كل ما تود معرفته عن التأتأة عند الأطفال

2 دقيقة
التأتأة عند الأطفال
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ينتظر الوالدان بكل شوق سماع الكلمات الأولى لطفلهما في السنوات الأولى بعد ولادته؛ لكن أحياناً تسير الأمور عكس ما خططا لها بمعاناته من التأتأة وهي من الاضطرابات الشائعة التي تواجه الأطفال عند بداية تعلمهم للكلام وتجعلهم رغم معرفتهم جيداً بما يودون قوله، يواجهون صعوبة في النطق به. وتُقسم التأتأة عند الأطفال إلى عدة أنواع:

  • التأتأة التنموية: الأكثر شيوعاً وتظهر عند الأطفال بين سنّي 2-5 سنوات، وترتبط بتأخر التطور اللغوي للطفل.
  • التأتأة العصبية: تظهر بعد الإصابة بالسكتة الدماغية أو أي إصابة أخرى في الدماغ، ومصدرها وجود مشكلة في تنظيم الإشارة بين الدماغ والأعصاب والعضلات فيما يخص وظيفة الكلام.
  • التأتأة نفسية المنشأ: وهذا النوع ليس بشائع وقد يحدث بعد التعرض لصدمة نفسية أو المعاناة من مشكلات في التفكير.

وبحسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية؛ يمر واحد من كل 12 طفلاً بتجربة التأتأة، وينجح طفلان من كل 3 أطفال متلعثمين في التخلص من التأتأة. كما يوجد شخص متلعثم بين كل 100 بالغ، وهذا ما يؤكد الحاجة الماسّة إلى فهم أكثر أسباب التأتأة عند الأطفال وأعراضها وعلاجها، وأيضاً كيفية مساعدة المصابين بها على العيش بصورة أفضل.

أسباب التأتأة عند الأطفال

لا يعرف الأطباء حتى يومنا هذا السبب الدقيق وراء التأتأة عند الأطفال، فرغم أن التأتأة التنموية ربما تكون شائعة في بعض العائلات وتنتقل من الآباء إلى الأبناء؛ إلا أنه لا يوجد سبب واضح يفسر سبب الإصابة بها.

أعراض التأتأة عند الأطفال

يختلف الأطفال في مراحل نموهم، وقد يعاني بعضهم في إحدى المراحل من مشكلة التأتأة التي تعد جزءاً طبيعياً من تطور المهارات الكلامية؛ لكن إذا استمرت التأتأة لفترة تتجاوز 6 أشهر فهذا قد يكون دلالة على تحولها إلى اضطراب، ويمكن الاستدلال عليه بوجود أعراض عديدة أهمها:

  1. تكرار الأصوات أو المقاطع؛ مثل قول "م م م م- ماذا؟".
  2. التحدث ببطء أو وجود فترات توقف كثيرة بين الكلمات.
  3. عدم القدرة على الكلام مع إبقاء الفم مفتوحاً.
  4. ضيق التنفس أو التوتر أثناء الحديث.
  5. ارتعاش الشفتين عند التحدث.
  6. زيادة التأتأة عند التعرض لضغط.
  7. الخوف من الكلام.

كيف يتم تشخيص التأتأة عند الأطفال؟

يلجأ الطبيب من أجل تشخيص التأتأة عند الطفل إلى السؤال عن التاريخ الصحي لعائلته، إلى جانب التعرف إلى الأعراض الظاهرة عليه وتأثيرها في تعامله مع محيطه المجتمعي. وعادةً يقترح عرضه على اختصاصي التخاطب من أجل تحديد مشكلات النطق واللغة بدقة، ويختبر هذا الاختصاصي قدرة الطفل على التحدث كما يستبعد في تشخيصه الإصابة باضطرابات أخرى مثل متلازمة توريت على سبيل المثال.

كيف أعالج ابني من التأتأة؟

يعتمد علاج التأتأة على عدة عوامل أهمها الأعراض الظاهرة على الطفل وعمره وحالته الصحية إلى جانب خطورة حالته. لكن حتى نكون دقيقين بما يكفي فلا يوجد علاج نهائي للتأتأة إنما ما يمكن للمعالج فعله هو أن يحاول من خلال العلاج المبكر منع استمرار التأتأة حتى سن البلوغ، وذلك باتباع تقنيات مختلفة تساعد الطفل على تنمية مهاراته الكلامية؛ وأبرزها إبطاء الكلام والتنفس أثناء التحدث، وكذلك علاج الاضطرابات النفسية التي قد ترتبط بالتأتأة مثل الخوف والقلق.

كيف أدعم ابني المصاب بالتأتأة؟

تؤثر البيئة التي يعيش فيها الطفل الذي يعاني من التأتأة في ثقته بنفسه في أثناء حديثه؛ ما يسهم في الحد من ذلك الاضطراب. وبشكل عام يوجد العديد من الإرشادات التي ينبغي لمن يتعاملون مع الطفل المصاب بالتأتأة اتباعها؛ مثل:

  1. تخصيص وقت للحديث معه وتشجيعه على ذلك.
  2. التحدث معه ببطء.
  3. عدم مقاطعته أثناء حديثه.
  4. تجنُّب إكمال حديثه أو تصحيحه.
  5. عدم حثّه على التفكير قبل أن يتحدث.
  6. الحرص على التواصل البصري الفعّال معه.
  7. عدم إبداء أي نوع من أنواع الانزعاج تجاه تأتأته.
  8. تثقيف المحيطين به بمشكلته وتوفير بيئة متقبلة خالية من التنمر قدر الإمكان.

أخيراً علينا أن نعي بوجود الكثير من الأطفال المصابين بالتأتأة وأنها أمر خارج عن نطاق إرادتهم؛ لكن المهم في تعاملنا اليومي معهم أن نشعرهم بالقبول والدعم حتى نسهم في عيشهم حياة أفضل.

المحتوى محمي