قد يكون الاستيقاظ وسط الليل في الساعة نفسها أمراً محبطاً. تفتح عينيك وتحس أن دماغك يعرف مسبقاً توقيت الاستيقاظ المضبوط، وغالباً ما تفعل ذلك قبل أن يرن جرس المنبه.
محتويات المقال
قد تكون هذه الظاهرة الشائعة أكثر مما نعتقد علامة على مشكلة صحية كامنة. لماذا تحدث وكيف نتخلص منها؟
اقرأ أيضاً: نادي الخامسة صباحاً: ما إيجابيات الاستيقاظ مبكّراً؟ وكيف يمكنك المداومة عليه؟
%67 من البالغين معنيون بهذه الظاهرة
تمس ظاهرة الاستيقاظ الليلي في ساعة محددة عدداً كبيراً من السكان. وفقاً لدراسة أجرتها شركة فيليبس هيلث كير (Philips Healthcare) فإن 67% من البالغين يستيقظون مرة على الأقل في الليلة. الاستيقاظ الليلي العرَضي أمر عاديّ، لكن تكرار حالات الاستيقاظ في التوقيت نفسه قد يؤثر في إنتاجية الفرد وحالته المزاجية. في هذا السياق كشفت دراسة نشرتها مجلة كيرييس للعلوم الطبية (Cureus) الارتباط القائم بين الحرمان من النوم وتزايد مستوى العدوانية والغضب.
تشير المختصة في الطب النفسي السريري وطب النوم شيلبي هاريس (Shelby Harris) في تصريح لموقع هاف بوست (HuffPost) إلى أننا نستيقظ جميعاً لحظات قصيرة تتراوح ما بين 6 إلى 7 مرات في الليلة بين دورات النوم المختلفة. لكن لحظات الاستيقاظ هذه تتبعها عودة سريعة إلى النوم وغالباً ما لا نتذكرها في الصباح. مع ذلك قد تؤدي حالات الاستيقاظ المتكررة في ساعات محددة إلى اضطراب دورات النوم والشعور بالإرهاق خلال النهار.
الأرق أو انقطاع النفس في أثناء النوم
يوضح الخبير المعتمد لدى شركة هيلث كير مارك ألويا (Mark Aloia) أن حالات الاستيقاظ قد ترجع إلى اضطرابات في النوم مثل الأرق أو توقف التنفس. يؤدي الأرق لدى 80% من الأشخاص المصابين به إلى حالات استيقاظ في بداية الليل ووسطه. كما يؤدي توقف التنفس خلال النوم الذي يتميز بحالات انقطاع في النفَس إلى حالات الاستيقاظ الليلي.
لذا؛ فإن استشارة الطبيب المختص لاستبعاد هذه الأسباب المرَضية أمر ضروري للتمتع بنوم جيد وصحة عامة أفضل، ولا سيّما أن اضطرابات النوم قد تزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين وارتفاع الضغط الدموي والسكري، واحتمالية التعرّض إلى الحوادث.
اقرأ أيضاً: خوف الطفل من النوم ليلاً: الأسباب والحلول
الضوضاء والضوء والتغذية
إذا لم يكن هناك سبب صحي وراء حالات الاستيقاظ فإن نمط العيش قد يكون هو السبب. مع التقدم في السنّ يقلّ النوم العميق وهو الأمر الذي يزيد حالات الاستيقاظ ليلاً. كما أن هناك عوامل بيئية تؤثر في جودة النوم مثل الضوضاء والضوء (بما في ذلك أضواء الهواتف) والتغذية.
يمكن أن يتسبب استهلاك الكحول على سبيل المثال في حالات استيقاظ خلال النصف الثاني من الليل. وقد تؤدي التغيّرات الهرمونية ولا سيّما لدى النساء الحوامل أو خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث إلى اضطراب النوم أيضاً.
التوتر والقلق
التوتر سبب آخر شائع وراء حالات الاستيقاظ الليلي في ساعة محددة. يشير مارك ألويا إلى أن اليقظة المفرطة أو القلق قد يجعلان الدماغ في حالة انتباه مستمر. لذا؛ قد تفيدك المواظبة على تدوين ما يشغل بالك وأنت مستلق على سريرك في تحديد مصادر التوتر وتسهيل عملية العودة إلى النوم. وتضيف المختصة في الطب النفسي السريري وطب النوم شيلبي هاريس أن توقع أحداث معينة خلال الليل مثل بكاء الأطفال قد يؤدي أيضاً إلى حالات الاستيقاظ.