ملخص: تتطلب تربية الأبناء بعض القواعد التي تختلف بحسب الآباء والأمهات، سواء ما تعلق منها بآداب الطعام أو النوم الكافي أو الانتباه في المدرسة أو التأدب. وتُعد صحة الأطفال جزءاً من الانشغالات الأساس للوالدَين، لكن عندما يتعلق الأمر بالصحة النفسية للأطفال يصعب عليهما في الغالب إيجاد الطريقة الأنسب للعناية بها.
محتويات المقال
القاعدة الأولى: ركّز على ضرورة النوم الكافي
يُعد النوم حاجةً ضروريةً للأطفال، وغالباً ما تُثار فوائده الفيزيولوجية من أجل البرهنة على أهمية القيلولة عند الرضّع أو ضرورة النوم 8 ساعات على الأقل بالنسبة إلى الكبار والبالغين. لكن النوم الكافي له تأثير آخر على الصحة النفسية. في سنة 2020 كشفت دراسة نُشرت في مجلة "موليكيلر سايكاتري" (Molecular Psychiatry) تأثيرات نقص النوم على المدى البعيد. وبيّن الباحثون، من خلال متابعة تطور حالة 11,067 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 9 و11 عاماً، أن "المشكلات النفسية، وخاصةً منها مشكلات الاكتئاب، ظهرت بعد سنة من المراقبة عند الحالات التي تنام فترةً قصيرةً".
القاعدة الثانية: ضع حدوداً لاستخدام أبنائك للشاشات
تشمل عواقب استخدام شاشات الهواتف والحواسيب من طرف الصغار عدة جوانب. يقول الدكتور المختص في علم الأعصاب، ميشيل دوميرجيه (Michel Desmurget)، في مقال نشرته صحيفة "ليبراسيون" (Libération): "يتضرّر الذكاء من خلال الأذى الذي يلحق قدرات الكلام والتركيز والذاكرة، وتتأثر الصحة النفسية بتزايد القلق واضطرابات الاكتئاب واحتمالات الإقدام على الانتحار". ولا تُعرّض شاشات الحواسيب والهواتف الأطفالَ لمحتوى قد يكون مصدر قلق لهم فقط، بل يضرّ الضوء الأزرق المنبعث منها أيضاً العينين، ويشوش على النوم. وهكذا يمكن أن تُربك الشاشات الإيقاع البيولوجي وتؤثر على الصحة النفسية.
القاعدة الثالثة: أصغِ إلى طفلك
اسأل ابنك وأصغِ إليه وحاول فهم رغباته لأن الاستماع إلى مشكلات الأطفال مفيد لراحتهم النفسية على المدى القريب والبعيد. فالصغار منهم يجدون أحياناً صعوبةً في وصف ما يشعرون به، بينما يحس الأكبر سناً منهم بالوحدة وعدم تفهّم الآخرين. ومن المهم في هذا الإطار أن تُظهر التعاطف مع طفلك من أجل مساعدته على فهم ما يمرّ به من تجارب، دون التقليل من أهمية أحاسيسه وتعليمه كيفية التعبير عنها. وتنصح الطبيبة النفسية سارة جاين بلاكمور (Sarah Jayne Blakemore) الكبار، في تصريح لصحيفة الغارديان (The Guardian) قائلةً: "حاوِلوا أن تكونوا أكثر تعاطفاً مع الصغار فتبنّي وجهة نظرهم، يمكن أن يساعد على فهم سلوكاتهم"، وعلى تطوير ذكائهم العاطفي أيضاً. ويصف الطبيبان النفسيان بيتر سالوفي (Peter Salovey) وجون مايير (John Mayer)، مفهوم الذكاء العاطفي الذي طوّراه سنة 1990، بأنه "سلوك تتمثل وظيفته في إدارة مشاعر وعواطف الذات والآخر". ويعد هذا النوع من الذكاء ضرورياً للأطفال كي يتعلموا في سن مبكرة فهم آليات صحتهم النفسية والعناية بها.