إذا كان زوجكِ يجرحكِ بكلامه عندما يكون غاضباً فقد يتحول الأمر إلى موقف صعب للغاية بالنسبة إليكِ وقد يدفعك إلى الاكتئاب. في هذه الحالة، أفضل ما يمكنكِ فعله هو أن تبقي هادئة عندما يغضب وتبتعدي عنه. لا بأس إذا اعتذر لاحقاً؛ ولكن إذا استمر سلوكه في إزعاجك، ففكري في طلب المشورة أو يمكنكِ أخذ استراحة من أجل استجماع أفكارك.
محتويات المقال
وفي هذا السياق، يوضح المعالج النفسي، ترافيس أتكينسون (Travis Atkinson)، إن الشخص قد يلفظ كلماته الجارحة استناداً إلى نظرية الاختطاف العقلي التي تؤكد أن المشاعر القوية مثل الغضب يمكن أن تُضعف التفكير العقلاني وعمليات اتخاذ القرار مؤقتاً؛ حيث تصبح اللوزة الدماغية مفرطة النشاط وتثير استجابة القتال أو الهروب؛ ما يؤدي إلى انعدام التركيز والقدرة على السيطرة؛ ولهذا حينما يغضب الأشخاص قد يفقدون السيطرة ويقولون أسوأ العبارات؛ ولكن كيف يمكنكِ التعامل مع زوجك الذي يجرحكِ دوماً بكلامه؟ الإجابة من خلال هذا المقال.
اعترفي بمشاعر الأذى
الخطوة الأولى والأهم التي يجب اتخاذها عند تعرضكِ إلى الإساءة اللفظية هي تسميتها بصوت عالٍ، وتجب عليكِ مواجهة زوجكِ مباشرة إذا كان من الآمن لكِ فعل ذلك، أخبريه بالكلمات الجارحة كلها التي قالها وكيف أثرت في مشاعرك، واطلبي منه التوقف عن هذا الأمر. وفي هذا السياق، تؤكد أستاذة علم النفس السريري المتخصصة في العلاج الأسري والاستشارات الزوجية، ديفالينا غوش (Devaleena Ghosh)، إن التواصل الفعال هو مفتاح العلاقات الناجحة، وتضيف غوش إن النكسات حتمية في العلاقة لأننا بشر.
قاومي رغبتك في الانتقام
قد تكون مقاومة الرغبة في الانتقام عندما يجرحكِ زوجكِ بكلامه أمراً صعباً للغاية؛ لكنه قد يكون خطوة مهمة لإنهاء دورة الإساءة اللفظية؛ حيث يعتقد المختص النفسي فرانك ثيوز (Frank Thewes) إن محاولاتكِ للرد على الكلام الجارح ستؤدي إلى تصعيد الموقف بشدة؛ لهذا ينصحكِ ثيوز بأخذ أنفاساً عميقة ومحاولة تنظيم رد فعلكِ العاطفي تجاه الإساءة، وتذكري جيداً أن كلمات زوجكِ الجارحة ليست خطأكِ على الإطلاق، فأنتِ لستِ السبب في حدوث تلك الإساءة اللفظية.
اقرأ أيضاً: الصمت العقابي بين الزوجين: ما تأثيره في صحتك النفسية؟ وكيف تواجهه؟
ضعي حدوداً ثابتة
لا تقتصر فكرة الحدود على إخبار زوجكِ بأنه لا يستطيع التصرف بطريقة معينة تجاهك؛ فلكي تكون الحدود فعالة في تغيير السلوك، سواء كان سلوكك أو سلوك أي شخص آخر، يجب أن تكون هناك عواقب مرتبطة بها؛ ولهذا حين تضعين الحدود مع زوجكِ كوني ثابتة وواضحة وواثقة. على سبيل المثال؛ أخبريه بطريقة هادئة وواضحة: "إذا تحدثت معي بهذه الطريقة مرة أخرى، فسأغادر المنزل".
افرضي حدودك من أجل حماية نفسك
عند وضع الحدود، لا تختاري عواقب لا تكوني مستعدة تماماً للالتزام بها، فالحدود لا معنى لها إذا لم تُفرض؛ ولهذا إذا تجاوز زوجكِ حدوده وجرحكِ بكلامه مرة أخرى، ابذلي قصارى جهدكِ وكوني هادئة وقوله له: "لقد أخبرتك من قبل إذا تحدثت إليّ بهذه الطريقة مرة أخرى، فسأغادر المنزل. ونظراً إلى أنك فعلت للتو ما طلبت منك عدم فعله، فأنا بحاجة إلى المغادرة الآن".
ابتعدي عن زوجك
إذا جرحكِ زوجكِ بالكلام مرة أخرى على الرغم من محاولاتك جميعها لوقف الأمر، غادري المنزل وحاولي الابتعاد قدر الإمكان، وفي حال كان هذا النمط متكرراً في علاقتكما اطلبي المساعدة من أحد أفراد عائلتك أو المشورة من معالج نفسي متخصص، وإذا كان الأمر يؤلمكِ بشدة حاولي إنهاء هذه العلاقة إن أمكن.