هل تخاف تحديق الآخرين بك؟ ربما تكون مصاباً بالسكوبوفوبيا

2 دقيقة
السكوبوفوبيا
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: الخجل والقلق من الظهور أمام الجمهور والخوف من المواجهة كلّها مظاهر نفسية قد تلمّ بنا جميعاً بدرجات متفاوتة، لكن عندما يتحوّل الخوف من نظر الآخرين وتحديقهم إلى شعور مرعب فهذا يعني أنّنا أما حالة رُهاب مرهقة. يُعرف هذا النوع من الرُّهاب باسم "السكوبوفوبيا"، وله أعراض وأسباب عديدة. يعرّف هذا المقال هذا الرّهاب ويحدّد أهمّ هذه الأعراض والأسباب، مع اقتراح بعض المسارات العلاجية.

ثمّة مواقف يشعر فيها أكثر الناس ثقة في المجتمع بالانزعاج بسبب مراقبة الآخرين ونظراتهم. تقول المختصّة في الطبّ النفسي السريري والمعالجة فاتي غسوم (Faty Guessoum): "كيف يمكن للفرد أن يتجاهل الآخرين ويعيش حياته على أكمل وجه؟ ترتكز الحياة في المجتمع على التفاعل المتبادل؛ بل يمكننا القول إنّ الانتباه إلى ما يظنّه الآخرون بنا والاهتمام به سمة أساسية في الكائن البشري".

من الناحية الإيجابية، تتيح لنا نظرة الآخرين تقييم ذواتنا وربّما ساعدتنا على تقديرها وفقاً للخبيرة. لكن عندما يتحوّل نظر الآخر إلينا إلى رُهاب ومصدر قلق فقد يصبح معوّقاً في حيواتنا اليومية.

ما هي السكوبوفوبيا؟

السكوبوفوبيا هي خوف الفرد من تحديق الآخرين، وتعني في ترجمتها الحرفية الخوف الشديد من نظر الآخرين إليك عن قرب وتدقيقهم وتحديقهم فيك وفقاً لتوضيحات المختصّة في علم النفس العصبي سانام حافظ (Sanam Hafeez) لموقع ويل آند غود (Well and Good). والسكوبوفوبيا نوع من أنواع الرّهاب المحدّدة المندرجة في حدّ ذاتها ضمن الفئات الفرعية لاضطرابات القلق.

في هذا السياق، ذكر موقع ميديكال نيوز توداي (Medical News Today) إنّ: "الأشخاص الذين يعانون السكوفوبيا يشعرون بالتوتّر في اللقاءات الاجتماعية لأنّهم يعتقدون أنّ الآخرين يراقبونهم وينتقدونهم، ويكفي الشروع في التحضير للقاء اجتماعي كي تظهر الأعراض لدى العديد من الأشخاص الذين يعانون السكوبوفوبيا". تشبه أعراض هذا الرّهاب أعراضَ القلق التي قد تشمل ضيق التنفس أو خفقان القلب أو الرعشة أو التعرّق الزائد أو الغثيان أو الدوار. وتُمكن إضافة أعراض أخرى محدّدة وفقاً لموقع فيري ويل مايند (Very Well Mind):

  • تجنّب التواصل البصري
  • شعور الفرد الدائم بتحديق الآخرين به
  • شعوره بالتهديد عندما ينظرون إليه
  • فرط اليقظة

كيف تتحرّر من السكوفوبيا؟

على غرار أنواع الرّهاب الأخرى؛ فإنّ السكوبوفوبيا قد تكون نتيجة التعلّم بالملاحظة أو نمذجة سلوك تعرّضنا إليه خلال طفولتنا. يوضّح المختصّ في الطبّ النفسي السريري، كيفن شابمان (Kevin Chapman)، في تصريح لموقع ويل آند غود: "بعبارة أوضح إذا كان أحد الوالدين أو مقدمي الرعاية قلقاً فإنّ نمذجة الرُّهاب في سياق شيء أو موقف ما يمكن أن يكون قوياً بما يكفي لبعض الأشخاص الذين لديهم ميل للإصابة بالرّهاب كي يطوّروا إصابتهم بأنفسهم"، علاوة على أنّ هناك أسباباً أخرى قد تقف وراء هذا النوع من القلق.

تضيف المعالجة النفسية فاتي غسوم: "تُمكننا الإشارة إلى سبب إضافي وهو تعرّض الصورة التي تحملها عن نفسك إلى الخدش والتأثّر بسبب تجارب صعبة في الماضي أو بسبب كلام مهين". للتخلّص من رهاب السكوفوبيا، قد يكون الخضوع إلى إشراف معالج نفسي ضرورياً، بالإضافة إلى أنّ العلاج السلوكي المعرفي من بين المسارات العلاجية المفيدة.

اقرأ أيضاً: انتقاداتك المفرطة تضر علاقاتك، فكيف تتوقف عنها؟

المحتوى محمي