ملخص: يوماً بعد يوم، تتزايد السلوكيات السامّة في العلاقات العاطفية، ونتعرف في هذا المقال إلى الترصد (prowling)؛ أحد أحدث هذه السلوكيات وأكثرها إثارةً للجدل.
محتويات المقال
تُعد شبكات التواصل الاجتماعي وتطبيقات المواعدة بيئة خصبةً تعزّز السلوكيات السامة، فبسببها صارَ الضجر يجد له، بسرعة، مكاناً في علاقة الشخص بشريكه، لِما تقدمه هذه الأماكن من إمكانيات الاستبدال المفتوحة واللامحدودة، والترصد (prowling) أحد أحدث تمظهرات هذه النظرية.
ما هو الترصد؟
أصل الكلمة الإنجليزية (prowling) يعني "التربص" أو "الترصد"، ويتلخّص هذا السلوك السام في الدخول السريع والجامح والمندفع في علاقة الحب، ثم الانسحاب منها بسرعة مماثلة، ثم الاهتمام بالطرف الآخر على نحوٍ متقطع.
يقع هذا السلوك بين الاختفاء المفاجئ (ghosting)؛ وهو قطع حبال التواصل دون إبداء أي سبب أو سابق إنذار، وبين الانفصال الرمادي (orbiting)؛ حيث ينفصل عنك الشخص مع مراقبتك باستمرار لتظلّ في المتناول متى ما أراد العودة إليك.
هذه تجربة صعبة يخوضها ضحايا هذا السلوك؛ حيث تتعرّض مشاعرهم للتجاهل ولا تؤخَذ بعين الاعتبار، دون إغفال الغموض المُتعمَّد الذي يُسبِغه المُترصد على نواياه، ليعزز مناخ الشك والتشكيك الذي يحيط به ضحاياه.
سلوك سامّ يدق جرس الإنذار
الترصد نمط علائقي سام مُتعاقِب، ويُقصد بذلك أن تكرار الوضعية نفسها مرة بعد مرة لا يعفي ضحاياها من السقوط كلّ مرة في فخها، فهم لا يستطيعون كسر هذه الدائرة ولا الخروج منها؛ والسبب وراء ذلك أن هذا السلوك هزّ ثقتهم في أنفسهم بقوة،
فإن كان ثمة مَلمْح واحد أكيد في المترصّد فهو أنه لا يطمح إلى الدخول في علاقة جادّة، وهو ما أكدّته ممثلة تطبيق المواعدة هابن (Happn)، أوجيني لوجوندر (Eugénie Legendre) لموقع ياهو بقولها: "يتسبب المترصد لضحيته بمتاعب لا حصر لها؛ إذ يتلاعب بالمشاعر، ففي لحظةٍ يطاردك، وفي اللحظة التي تليها تجده قد اختفى دون أن يترك خلفه أي أثر! الأكيد أنه أقل قدراً من أن يقاسي المرء لأجله لهذه الدرجة". ولذلك؛ من المهم أن يقضيَ المرء على أيّ أمل يحذوه اتجاه تغير حال شخص كهذا، ويتوقف عن انتظار الضوء في آخر النفق، ويقتنع بأن هذا السلوك لا ولن يتغير.