3 قصص قيمة لأشخاص تمكنوا من استعادة ثقتهم بأنفسهم

قلة الثقة بالنفس
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: سارة وسوزان ومالك ينتمون إلى خلفيات مختلفة، ويعانون جميعهم من قلة الثقة بالنفس. يروي هذا المقال قصة هؤلاء الأشخاص الذين تمكّنوا من استعادة ثقتهم بأنفسهم.

سارة: ساعدتني صديقتي الطبيبة النفسية على التحرر من قلة الثقة بالنفس

“ساعدتني صديقتي الطبيبة النفسية على التحرر من قلة الثقة بالنفس”.

سارة، معالجة نفسية جسدية تبلغ من العمر 32 عاماً.

تقول سارة: “تمكّنت هذا الصيف من خوض تجربة مكّنتني من إعادة التركيز على نفسي بشكل عميق، على الرغم من أني لم أكن أُخطط لذلك. بدأت هذه التجربة بفترة صعبة للغاية، إذ أني كنت أواجه صعوبات في النوم واستعادة نشاطي. كنت قادرة على مواصلة العمل في وظيفتي مع أني كنت مرهقة للغاية. شعرت بأني عاجزة عن إيجاد البهجة التي كانت تُحييني من قبل. وطلبت المساعدة وحصلت عليها من الكثيرين، لكن لم يتمكّن أحد من حل مشكلتي. استمرت هذه الحالة لمدة شهر، وأخيراً في شهر سبتمبر/أيلول وعندما كنت مستلقية على سريري تلقّيت مكالمة من صديقتي الطبيبة النفسية التي كنت قد تواصلت معها من قبل. كان استماعها اللطيف لكلامي لا يقدّر بثمن ودعتني إلى أن أكون أكثر تسامحاً مع نفسي، ما ساعدني على الاسترخاء على الرغم من أنني كنت أشعر بالخوف من فقدان السيطرة على كل منحى من مناحي حياتي.

شعرت عندها بأني تحررت، وكان ذلك أيضاً نتيجة للجلسات العلاجية المكثّفة التي خضعت لها منذ أن كان عمري 18 عاماً. اكتشفت بعد ذلك أني أرغب في ممارسة اليوغا وتمارين مراقبة التنفّس. وبعد ساعتين من التدريب الهادئ، شعرت بطاقة هائلة تتدفق عبر جسدي وبأني أصبحت حية من جديد. شعرت بإلهام عميق ولكنه لم يكن فكرياً هذه المرة، بل في جسدي بأكمله، وجعلني هذا أدرك البهجة والسعادة والحب والسلام بداخلي وأن العالم هو مجرد انعكاس لهذه المشاعر. ومنذ ذلك الحين، أصبحت أشعر بأني قادرة على تقديم هذه الثقة العميقة للأشخاص الذين أعمل معهم”.

سوزان: علّمتني علاقات الصداقة أنني يمكن أن أكون مرغوبة

“علّمتني علاقات الصداقة أنني يمكن أن أكون مرغوبة”

سوزان، مراسلة تبلغ من العمر 34 عاماً.

تقول سوزان: “عندما كان عمري 22 عاماً أُصبت بمرض جلدي تسبب بظهور ندوب على وجهي، والتي شبّهها بعض الأشخاص غير المهذبين بحروق السجائر. لا شك في أن سماع ذلك يجرح المشاعر، ولكن لا يمكنني إنكار هذا التشابه. تذكّرني حالتي المرضيّة بقصة  فرنسية قديمة علمتني أنه من الأفضل أن يكون المرء قبيحاً بدلاً من أن يسعى للحصول على إعجاب الآخرين. لفترة طويلة، لم أخبر أحداً بأني مصابة بهذا المرض، حتى أني لم أستشر طبيب الأمراض الجلدية. كنت أحاول إخفاء هذه الندب باستخدام كريم الأساس عندما أخرج من المنزل، وكنت أخشى من الشعور بالإحراج أو من أن يكون منظري مزعجاً للآخرين. أشعرني سماع الملاحظات الجارحة بالعار عندما كنت أمشي بين الناس. ولكن شيئاً فشيئاً ونتيجة دخولي في بعض علاقات الصداقة تعلّمت أنني يمكن أن أكون مرغوبة من الآخرين! قبل 4 سنوات، قالت لي صديقتي بأن بشرتي تشبه سطح القمر.

لقد حررتني صديقتي  بهذا التشبيه من الشعور بعدم الثقة، وأصبحت قادرة على التكلّم مع أصدقائي عن حالتي المرضية. أدركت بسبب مشاعرهم الصادقة أن الندب على وجهي ليست ذات أهمية. أنا محبوبة لأني لطيفة وطيّبة والطريقة التي ينظر بها أصدقائي إليّ أكثر أهمية من نظرات الغرباء الذين كنت أخاف منهم كثيراً. أدركت أيضاً أن بشرتي تعكس تجربتي: يصعب على الآخرين تفسير ملامح وجهي لأنني قد مررت بالكثير من الصعوبات في حياتي. إذ أنني اعتنيت بمفردي بأمي التي كانت لديها ميول انتحارية. لقد تعرّضت للكثير من الصدمات، ولكني أتقبّلها كما أتقبّل الندب على وجهي، وأسمح لنفسي بألا أقلق بشأنها بعد الآن. اليوم، لن أخاطر بتغيير شكلي وذلك لأني أشبه نفسي وهذا يكفيني”.

مالك: لم أكن واثقاً من نفسي لكني كنت مصمماً على تحقيق هدفي فقط

“لم أكن واثقاً من نفسي ولكني كنت مصمماً على تحقيق هدفي فقط”

مالك، رائد أعمال يبلغ من العمر 27 عاماً.

“بدأ كل شيء بالصدفة. كنت مندوب مبيعات تقني في شركة خدمات. وذات مساء، تحدثت مع جاري الذي يعاني من إعاقة جسدية والذي أخبرني أنه يحب أن يتابع حدثاً رياضياً كبيراً بشكل مباشر يوماً ما. نعلم كلانا أنه لا توجد وكالة متخصصة في سياحة الفعاليات الرياضية لذوي الهمم. عندها خطرت لي فكرة عظيمة. كانت هناك حاجة حقيقية لدى مجموعة من الأشخاص لا تلبّيها أي جهة. كانت والدتي من أصحاب الهمم أيضاً، ما جعلني واعٍ بقضايا هؤلاء. قلت لنفسي “إنه القدر، يجب أن أفعل هذا”.

تواصلت بعد ذلك مع أندية دعم أصحاب الهمم ووزارة الرياضة والاتحاد الدولي لكرة القدم. جلست في مدينتي أمام حاسوبي وضحكت وأنا أقول لنفسي “إذا عرفوا اسمي وعنواني فلن يكون لدي أي فرصة …”. كافحت من أجل جمع الأموال والحصول على المواعيد ولم أكن واثقاً من نفسي حقاً، بل كنت مصمماً فقط على تحقيق هدفي، وتعرّفت على أشخاص تمكّنوا من مساعدتي. كنت أقول لنفسي في الأوقات الصعبة: “إذا كان بإمكاني فعل هذا فسأتمكّن من فعل أي شيء!”. ما تعلمته من هذه التجربة هو أنه لا ينبغي عليك الانتظار حتى تتحلى بالثقة بالنفس لتأخذ بزمام المبادرة. علينا أن نبدأ باتخاذ إجراءات وأن ندرك أن ذلك قد يمكّننا من تحقيق إنجازات أكبر مما كنا نأمل. في الصيف التالي، اصطحبت 500 شخص إلى دورة الألعاب الأولمبية لذوي الهمم في مدينة لندن”.

الثقة بالنفس هي شعورنا الداخلي بأننا قادرون على تحقيق رغباتنا، وهي ما تجعلنا قادرين على التصرف والأخذ بزمام المبادرة. يقول عالم النفس “ناثانييل براندن”: إن بقاءنا بحد ذاته يعتمد على امتلاكنا الثقة بالنفس.

المحتوى محمي !!