ملخص: سلوكيات التواصل السام بين الأزواج تؤثر في نفسياتهم وحالاتهم المزاجية وتؤدي إلى تدنّي معنوياتهم، وربّما تؤدي في بعض الأحيان إلى إضعاف علاقاتهم. لكن الضرر المدمّر الذي ينطوي عليه التواصل السام لا يقتصر على الصحة النفسية فحسب؛ بل يشمل أيضاً الصحة العضوية! هذا ما توصلت إليه دراسة حديثة من خلال تجربة التعافي من الجروح الجسدية، وإليك التفاصيل.
الحب أكثر من مجرد أعراض مثل الشعور بانقباض في البطن أو سلوكيات مثل تبادل الكلمات الرقيقة؛ إنه عمود أساسي ترتكز عليه رفاهيتنا العامة. لكن ماذا لو علمتَ أنّ الكلام المكبوت والخلافات المسكوت عنها والعتاب الدائم في العلاقات الزوجية والعاطفية؛ كلها عوامل تؤثر في جسمك أيضاً مثلما تؤثر في نفسيتك؟
في هذا الإطار، كشفت دراسة نشرتها مجلة علم الغدد الصمّاء العصبية (Psychoneuroendocrinologie) الأهمية الحيوية للتواصل بين الأزواج، وأكدت أنّ العلل النفسية يمكن أن تصبح عللاً جسدية.
ديناميات التواصل
حلّلت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة بيرديو الأميركية (Purdue University) 42 من الأزواج المشاركين الذين تجمعهم العلاقة الزوجية منذ 12 عاماً تقريباً. أحدث العلماء جروحاً طفيفة على سواعد المشاركين لملاحظة مدى قدرتهم على التعافي، مع قياس مستويات مؤشر الالتهاب والضعف المناعي (إنترلوكين 6).
كما اهتمّت الدراسة بديناميات التواصل بين هؤلاء الأزواج، وميّزت بين التفاعلات المرتكزة على الانتقاد وتجنّب الموضوعات الحسّاسة والتفاعلات القائمة على الحوار البنّاء.
التواصل السام يُضعف جهاز المناعة
أظهرت النتائج أن التواصل السام اليومي يرتبط بإفراز نسبة أعلى من مضاد الإنترلوكين 6 في الجسم؛ وهو مؤشر إلى ضعف جهاز المناعة. واتّضح أن الأزواج ضحايا هذا النوع من التواصل يقضون وقتاً أكثر في التعافي من الجرح، وأنّ هذا التدهور لا يقتصر على الجلد فحسب، فقد عبّر هؤلاء الأزواج أيضاً عن عواطف سلبية أكثر وإدراك أقلّ لتفاعلاتهم. ووفقاً للخلاصات التي توصل إليها الباحثون؛ فإن سلبية المحادثات بين الأزواج تضر بالصحة النفسية والعضوية في الوقت نفسه، مع ملاحظة تأثير أكبر لدى النساء.
الخلافات "المزمنة" تضر بالصحة
تؤكد هذه الظاهرة حقيقة منسية هي أنّ العلاقات العاطفية التي ترتبط في أذهاننا عادة بصحة نفسية وعضوية أفضل، قد تنقلب إلى ضدها إذا سادتها خلافات مزمنة. فتعاسة العلاقات الزوجية لا تفطر قلوب الشركاء فحسب؛ بل يمكن أن تترك آثاراً مادية نؤدي إلى تفاقم مشكلاتهم الصحية. وهذا يعني أن الصلة بين التواصل والصحة في العلاقات الزوجية مسألة لا يمكن إنكارها؛ ومن ثمّ فإنّ انتباه الأزواج إلى أقوالهم وألفاظهم جزء من عملية العناية بأنفسهم.
اقرأ أيضاً: 5 نصائح لتعزيز التواصل بين الأزواج