاً تستند إلى عادات الأجداد التقليدية في الطبخ. ما هي الفضيلة الرئيسية لهذه الحميات؟ تزويد أولئك الذين يتبعونها بأهم ما قد يتمنونه في نظامهم الغذائي - التغذية والاستمتاع بالطعام معاً. يتمتع أولئك الذين يتبعون هذه الحميات بصحة جيدة ورشاقة وعمر أطول، فماذا لو كانت العودة البسيطة إلى الأساسيات كافية لتناول طعام أفضل وأكثر صحة؟
1) حمية أوكيناوا: إحدى حميات الزن
من منا لم يسمع من قبل عن أوكيناوا؛ الجزيرة اليابانية الملقبة بـ "أرض الخالدين السعداء" حيث تعيش أكبر نسبة من المعمرين في العالم؟ لكن عيش عمر مديد يتطلب صحة جيدة، وعادات حياتية جيدة أيضاً؛ ما يعني زيادة أقل في الوزن تبعاً لذلك. لذا، وبوجه عام؛ يعاني اليابانيون من السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة أقل بكثير من سكان الغرب. بالإضافة إلى ذلك، فهم يتمتعون بكثافة عظام جيدة (لا يعانون من هشاشة أو ترقق في العظام).
الغذاء في جزيرة أوكيناوا: يتكون الغذاء الأساسي في الجزيرة من الأسماك، والمحار، والأعشاب البحرية، والخضروات، والتوابل والأعشاب، والحبوب، والفواكه. وتُستهلك اللحوم في أوكيناوا بمقدار الضعف مقارنة بعموم اليابان، وكذلك البقوليات والخضروات الخضراء.
الأغذية الرئيسية: التوفو، وزيت بذور اللفت، وفول الصويا، والشاي (أخضر، وبنكهة الياسمين، أو شاي الشعير)، الفاصوليا الحمراء (أزوكي)، الفطر الأسود (شيتاكي) والغويا (نوع من الخيار المر).
2) حمية جزيرة كريت: رائحة البحر الأبيض المتوسط
زيت الزيتون، والطماطم، وجبنة الفيتا، والزبادي بالعسل… هناك فكرة مبهمة لدى كل شخص عن ماهية النظام الغذائي في جزيرة كريت؛ وهو أحد أشهر حميات "العمر المديد"، ويعتمد على أفضل مبادئ النظام الغذائي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط. أكدت العديد من الدراسات أن الحمية الكريتية، حتى عندما تتكيف مع عادات الأكل الفرنسية، فهي تقلل من تكرار النوبات القلبية، وتمنع الإصابة بأمراض القلب والسرطان.
النظام الغذائي في جزيرة كريت: هو نظام غذائي غني بالأطعمة مثل الحبوب، وزيت الزيتون والأسماك، والفواكه والخضروات؛ ولكنه فقير باللحوم والبيض والبطاطس والحلويات. كما يتضمن القمح، وبذور الكتان، والسمسم والشعير، والزيتون، ويُطهى لحم الخنزير، والماعز، ولحم الضأن على الأسياخ مع الخبز والزيوت والجبن. أما الأسماك فلها مكانة خاصة في القائمة، وكذلك الأعشاب البرية.
الأغذية الرئيسية: زيت الزيتون، وحليب الأغنام أو الماعز، والحُمّص (هريس الحُمّص)، وأوراق العنب المحشوة بالأرز، والخبز (على شكل كعك الحبوب بنكهة الخشخاش، أو الكمون، أو الزيتون وغيرها).
3) الحمية الاسكندنافية: تناول الطعام مثل الفايكنغ
يتجه سكان أيسلندا والدول الاسكندنافية الأخرى (الدنمارك، والسويد، والنرويج، وفنلندا) نحو تصدّر الشعوب التي يسمح لها نظامها الغذائي بالعيش لفترة أطول، وبصحة جيدة. فمع جودة الطعام، ومراعاة المواسم الغذائية والاهتمام بعضوية الأغذية، ومقاومة الاتجاهات الغذائية الأجنبية (والوجبات السريعة على وجه الخصوص)، تمتلك دول الشمال الأوروبي كل ما هو مطلوب لتوفير نظام غذائي ناجع.
الغذاء في بلدان الشمال الأوروبي: يتكون الغذاء الأساسي في هذه البلدان من الأسماك (الدهنية والخالية من الدهون) والحبوب الكاملة (الشعير، والجاودار، والشوفان) والبطاطا ولحوم الصيد، والتوت، والملفوف، والجذور (الجزر والجزر الأبيض)، ومنتجات الألبان والأعشاب الطازجة.
الأغذية الرئيسية: أسماك السلمون والرنجة، وزيت السمك، والخبز الأسود والتوت البري، (التوت البري، والعنب الأسود، وغيرها) واللحوم الخالية من الدهون، وزيت بذور اللفت، والأطعمة المُخمّرة (مثل مخلل الملفوف).
4) الحمية الإكوادورية: من الوادي إلى المعمرين
يشكل سكان وادي فيلكابامبا في الإكوادور، كما سكان جزيرة أوكيناوا، حالة استثنائية، وقد سعى العديد من العلماء لكشف سرهم. وحرصاً منهم على هذا السر، اتخذ سكان الوادي عادة محو تواريخ الوفاة المكتوبة على شواهد قبور آبائهم الذين بلغوا من العمر 100 عام. ويشتهر الوادي في أميركا الجنوبية باسم "الوادي المقدس" أو "جنة الشباب الأبدي"؛ إذ إن 11% من سكانه هم في الستينات من العمر، مقابل 4% لنفس الفئة العمرية في عموم الإكوادور.
الطعام في وادي فيلكابامبا: يتميز النظام الغذائي في الوادي بغناه بالخضروات الطازجة (البازلاء، والأفوكادو، والطماطم، والجزر، والفلفل)، والبقول (الفول، والفاصوليا)، والبطاطس، والكسافا والحبوب (الأرز، والكينوا، والذرة)، والفواكه (الفاكهة الغريبة، والموز، والخوخ، والكستناء). كما تؤكل أنواع كثيرة من اللحوم ولكن باعتدال (الدجاج، ولحم الخنزير، والديك الرومي، والخنزير البري، والقرود، والثعابين).
الأغذية الرئيسية: اليوكا (وهي حبوب الكسافا مع درنات صفراء وحمراء تستخدم في صنع التابيوكا)، الكوي (خنزير غينيا يقدم مشوياً أو مدخناً)، والباريلادا (لحوم مشوية)، والإمبانادا (فطائر محشوة)، والسمك المجفف، والشوكولاتة (خاصة في شكل مشروبات الكاكاو).
5) الحمية القوقازية: سكان الجبال كبار في السن وسعداء
يعود سحر هذه المنطقة من العالم إلى نهاية القرن التاسع عشر. قصدها العديد من المسافرين (الكتاب، وعلماء النبات، وعلماء الآثار، وما إلى ذلك) لقضاء العطلات أو الحصول على العلاج في المنتجعات الصحية على شواطئ البحر الأسود، وكانوا جميعاً شاهدين على جمال المرأة الشركسية. وكانت أبخازيا؛ الواقعة بين جبال القوقاز والبحر الأسود، تُعد في ذلك الوقت بمثابة أرض المعمرين.
الطعام القوقازي: تتكون الحمية القوقازية من الكثير من الخضار (البصل، والهندباء، والفاصوليا الحمراء، والسبانخ، والملفوف، وغيرها)، إضافة إلى الأعشاب والتوابل، والفواكه، والمكسرات (في الصلصات والزيوت)، والزبادي، والعسل، والجبن المقدد، وخبز دقيق الذرة المحشو بالجبن. أما اللحم فيبقى ترفاً محجوزاً لوجبات العيد. ولا يتناول الأسماك إلا الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من البحيرة.
الأغذية الرئيسية: اللوبيو (طبق مكون من الفاصوليا الحمراء والجوز)، والجبن (يُصنع من اللبن الرائب المُخمر)، والنبيذ، والشاي، ومكسرات الزان (فاكهة الزان الزيتية)، والزبدة المخفوقة (المصنوعة من دهن الضأن)، والزبادي والسوك (عصير فواكه محلي).