ما الذي يجعلك تفكر في شريك حياتك السابق على الرغم من ارتباطك؟

2 دقيقة
الانفصال عن شريك الحياة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: محمد محمود)

ملخص: الانفصال عن شريك الحياة ليس تجربة سهلة، بل قد يكون مؤلماً نفسياً وعاطفياً، لكن الحياة تستمر. قد تجد شريكاً جديداً تبني معه علاقة زوجية وعاطفية مُرضية ومع ذلك يستمر تفكيرك في شريكك السابق واستحضار ذكريات الماضي. فهل يعني ذلك أنك تحتفظ بمشاعر الحبّ تّجاهه؟ قد لا يكون الأمر كذلك في معظم الأحوال، لكن هناك أسباباً أخرى يجب أن تنتبه إليها. تعرّف إليها إذاً في المقال التالي.

وجدت شريك حياتك الجديد وعلاقتكما تسير على ما يرام لكنك تتذكر بانتظام شريكك السابق. ثم تتساءل: ما الذي يعنيه ذلك؟ عليك أن تدرك أن هذه الظاهرة طبيعية جداً ولا تشير بالضرورة إلى مشكلة معينة في علاقتك الزوجية الجديدة.

تقول المعالجة النفسية نيكول سوندرز (Nicole Saunders) في تصريح لموقع هاف بوست (HuffPost): "تترك كلّ علاقة ننخرط فيها أثراً سطحياً أو عميقاً في نفوسنا، وترافقنا التغييرات التي تحدثها مع تقدّمنا في الحياة وفي علاقاتنا".

الحنين والنظرة المثالية

تترك كلّ علاقة على حدة بصمتها الخاصة في نفوسنا. وتبلور هذه التجارب الاجتماعية أسلوب تفاعلنا مع الناس ومع من حولنا من المقرّبين. لذا؛ من الطبيعي أن يوقظ بعض مواقف حياتك مع شريكك الجديد ذكرياتك مع شريك حياتك السابق ولا سيّما إذا تعلق الأمر بتجارب مماثلة.

قد تقع أيضاً ضحية "الاسترجاع الوردي" (rosy retrospection) أو "الاسترجاع المبتهج" للماضي، وهو تحيز إدراكي يدفعنا إلى تذكّر الماضي بنظرة إيجابية أكثر من حقيقته. ترى المختصة النفسية جيس أورايلي (Jess O’Reilly) أن هذه الظاهرة قد تجمّل الذكريات وتولد لديك نظرة مثالية إلى علاقتك السابقة. وقد يؤدي ذلك في المقابل إلى تصور خاطئ حول علاقتك الحالية وتوليد انتظارات غير واقعية.

الحضور الرقمي الطاغي

لا تنتهي العلاقات كلها بطريقة حاسمة ومنظمة. إذا بدأتَ علاقة جديدة من دون معالجة المشاعر المرتبطة بالعلاقة السابقة من الطبيعي أن تفكر في شريكك السابق من حين إلى آخر. لا يعني ذلك بالضرورة أنك ترغب في إعادة الارتباط به، بل يعني أنك تحتفظ ببعض العواطف التي يجب عليك فهمها ومعالجتها.

في عصرنا الرقمي هذا أصبحت متابعة حياة الشريك السابق عبر مواقع التواصل الاجتماعي أسهل من أي وقت مضى. الاطلاع على منشوراته وقصصه يمكن أن يحيي بعض الذكريات والمشاعر الكامنة، حتّى إذا لم تكن ترغب في ذلك أو تقصده. كما أن الحضور الرقمي الطاغي يعقّد عملية النسيان الكامل ويعزز احتمالية عودة هذه الأفكار.

الحاجة إلى القبول

قد ينبع التفكير في شريك الحياة السابق أيضاً من الحاجة إلى القبول الذي ينقص علاقتك الحالية. بعد الانفصال عن شريكك السابق قد يبدو الارتباط بشريك جديد أمراً مريحاً بعض الشيء، لكنه قد يؤخر في المقابل عملية التعافي من آثار العلاقة السابقة، ويورط على نحو غير عادل شخصاً آخر في هذه الفوضى العاطفية التي تعيشها. لذا؛ عليك أن تأخذ الوقت الكافي للتفكير في حقيقة مشاعرك. هل تفتقد شريكك السابق حقاً أم تحنّ إلى بعض جوانب علاقتك به؟ حدّد إذاً مدى ارتباط هذه المشاعر بالاحتياجات التي لم تلبّها علاقتك الحالية أو وجود بعض الأحاسيس التي لم تعالجها.

كيف تتعامل مع التفكير في شريكك السابق؟

التواصل عنصر أساسي في هذه العملية. التحدث إلى شريك حياتك عن مشاعرك دون اتهامه أو مقارنته بشريكك السابق يمكن أن يعزز علاقتكما، ويساعدك على تجاوز هذه الأفكار التي تخطر على بالك. وإذا كانت حسابات شريكك السابق في مواقع التواصل الاجتماعي هي مصدر هذه الأفكار، فحاول أن توقف اطلاعك عليها أو تحجبها فترة معينة على الأقل.

قد يساعدك ذلك على تخصيص طاقتك لعلاقتك الحالية والحد من تطفل الذكريات على ذهنك. كما أن اليقظة الذهنية الكاملة قد تساعدك على الارتباط بالحاضر والاستمتاع بما تمتلكه حالياً. ويمكن أن تعينك تمارين التأمل والتنفس أيضاً على الانغماس في اللحظة الحاضرة والحدّ من الأفكار المسيطرة التي ترتبط بالماضي.

اقرأ أيضاً:

المحتوى محمي