5 إرشادات للتعامل مع شريك الحياة الذي يدّعي العجز ويتهرب من المسؤولية

3 دقيقة
العجز المتعمد
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

كنت أشاهد بين الحين والآخر على منصات التواصل الاجتماعي صوراً ساخرة تعرض شخصاً يستغله من حوله في تحضير المشروبات الساخنة باعتبار أنه الأفضل في ذلك، ولم أكن أعلم أن تلك السخرية قد تخفي وراءها ممارسة مؤذية في العلاقات بالأخص الزوجية منها، حتى قرأت منشوراً عن مصطلح جديد هو: "العجز المتعمد في العلاقات"، فما الذي يعنيه؟ وكيف نميزه عن العجز الحقيقي؟ هذا ما سنتعرف إليه بالتفصيل في هذا المقال.

ما هو العجز المتعمد في العلاقة الزوجية؟

يُعرّف المعالج النفسي ريان الجهني العجز المتعمد في العلاقة الزوجية (Weaponized Incompetence) بأنه تظاهر أحد الشريكين بعدم القدرة على أداء مهام معينة لتجنب المسؤولية، أو إنجازها على نحو سيئ، لذا يحذرك إن كنت المسؤول دائماً عن المهام في العلاقة لأنك أفضل في أدائها؛ فهذا قد يعني تعرضك للاستغلال من الطرف الآخر.

وقد يحدث العجز المتعمد نتيجة أداء المهام، ما يجعل الشخص الذي يدعي العجز قلقاً أو مضغوطاً، أو لرفضه إياها من الأساس، ومن الجدير بالذكر أن نمط التربية يسهم في ظهور هذا العجز إذ تزيد احتمالية ظهوره عند الأشخاص الذين لم تسند إليهم أي مهام من جانب عائلاتهم في تنشئتهم، ما جعلهم يكبرون وهم يتوقعون أنه ليس من الطبيعي أن يُطلب منهم تأدية مهام في العلاقة الزوجية لاحقاً.

كيف تميز هذا النوع من العجز؟

قد يقع الشخص الذي ارتبط بشريك حياة يُظهر سلوكيات العجز المتعمد في حيرة من أمره مدفوعاً بتساؤل مهم: ماذا لو كان شريكي بالفعل ليست لديه القدرة على تأدية المهام التي أطلبها منه؟ وحتى يكون الأمر واضحاً هناك عدة علامات تعكس العجز المتعمد أهمها:

  1. تكرار العبارات والحجج نفسها مع اختلاف المواقف، مثل القول: "أنا لست جيداً في فعل ذلك"، أو "أنت يمكنك فعل ذلك بطريقة أفضل مني بكثير"، أو "يمكنني تنفيذ المهمة لكنها ستأخذ مني وقتاً طويلاً بينما معك ستأخذ وقتاً أقصر"، أو "أنت تستمتع بتأدية هذه النوعية من المهام".
  2. لا يُظهر الطرف الذي يدعي العجز أي محاولة لتحسين مستواه في تأدية المهام، هو فقط يقف عند تلك النقطة التي يرى فيها أنه لا يملك القدرة على فعل ما يُطلب منه، ويتجنب السؤال عن أي معلومات توضيحية تجعله يجرب فعل الأشياء التي يدّعي جهله بها.
  3. إلقاء اللوم على الطرف الآخر بطرائق مختلفة، مثل أنه من الأساس لم يبذل جهده ليتعلم كيفية أداء المهمة، أو يرى أنه بإسنادها إليه يحمّله عبئاً ثقيلاً.

من الضروري الإشارة إلى أن العجز المتعمد لا يقتصر على المهام التي تحتاج إلى مجهود بدني مثل الأعمال المنزلية، إنما يمتد أيضاً إلى اتخاذ القرارات، أو التعبير عن المشاعر.

اقرأ أيضاً: كيف تكتشف جمال شريك حياتك من جديد؟ تعرّف إلى ظاهرة مايكل أنجلو

ما هو تأثير العجز المتعمد في العلاقة الزوجية؟

تخيل معي علاقة زوجية يقوم فيها طرف واحد بالمهام جميعها، بكل تأكيد سيؤدي ذلك إلى استنزاف طاقته واستيائه بمرور الوقت وظهور التوتر والعداء تجاه شريك حياته، إلى جانب انعدام ثقته به وشعوره بأنه لا يمكن الاعتماد عليه سواء في تأدية المهام اليومية أو في تقديم الدعم النفسي خلال الأوقات الصعبة، وهذا يدمر المساحة المشتركة للتعبير عن المخاوف والإحباطات، ومن ثم التعرض للانفصال العاطفي الذي يضع العلاقة في موقف حرج.

5 إرشادات عملية للتعامل مع شريك الحياة الذي يدّعي العجز

صحيح أن العيش مع شريك حياة يدّعي العجز باستمرار أمر مرهق نفسياً وجسدياً، لكن يمكن التعامل معه بحكمة عن طريق اتباع عدة إرشادات، مثل:

  1. توقف عن المبادرة لفعل المهام التي يفترض على الطرف الآخر القيام بها، وتعايش مع القلق الناتج عن ذلك حتى تضع حداً واضحاً لاستنزافك.
  2. ناقش المشكلة بصراحة مع شريك حياتك وأخبره بتأثير سلوكه في شعورك، ودوره في تهديد استقرار علاقتكما، وحاول فهم الأسباب الكامنة وراء عجزه المتعمد حتى لو لم تتفق معه.
  3. وزع المهام بتوازن يعكس أنه ليس هناك طرف يؤدي أعمالاً أكثر من الطرف الآخر، وفي الوقت نفسه حاول أن تسند إلى شريك حياتك المهام المتصلة بنقاط قوته حتى تسهل عليه تأديتها.
  4. قيّم التقدم الذي يحرزه من أجل معالجة عجزه المتعمد، وناقش معه النتائج حتى يكون واعياً بما يجب عليه فعله باستمرار.
  5. اطلب مساعدة المختص النفسي إذا استمرت المشكلة ولم تستطع التوصل إلى حلول لها، إذ يمكن أن يقدم لك إرشادات فعالة تساعدك على التواصل مع شريك حياتك بأسلوب أفضل من أجل معالجة هذا السلوك.

اقرأ أيضاً: الاحتيال الرومانسي: عندما يتحول الحب إلى فخ لسرقة أموالك!

المحتوى محمي