ملخص: يُعتبر اكتئاب ما بعد العطلة حالة نفسية شائعة تصيب الأشخاص بمشاعر الحزن أو خيبة الأمل بعد مواسم الأعياد والعطلات. ينصح الخبراء بالتواصل مع الأصدقاء والعائلة، وجدولة الأنشطة مسبقاً، والحفاظ على العادات الصحية، إضافة إلى نصائح أخرى للخروج من هذه الحالة.
محتويات المقال
توضّح المختصة والمعالجة النفسية باسكال نخلة إن مشاعر الإحباط والكآبة أقلّ حدّة من الاكتئاب؛ ولكنّها يمكن أن تؤثّر سلباً في التركيز والنوم والحالة المزاجية؛ حيث يعود الأشخاص بعد فترة الإجازة أقلّ حماساً إلى روتينهم اليومي.
يشير اكتئاب ما بعد العطلة إلى حالة الاكتئاب التي قد يعاني منها الناس بعد العودة من الإجازة أو موسم الأعياد، وهو مفهوم قد ظهر لأول مرة في الخمسينيات من القرن الماضي، وقد يُعرف أيضاً بـ "متلازمة ما بعد الإجازة" أو "كآبة ما بعد العطلة".
وقد تتداخل أعراض اكتئاب ما بعد العطلة مع الحياة اليومية للأشخاص المصابين، وعلاقاتهم الشخصية وأدائهم الوظيفي أو الدراسي.
لماذا قد نشعر بالاكتئاب بعد العيد؟
قد تكون مشاعر الكآبة المرتبطة بالعطلات وموسم الأعياد أمراً غير معروف؛ لكن الخبراء يؤكّدون إنّها حالة شائعة. ومن الطبيعي أن يشعر الأشخاص ببعض الإحباط بعد العودة إلى روتينهم اليومي؛ لكن استمرار مشاعر الحزن أو القلق لديهم لفترة طويلة من الوقت، أو تعارضها مع قدرتهم على العمل أو تأدية مهامهم اليومية، قد يشير إلى وجود ما يُعرف بـ "اكتئاب ما بعد العطلة" (Post-Holiday Depression)؛ وهو حالة نفسية يشعر فيها الأشخاص بالحزن أو القلق أو الإحباط بعد العودة إلى الروتين اليومي بعد إجازة أو عطلة، وقد يرجع ذلك إلى الأسباب أو المحفزات المحتمَلة التالية:
- التغيير المفاجئ في الروتين: على الرغم من أن العطلات تمنحنا استراحة من الروتين اليومي بما في ذلك العمل أو الدراسة، وتمثّل متنفّساً للعديد من الأشخاص؛ لكن العودة إلى الروتين اليومي قد يكون صعباً، وبخاصة إذا كانت العطلة مصدراً للاستمتاع والراحة.
- الإرهاق العاطفي: بسبب مواجهة بعض المواقف الصعبة أو التوتّرات العائلية خلال أيام العطلات والأعياد، فيكون ذلك مستنزفاً ومرهقاً من الناحية النفسية والعاطفية.
- النظام الغذائي: يستهلك أغلب الناس الكثير من السكريات والأطعمة غير الصحية خلال العطلات؛ ما قد يؤدّي إلى الشعور بالضعف البدني أو الاكتئاب، فقد ربط العديد من الأبحاث بين الأكل غير الصحّي بالاكتئاب.
وقد يكون أحد الأسباب في الإصابة باكتئاب ما بعد العيد هو أن الدماغ يبالغ في تضخيم أحداث الحياة اليومية؛ حيث تبدو العودة إلى الروتين الطبيعي مقلقة وباعثة على الاكتئاب أكثر مما هي عليه في الواقع، وهذه واحدة من الخدع التي قد يؤدّيها الدماغ؛ مثل أن يوهمنا مثلاً بأنّ الأحداث الجيدة تحدث للأشخاص الآخرين فقط.
اقرأ أيضاً: هل تشعر بالاكتئاب في الأعياد؟ تعرّف إلى اكتئاب الإجازة
أعراض اكتئاب ما بعد العطلة وعلاماته
قد يعاني الناس بشكل عام من القلق وزيادة الانفعال والشعور بالحنين وصعوبة النوم والانزعاج العام أو عدم الارتياح بعد العودة من الإجازة لسبب غامض؛ لكن حين تستمرّ الأعراض معظم اليوم، لمدة أسبوعين أو أكثر على نحوٍ يوميّ، فقد يشير ذلك إلى وجود الاكتئاب؛ وتتمثّل أعراضه في ما يلي:
- استمرار الشعور بالحزن أو القلق أو الإحساس بالفراغ.
- الشعور باليأس والتشاؤم.
- الشعور بالضيق أو الإحباط أو القلق.
- الشعور بالذنب أو انعدام القيمة أو العجز.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة الممتعة عادةً.
- التعب أو نقص الطاقة.
- صعوبة التركيز.
- تغير أنماط النوم.
- تغيرات الشهية.
- التغيرات غير المبرّرة في الوزن.
- الأوجاع والآلام الجسدية غير المبرّرة.
- الأفكار أو السلوكات الانتحارية.
كيف تتغلّب على اكتئاب ما بعد العطلة في 7 خطوات؟
يوضّح أستاذ الطب النفسي والعلوم السلوكية، بول نيشتادت (Paul Nestadt) إن ثمّة بعض الخطوات الأساسية في نمط الحياة التي يمكن القيام بها للخروج من حالة كآبة ما بعد العطلة؛ ونلخّصها كالتالي:
- الحصول على قسط كافٍ من النوم: يقي روتين النوم الصحي من الأمراض المزمنة مثل السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية والاضطراب العقلي؛ إذ يُنصح البالغون الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً أو أكثر بالحصول على 7 ساعات من النوم على الأقلّ كل ليلة.
- اتبّاع نظام غذائي متوازن ومغذٍّ: يؤدّي الإجهاد الإضافي خلال موسم الأعياد والعطلات إلى اعتماد الأشخاص على الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكر؛ ما قد يتسبّب بعد ذلك في مزيدٍ من التوتّر أو القلق. لذلك؛ يُنصح بالحفاظ على عادات الأكل الصحيّة من تناول الفواكه والخضروات الطازجة خلال هذه الفترات من السنة، وفي الأيام التي تليها.
- تجنُّب الكحول والمخدرات: يمكن أن يستفيد الأشخاص الذين يشعرون بالحزن أو القلق بالامتناع عن المخدرات أو الكحول، لأن كلتا المادتين يمكن أن تجعلا المشاعر السلبية أقوى أو تصعّبا التعامل معها أو تفسيرها.
- ممارسة بعض النشاط البدني: تساعد ممارسة الرياضة بانتظام على تخفيف أعراض الاكتئاب أو القلق الذي قد يسبّبه الضغط في موسم العطلات.
- التواصل مع الأصدقاء أو العائلة: تساعد الروابط الإنسانية الوثيقة في التغلّب على شعور الوحدة؛ كما يمكن لمشاركة تجاربنا مع الآخرين أن تخفّف من حدّة مشاعر الكآبة.
- جدولة الأنشطة مسبقاً: يصبح الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالكآبة بعد العطلة إذا لم يكن لديهم نشاط مهم يتطلعون إليه. لذلك؛ يمكن أن يساعد التخطيط المسبق لنشاط أو حدث في الحفاظ على بعض الزخم وإدخال مشاعر البهجة بعد موسم العطلات.
- تجربة نشاط جديد: مثل تجربة وصفة جديدة في المنزل أو حضور برنامج تدريبي كنت تتطلّع إليه منذ فترة؛ إذ يمكن أن يسهم ذلك في خلق حافزٍ للانخراط في الروتين اليومي ومن ثَمّ الشعور بالتحسن.
اقرأ أيضاً: كيف تستمتع بالعيد دون منغّصات؟
قد لا يكون اكتئاب ما بعد العطلة مرضاً أو اضطراباً سريرياً معترَفاً به؛ لكن ذلك لا ينفي حقيقة شيوعه في الفترات السنوية التي تلي موسم الأعياد والعطلات، فقد يعاني الأشخاص من أعراض اكتئابية خفيفة إلى متوسطة؛ لكنها لا تعدّ مصدر قلق إذا ما اتبعنا خطوات بسيطة كممارسة الرياضة أو تجربة نشاط جديد للتغلّب عليها.