5 أنشطة يمكنك القيام بها مع قريبك المصاب بآلزهايمر

المصاب بآلزهايمر
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يعيشون في دوّامة لا تتوقف؛ حيثُ سؤال يسلِّمُهم لآخر: “عن ماذا سنتحدث؟”، “هل سيتعرف عليّ؟”، “هل سيتذكر هذه الزيارة؟”. لا شك في أن معاناة المصاب بآلزهايمر وأفراد أسرته عميقة وخاصّة، ومن هذا المنطلَق يقترح علينا المعالج النفسي واختصاصي علم النفس العصبي جيروم إيرك (Jérôme Erkes) في هذا المقال خمسة أنشطة من شأن مزاولتها مع أقربائنا المصابين بآلزهايمر أن يخفّف من وطأة هذه التجربة على الطرفين.

يقلّ التواصل شيئاً فشيئاً، أما الذكريات التي كانت تمدّ الجسور بين الطرفين فإنها تبدأ بالتهاوي بالتدريج وحين يحين موعد دخول الأب أو الأم مصحّة متخصصة في علاج آلزهايمر يعيش أفراد الأسرة واحدة من أصعب التجارب، فبعد اعتيادهم إحاطة أحبّتهم بالعناية والرعاية يُسلبون فجأةً هذا الدور الذي لعبوه غالباً لمدة طويلة؛ ما قد يجعل زياراتهم للوالدين فيما بعد محفوفة ببعض الصّعوبات. في هذا المقال، يقدم المعالج النفسي واختصاصي علم النفس العصبي جيروم إيرك خمسة أنشطة بالوسع إدخالها حيِّز التطبيق منذ الآن كما يدعوك ألا تتردد في ابتكار أنشطة أخرى؛ إذ يؤكد الاختصاصي: “مربط الفرس إعادة ربط الأشخاص المصابين بآلزهايمر بالأنشطة التي تَهُمُّهم من خلال توظيف المهارات التي ما زالوا يتمتعون بها”.

دَوِّنا معاً تاريخ أسرتكما

في المرة المقبلة حين تزور والدك (أو والدتك) اطلب منه أن يحكي لك ذكريات مقتطفة من طفولتك؛ إذ في حالة آلزهايمر تبقى الأحداث الموغلة في القِدَم مُصانة في الذاكرة. اسأله: “احكِ لي، كيف كنتُ وأنا في السادسة من عمري؟”. اعمد على الفور إلى تسجيل حديثه صوتياً على هاتفك ما إن ينخرط في السَّرْد. اطلب منه في الزيارة الموالية أن يحكي لك عن طفولته هو هذه المرة حين كان في السادسة من عمره، وفور عودتك إلى البيت، أعِد الإنصات إلى التسجيل ثم قُم بتفريغِه واحرص أن تكتبَ بحروفٍ كبيرة وخطّ واضح. في الزيارة الثالثة اجلب معك دفتَرين اثنين؛ أحدهما يخص حكايته عن تاريخك والآخر عن تاريخه، وقدّمهما له قائلاً: “تفضل، انظر ماذا كتبت، هل تمانع في قراءته ومَدِّي برأيك؟” ثم زُره في المرة المقبلة مصحوباً بأطفالك، ودَعه يقرأ على مسامعهم ما كتبتَ سابقاً. يؤكد جيروم إيرك: “لا شيء أحَبّ إلى الأجداد من تمرير القصص والذكريات إلى الأحفاد”.

أنشئا ألبوم صور

يمكن أن تأتي مُحملا في زيارتك المقبلة بمجموعة من صور والدك أو والدتك القديمة بغرض صناعة ألبومٍ منها. أوكل إليه مهمة انتقاء الصور واختيار موقعها من الصفحة. لن يحتاج من المهارات في هذا النشاط سوى النظر والإشارة بالإصبع وإمساك الصورة ثم وضعها في مكانها على الصفحة. يمكن لهذا الألبوم أن يكون هدية جميلة له أو لغيره من أفراد الأسرة، والأهم أنها ستكون فرصةً لإعادة إحياء الذكريات. طعِّم هذا النشاط بأسئلةٍ من قبيل: “أنظر هنا، أين التُقِطت لك هذه الصورة؟”، ” من يظهر في هذه الصورة؟”، ” ماذا كنتَ تفعل هنا؟”.

نسِّقا باقة ورود

مجرد المكوث في مصحّة خاصة بآلزهايمر تجربة تُولِّد القلق؛ إذ يفقد الشخص ركائزه ويتبدد شعوره بالأمان. لتسهيل هذه الخطوة عليه أو جعل التجربة أكثر متعةً؛ ينبغي أن تساعده على بَثّ الألفة في مكانه الجديد هذا ولهذا يُعد تزيين غرفته خطوة مهمة. قُبيل زيارتك المقبلة له اذهب لاقتناء زهور متفرقة بكمية كبيرة، ضعها عند وصولك على الطاولة واقترح على والدك أو والدتك أن يتكفل بنفسه بتنسيق باقةٍ منها. وكي تأخذَ بيده في هذا النشاط؛ املأ المزهرية بالماء وقُصَّ سيقان الأزهار وناوِله الورود واحدة تلو الأخرى.

أعِدَّا معاً فنجان قهوة واستمتعا بتذوقه

لِمَ لا تقترح على والدك أو والدتك أن تُعِدّا القهوة معاً؟ أحضِر معك حبوب القهوة ومطحنةً يدوية. يُعدّ طحن القهوة نشاطاً بالغ الأهمية على المستوى الحسي كما على المستوى الحركي، وبعد الانتهاء من هذه المرحلة خذ بيده ليضع القهوة في آلة صنع القهوة ويسكب الماء الساخن عليها ثم اشرعا في ارتشافها معاً على مهلٍ وتلذذا بنكهتها ورائحتها واللحظة التي تجمع بينكما.

هيِّئا معاً طبق سلطة للغذاء

إذا أمكنك أن تزور والدك أو والدتك في موعد الغذاء أحضر معك بعض الأطعمة المتنوعة التي تعرف أنه كان يهوى إعدادها قبل دخوله المصحة. أحضر معك على سبيل المثال بيضاً مسلوقاً وطماطم ومعجنات، واعرض عليه مساعدتك على إعداد السلطة. دعه يتكلف مثلاً بتقشير البيض ثم تقطيعه وإضافة قطع الطماطم والمعجنات إليه، وفورَ أن يصير الطبق جاهزاً وجّه له الدعوة بحنوّ: “ما رأيك الآن أن نأكل معاً؟” وبهذه الطريقة تجعل من موعد الأكل الرتيب لحظةً مبهجة.