هل هناك فعلاً “دورة شهرية” للرجال؟ إليك إجابة العلم

3 دقائق
متلازمة الذكر العصبي
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: إن الخطوة الأولى نحو تعزيز حياة أكثر صحة وتوازناً للرجال هي فهم طبيعة التحديّات النفسية والعاطفية التي قد يواجهونها بسبب حالة "متلازمة الذكر العصبي" أو "متلازمة الرجل العصبي". ويهدف هذا المقال إلى التعرّف إلى أعراضها، ومناقشة الاستراتيجيات المحتملة لإدارتها.

تؤدّي الهرمونات دوراً مهماً في حياة كلّ من الرجال والنساء، وإن كان يُعتقد أن التقلّبات الهرمونية تحتكرها النساء حيث تؤثّر فيهن تغيرات الدورة الشهرية مثل دورات القمر التي تؤثّر في المدّ والجزر، فالرجال أيضاً يخضعون لتلك التأثيرات.

إذ يؤدّي التستوستيرون دوراً رئيساً في عالم الذكورة؛ حيث يبلغ عادةً ذروته في الصباح ويتناقص في المساء، ويمكن أن تختلف مستوياته من يوم إلى آخر.

هذا المدّ والجزر المستمر لهرمون التستوستيرون هو جزء حيويّ من بيولوجيا الذكور؛ لكن عندما تنخفض مستوياته أكثر من المعتاد، يمكن أن يعاني الرجال من تقلّبات أكثر حدّة؛ وهي حالة تُعرف باسم "متلازمة الذكر العصبي".

ما متلازمة الذكر العصبي (IMS

متلازمة الذكر العصبي (Irritable Male Syndrome) هي حالة من فرط الحساسية والقلق والإحباط والغضب تصيب الرجال، وترتبط بالتغيرات الكيميائية الحيوية والتقلّبات الهرمونية. ويسبّب هرمون التستوستيرون؛ وهو الهرمون الذي يميّز "الذكورة" عند الرجال، تقلبّات تؤثر في حالتهم المزاجية والسلوكية على نحوٍ كبير؛ حيث تحدث يوميّاً أو لفترات أطول بسبب العمر أو الظروف الصحية للرجل.

وعلى عكس الانخفاض الهرموني المطّرد والسلس الذي تعاني منه النساء في أثناء انقطاع الطمث، يواجه الرجال كذلك انخفاضاً تدريجياً ولكن غير ثابتٍ في مستويات هرمون التستوستيرون، وبخاصة مع تقدّمهم في السن.

يمكن أن يؤدّي هذا الانخفاض غير المنتظم إلى تقلّبات مزاجية تجعل الرجل سريع الانفعال وسريع الغضب؛ لذلك يُشار إلى هذه الحالة أيضاً بـ "متلازمة الرجل العصبي"، ويمكن أن تكون لهذه المتلازمة تداعيات خطِرة على العلاقات الشخصية والمهنية للرجل ونوعية حياته عموماً.

ومن الجدير بالذكر إنه ليس متلازمة الذكر العصبي تشخيص قائم بذاته؛ ولكنها حالة تُظهر أعراضاً لمشكلات صحية أساسية أخرى مثل الاكتئاب أو اضطرابات القلق أو الإجهاد المزمن أو إياس الذكور (Andropause)؛ وهو النظير الذكري لانقطاع الطمث.

اقرأ أيضاً: 3 نصائح للتغلب على ضعف الشخصية عند الرجل

أعراض متلازمة الذكر العصبي عند الرجل

يتطلّب فهم متلازمة الذكر العصبي (IMS) التعرّف إلى علاماتها وأعراضها التي قد تحاكي أعراض متلازمة قبل الحيض (PMS) عند النساء؛ إذ يكون الرجل عصبياً ومتقّلب المزاج. وتماماً مثل أيّ حالة صحية أخرى؛ يمكن أن تختلف الأعراض من شخصٍ إلى آخر، وقد تتجاوز نطاق التغيّرات الجسدية لتشمل التأثيرات العاطفية والسلوكية كذلك.

وتشمل بعض الأعراض الشائعة التي قد يعاني منها الرجال الذين يعانون متلازمة الرجل العصبي التالي:

  • التهيّج والانفعال.
  • الاكتئاب.
  • انخفاض الثقة بالنفس.
  • مشكلات النوم.
  • انخفاض الدافع الجنسي أو ضعف الانتصاب.
  • صعوبة التركيز.
  • التقلبات المزاجية المتكرّرة.
  • تدهور العلاقة مع الشريكة.

ما أسباب إصابة الرجل بمتلازمة الذكر العصبي؟

تسهم المستويات العالية للإجهاد وانخفاض هرمون التستوستيرون في الإصابة بمتلازمة الذكر العصبي على نحو كبير؛ لكن المصدر الرئيس لهذا الخلل هو الانخفاض المطّرد التدريجي في مستوى هرمون التستوستيرون المرتبط ببداية إياس الذكور والشيخوخة.

يمكن أن تسبّب مستويات هرمون الإستروجين العالية تهيّجاً لدى الرجال، وثمّة عوامل مُشاركة أخرى تسهم في التقلّبات المزاجية المرتبطة بالإياس عند الرجال وأحدها زيادة الوزن؛ إذ يؤدّي إلى تكوين الخلايا الدهنية التي تمتلك القدرة على تحويل هرمون التستوستيرون إلى هرمون الإستروجين.

ومع ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين وانخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، يزداد الميل إلى التهيّج لدى الرجال.

وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي المستويات المرتفعة من الكورتيزول (هرمون الإجهاد) إلى زيادة تقويض إنتاج هرمون التستوستيرون؛ ومن ثَمّ يؤدي تصعيد الكورتيزول الناجم عن الإجهاد إلى تكثيف احتمالية تقلّبات المزاج لدى الرجال.

ويمكن للأدوية أيضاً أن تؤدّي دوراً مهماً في هذا التفاعل الهرموني المعقّد، فبعضها قد يسبب اضطراباً في التوازن الهرموني؛ ما يُنتج اختلالات قد تؤدي إلى اضطرابات المزاج.

ما طرائق العلاج والتكيف مع التقلّبات التي تصيب الرجل؟

بالإمكان السيطرة على أعراض متلازمة الذكر العصبي (IMS)؛ التي ترتبط غالباً بانخفاض في مستويات هرمون التستوستيرون، من خلال أساليب العلاج المختلفة مثل العلاج ببدائل التستوستيرون الذي يتضمّن الحقن المنتظم لنسخة صناعية من الهرمون؛ لكن من المهم الإلمام بالتأثيرات الجانبية المحتملة في صحة القلب والحالة المزاجية.

ويوضّح استشاري الاضطرابات النفسية والإدمان، عبد الله أبو عدس، إن العصبية قد تزيد عند الرجل أكثر من المرأة بسبب طبيعة الأنماط الاجتماعية وطبيعة البنية السيكولوجية لدى الرجل، والضغوط الاقتصادية التي يتوقَّع منه تحمّلها. غير أنّ الالتزام بتغذية وأنماط نوم سليمة، وممارسة تقنيات الاسترخاء والتمارين البدنية، قد يساعدان الشخص الذي يعاني من العصبية على السيطرة والإدارة الذاتية لأعراضه.

اقرأ أيضاً: متلازمة الرجل اللطيف؛ حين تصبح اللطافة الزائدة غير سليمة

وختاماً، إن فهم أعراض متلازمة الذكر العصبي وأسبابها قد يساعد الرجال على إدارة التقلّبات العاطفية والمزاجية التي تصيبهم مع التقدّم في السن؛ كما قد يعطي هذا المقال فهماً أعمق لشريكات الحياة حول بعض المشكلات التي تواجههن في العلاقة مع الزوج العصبي.

المحتوى محمي