ما هي التغيرات النفسية التي تصيب البنات في سن المراهقة؟

3 دقائق
البنات في سن المراهقة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: تتعرّض البنات في سن المراهقة للعديد من التغيرات النفسية والعاطفية والاجتماعية التي تخلق تحديات حقيقية لهن ولآبائهن. يوضّح هذا المقال طبيعة تلك التغيرات، ويقدّم اقتراحات لطرائق التعامل مع البنات ودعمهن.

سن المراهقة هو المرحلة الأشدّ حساسية وحرجاً في النموّ العقلي وتطوّر الشخصية عند جميع الأطفال. وهي أكثر خصوصية بالنسبة للبنات بسبب التغيرات الجسدية الواضحة التي تطرأ عليهن منذ بلوغ سن العاشرة أو أقل في بعض الحالات.

إذ تشير هذه المرحلة إلى حدوث مجموعة من التغيرات النفسية والعاطفية تظهر في اختلاف طريقة التفكير والمشاعر تجاه الذات، ووجهة النظر تجاه العالم الخارجي.

وهو ما يفرض ضرورة التعرّف إلى طبيعة التغيرات النفسية للبنات في سن المراهقة من قبل الآباء. فذلك كفيلٌ بمساعدتهم على فهم آليات التعامل الصحيحة مع تلك التغيرات، وتقديم الدعم اللازم للتغلّب على التحديّات الاجتماعية والمشكلات النفسية التي تصاحب فترة المراهقة عند البنات.

التغيرات العاطفية والنفسية عند البنات في سن المراهقة

تمر جميع الفتيات بمجموعة من التغيرات العاطفية والنفسية الطبيعية عند بلوغهنّ مرحلة المراهقة. وتتمثل أهم تلك التغيرات فيما يلي:

  • التقلبات المزاجية: حيث تعاني البنات من تغيرات سريعة في المزاج من حين لآخر؛ والتي قد تكون جزءاً من التطور والنمو. فقد تشعر الفتاة المراهقة يوماً أنها تحلق في السماء بهجةً، وفي لحظة أخرى ترغب في العويل والبكاء. وتعود التغيرات العاطفية عند البلوغ إلى إفراز الجسم لمجموعة جديدة من الهرمونات.
  • اختلاف المشاعر تجاه الأصدقاء: فنظرة الفتاة إلى العلاقات الاجتماعية خلال المراهقة تختلف عن الطفولة؛ فيكون هناك رغبة ملحة في تعميق العلاقات مع الأصدقاء.
  • الحساسية المفرطة تجاه العالم: كنتيجة طبيعية للتغيرات النفسية المصاحبة للمراهقة تكتسب على إثرها البنات زاوية تفكير أوضح حول الأشخاص والمحيط الخارجي.
  • المشاعر الجياشة: المشاعر المفرطة هي من أكثر تحدّيات الإناث في مرحلة المراهقة، ويرجع ذلك للتغيرات العاطفية وزيادة الهرمونات وارتفاع معدل الوعي بالمحيط الاجتماعي. كلها عوامل تسهم في احتدام المشاعر لأعلى درجة.
  • الوعي بالذات: الشعور بالخجل حيال التغيرات الجسدية، حيث تجد الفتيات صعوبة في تقبّلها في الوقت الذي يكون فيه الاندماج مع الأقران أمراً مهمّاً بالنسبة لهن.
  • الضغط من الأقران: مع الانخراط في مرحلة المراهقة تزداد أهمية الأصدقاء، فيمثلون ضغطاً تشعر به الفتيات حين يرغبن في التعبير عن الانتماء لدائرة الأصدقاء بالمشاركة أكثر في الأنشطة، وتقليد أسلوب التحدّث وطريقة اللباس.

اقرأ أيضاً: التنمر الإلكتروني بين المراهقين

التغيرات الاجتماعية عند البنات في سن المراهقة

يمتد تأثير مرحلة الطفولة إلى سن المراهقة فيما يتعلق بالعلاقات الاجتماعية والخبرات المكتسبة، وتزيد فرص تعزيز النتائج الاجتماعية مع الأصدقاء والعائلة في المنزل أو المحيط الخارجي خلال مرحلة المراهقة إلى جانب حدوث مجموعة من التغيرات الاجتماعية للبنات المراهقات تتمثّل فيما يلي:

  • تشكيل الهوية: أو بناء الشخصية وإثبات النفس؛ حيث يتكوّن لدى المراهقة شعور أكبر بالعالم من حولها، وتكتشف المعتقدات والأخلاقيات، وتتعلّم موازنة الأمور والإقرار بالرغبات كأخذ قرار الانضمام لمجموعة ناشطين للحفاظ على البيئة.
  • فهم الإشارات الاجتماعية: حيث تستطيع البنات في سن المراهقة قراءة المشاعر الظاهرة على الوجه وفهم التعبيرات الكامنة بدرجة أعمق مما مضى. وتتولد الحاجة لديهن إلى توطيد العلاقة بالأصدقاء نتيجة الشعور بالاستقلال العاطفي في هذه المرحلة.
  • الاستقلالية: ترغب البنات في الحصول على مزيد من الحرية من حيث قضاء أوقاتهن كما يفضلن، واختيار الأصدقاء، واستخدام مصروفهن.
  • تولي المسؤولية: قد تشعر البنات بالرغبة في تحمل المسؤولية أكثر داخل المنزل وخارجه، فيقمن مثلاً بطهي الطعام أحياناً.
  • التجارب الجديدة: تسعى البنات في سن المراهقة إلى اكتشاف قدراتهن وحدودهن الخاصة من خلال الخوض في تجارب جديدة حتى وإن كانت محفوفة بالمخاطر.
  • تطور القيم: حيث يثير فضول البنات كل الأمور الحياتية التي يساعد التفاعل معها في تشكيل المشاعر، وتطوير المزيد من الأخلاقيات.

3 أخطاء شائعة يرتكبها الآباء تدمّر علاقتهم بأبنائهم المراهقين

يوضّح استشارى الصحة النفسية والإرشاد الأسرى والتربوى إيهاب ماجد (Ihab Majed) إنّ الآباء قد يرتكبون عدّة أخطاء تؤثّر بشكلٍ سلبي واضح في العلاقة التي تجمعهم مع أبنائهم في مرحلة المراهقة؛ وهذه 3 سلوكيات رئيسية يفضّل تفاديها في التعامل معهم:

  1. عدم الاحترام: لا يحترم الأبوين خصوصية الأبناء وتفرّدهم، ويتوقعون منهم الانصياع الكامل لأوامرهم.
  2. استخدام نبرة الصوت العالي: التعوّد على التحدّث بصوت عالٍ في أثناء المحادثات، إلى جانب تعبيرات الوجه الغاضبة والهجومية.
  3. فرض الاعتبارات المجتمعية: إعطاء أهمية كبرى لآراء وتعليقات أشخاص خارج الأسرة مثل الجيران.

كيف يمكن أن يتعامل الآباء مع البنات في سن المراهقة؟ 

يحتاج الآباء إلى تعلّم استراتيجيات التعامل الصحيح مع بناتهم في سن المراهقة، بهدف مساعدتهن على تجاوز بعض المشكلات النفسية كالقلق. ونلخّص أبرز تلك الاستراتيجيات كالتالي:

  • توفير الحماية والرعاية: وذلك عند مواجهة أي صعوبات كتحديات التعليم والضغط الاجتماعي. كما يسهم تشجيع الآباء للمراهقات ممارسة الأنشطة المفيدة داخل المدرسة وخارجها في دعم النمو؛ ما يؤثر في التفكير والشعور والسلوك بشكل إيجابي.
  • الحث على تنظيم النوم: حيث تزداد حاجة البنات في سن المراهقة إلى النوم نتيجة لإفراز هرمون الميلاتونين في أوقات غير اعتيادية؛ ما ينتج عنه اختلاف روتين النوم.
  • تبني عادات غذائية صحية: قد يتغيّر نمط الأكل لدى الفتيات المراهقات، فتزداد رغبتهن في الأكل أكثر، لذلك يحتجن المساعدة في اتباع عادات أكل صحية.
  • استيعاب آرائهن: التي قد تختلف كلياً مع آراء الأبوين، ما قد يتسبب في احتدام النقاش والخلاف، فالبنات في سن المراهقة يسعين إلى الحرية والتجرّد من فكر الآباء ودحضه.
  • إبداء الاهتمام: عن طريق تشجيع الفتيات على ممارسة الأنشطة الصحية، وإظهار الاهتمام بالاستماع إلى وجهات نظرهن الخاصة ومحاولة تفهمها.

اقرأ أيضاً: في بيتك مراهق مكتئب: كيف تساعده؟ 

وختاماً؛ تحدث مجموعة من التغيرات العاطفية والنفسية والاجتماعية للبنات في سن المراهقة منها؛ فيض المشاعر، واستيعاب أكبر للإشارات الاجتماعية وفهمها بوضوح. لكن التحدّيات المصاحبة للمرحلة مثل ضغط الأقران والتقلبات المزاجية تستدعي دعماً كبيراً وتفهمّاً من قبل الأبوين.

المحتوى محمي