كيف تتصرف عندما يخبرك أحدهم بتعرّضه للتحرش الجنسي في طفولته؟

4 دقائق
لام شمسية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

يُعرض حالياً المسلسل المصري "لام شمسية" الذي تدور أحداثه حول قضية التحرش الجنسي بالأطفال، وترتبط تسميته الذكية بكون اللام الشمسية تُكتب ولا تُنطق مثلها مثل التحرش الجنسي بالأطفال الذي يختبئ خلف الأفواه المغلقة لضحاياه.

وفي الحلقة التاسعة من المسلسل صارحت نيللي طبيبتها النفسية بتعرضها للتحرش الجنسي في صغرها، ذلك الحدث الذي أثر كثيراً في تغيير مسار حياتها وبالأخص علاقتها بزوجها، وقد فتح مشهد المصارحة باب التساؤل عن الأسباب التي تجعل ضحايا التحرش الجنسي في الطفولة يكتمون معاناتهم على الرغم من الألم الذي يكويهم، وهذا ما سنتعرف إليه في المقال مع تقديم إرشادات فعالة لكيفية التعامل بوعي في حال قرر أحد الأشخاص أن يخبرك بأنه قد مر بتجربة تحرش جنسي في طفولته.

لماذا لا يُصرح الكثير من ضحايا التحرش الجنسي في الطفولة بمعاناتهم؟

يوضح استشاري الطب النفسي أسعد صبر أنه كثيراً ما تخفي ضحية الاعتداء الجنسي ما حدث لها خوفاً من أن تُلام عليه علاوة على لومها لنفسها، ويتوافق مع هذا الرأي المعالج النفسي أسامة الجامع الذي يشرح هذا البعد قائلاً إن من يتعرض للتحرش الجنسي في صغره يكبر وهو يلوم نفسه ويتهمها بالتقصير، وقد يظهر ذلك في تساؤلات متكررة، مثل: لماذا لم أدافع عن نفسي؟ لماذا لم أبلغ أهلي؟ لماذا خضعت للمعتدي مرات عديدة؟ لماذا كنت ضعيفاً وخائفاً؟

وتتوازى مع هذه الأسئلة مخاوف حقيقية من عدم فهم الشخص الذي ستشاركه الضحية ما حدث لها أو عدم تصديقه لما جرى، إلى جانب الشعور بالخجل أو الإحراج ومحاولة تجنب الحكم عليها، والقلق من عواقب التصريح بتلك التجربة الصعبة في العلن، وبالأخص تأثير ذلك سلباً في العلاقات الاجتماعية بمختلف أنواعها.

اقرأ أيضاً: كيف تكتشف أن طفلك تعرض للتحرش الجنسي؟ وماذا تفعل حينها؟

كيف تتصرف عندما يخبرك شخص بتعرضه للتحرش الجنسي في طفولته؟

عندما يُخبرك شخص بتعرضه للتحرش الجنسي في طفولته، فلا شك في أن هذا سيكون موقفاً ليس بالهين، وغالباً قد تتداخل أفكارك بين ما ينبغي قوله وما ينبغي عدم قوله، لذا إليك مجموعة من الإرشادات التي ستساعدك:

  1. مبدئياً ثمّن الشجاعة التي تحلى بها هذا الشخص ليكشف لك عن جانب قاسٍ من حياته، واستشعر أن مهمتك الرئيسية هي دعمه بوعي.
  2. أخبر الشخص الناجي بوضوح أنك تقف بجانبه ومستعد للاستماع إلى ما يود قوله حتى النهاية، لكن في الوقت نفسه لا تضغط عليه ليخبرك بكل ما حدث دفعة واحدة، إنما كن صبوراً وركز على إشعاره بالراحة والحرية، فلا تقاطعه في أثناء حديثه أو تحاصره بالأسئلة عما حدث بدافع الفضول وليس الاستيعاب والفهم.
  3. لا تحاول إطلاقاً الحكم عليه أو التلميح له بأنك لا تصدق ما يقوله، فنادراً ما يكذب البشر بشأن تعرضهم للاعتداء الجنسي في الطفولة، إذ لا توجد فائدة مرجوة من كذبهم، إنما الأصعب أن يعلنوا عما مروا به.
  4. تجنّب طرح أسئلة عليه يمكن أن يُساء فهمها، مثل: لماذا لم تخبرني من قبل بما حدث؟ أو: هل بدر منك للجاني ما يفيد موافقتك على التحرش؟ أو: لماذا لم تهرب لتنجو بنفسك؟ إنما احرص قدر الإمكان أن تكون منصتاً متفهماً لما يقول.
  5. ضع الأمور في سياقها الصحيح، وتذكر أن ما حدث ليس نتيجة خطأ وقع من هذا الشخص، وتجنب إشعاره بالذنب أو لومه عن تصرفه غير الحكيم في موقف ما خلال التجربة القاسية التي عاناها.
  6. ساعده على استعادة سيطرته على حياته، فواحدة من تأثيرات التحرش الجنسي في الطفولة أنه يجعل الضحايا يشعرون بالعجز أو فقدان السيطرة، لذا حاول عدم التسلط على حياة الشخص الذي قرر مصارحتك أو اتخاذ القرارات بالنيابة عنه، وبدلاً من ذلك ساعده على استكشاف مشاعره واختيار أهدافه واتخاذ القرارات الحياتية بنفسه.
  7. في حال وجدت أنك غير قادر على مساعدة الشخص الذي كشف لك عن تعرضه للتحرش الجنسي في طفولته فلا تتردد أن ترشده بذكاء إلى معالج نفسي، وفي الوقت نفسه حاول أن تعتني بذاتك حتى لا تتراجع صحتك النفسية نتيجة سماعك تفاصيل الصدمة المؤلمة.

اقرأ أيضاً: تعرُّضك للإيذاء في الصغر قد يؤثر في حياتك الجنسية في الكبر

المحتوى محمي