ملخص: سواء كانت المخاطر كبيرة أو لا، يصعب علينا أحياناً الاعتراف بأخطائنا، وقد يصعب الأمر على البعض أكثر من غيره. يوضح مختص علم النفس الأميركي مارك ترافرز لموقع سايكولولجي توداي (Psychology Today)، إن المرء يميل إلى رفض الاعتراف بالأخطاء في حالتين. تعرف في مقالنا إلى هاتين الحالتين وكيفية تجاوز كل منهما.
في حين لا يجد البعض مشكلة في تحمل المسؤولية عن الأخطاء التي يرتكبها، فإن آخرين يرفضون الاعتراف بأنهم على خطأ؛ لكن ثمة طريقة تفكير معينة قد تساعدهم على تغيير هذا السلوك.
سواء كانت المخاطر كبيرة أو لا، يصعب علينا أحياناً الاعتراف بأخطائنا، وقد يصعب الأمر على البعض أكثر من غيره. يمتاز الأشخاص الذين يرفضون الاعتراف بأخطائهم وتحمل مسؤولية أفعالهم بسمات عديدة منها العناد والتعنت والغرور والتعجرف، وفي حين يعزو البعض هذا السلوك إلى النوع الاجتماعي أو العمر أو سمات شخصية معينة أو حتى البرج الفلكي أحياناً، فإن لهذه المشكلة تفسيرات أخرى، وما يدعو إلى التفاؤل أنه قد يكون لها حل.
ما أسباب رفض الاعتراف بالأخطاء؟
يوضح المختص النفسي الأميركي مارك ترافرز (Mark Travers) لموقع سايكولولجي توداي (Psychology Today)، إن المرء يميل إلى رفض الاعتراف بأخطائه في حالتين؛ الأولى هي سيطرة الأنا، وفي هذه الحالة يتسم الشخص بالأنانية الشديدة، وهو ما يشير إليه مصطلح "تضخم الأنا" أي التركيز على إشباع الحاجات والرغبات الشخصية، وتؤدي طريقة التفكير هذه إلى تمسكه بالكمال ورفضه تقبل أدنى خطأ شخصي، يقول عالم النفس: "الاعتراف بأنه أخطأ قد يهز كبرياءه ويخلق لديه اعتقاداً بأنه إنسان ضعيف".
أما الحالة الثانية فهي تتعلق بصدمة نفسية حدثت في الماضي؛ إذ ثمة تجارب معينة يتعرض إليها المرء في الطفولة يمكن أن تلازمه آثارها في الكبر فتخلق لديه خوفاً من نظرة الآخرين أو من التعرض إلى العقاب أو تدفعه إلى تكرار سلوكات والديه معه، وتتفاقم هذه الآليات عند ارتكاب خطأ ما.
كيف تتقبل أخطاءك وتعترف بها؟
في سبتمبر/أيلول من العام 2014، درس باحثون في جامعة ستانفورد تأثير نظرة المرء إلى الشخصية في ميله إلى الاعتراف بأخطائه، ونُشرت النتائج في دورية نشرة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي (Personality and Social Psychology Bulletin) وقد أظهرت أن الأشخاص الذين اعتقدوا بأن الشخصية مرنة وليست جامدة أي إنها تتغير، كانوا أكثر وعياً بأخطائهم، ووفقاً للباحثين في علم النفس، قد يشعر هؤلاء الأشخاص بخوف أقل تجاه تحمل المسؤولية عن أخطائهم لأنهم ينظرون إلى الموقف غالباً على أنه فرصة للتطور.
حينما تحاول اكتشاف الأسباب التي تمنعك من الاعتراف بأخطائك، قد يشجعك ذلك على رؤية المرونة التي تتمتع بها، ويقول مارك ترافرز: "اكتشاف أسباب عدم قدرتك على الاعتراف بأخطائك خطوة رائعة لوضع نفسك على طريق التحسّن".
اقرأ أيضاً: 5 طرق للاعتذار والاعتراف بأخطائك