5 نصائح للتخفيف من ضغوط الحياة بعد العطلة الصيفية

3 دقائق
نهاية العطلة الصيفية

العودة إلى العمل، والمشاريع الجديدة، وشراء اللوازم المدرسية، والتخطيط للأنشطة الجديدة، وترتيب المنزل، واتباع إيقاع جديد، لهذه الأسباب وغيرها تُطلق نهاية العطلة الصيفية صافرةً مُعلنة بداية الفترة الأكثر ضغطاً في السنة حيث يبلغ الإجهاد الذهني أوْجَه. لكن ماذا لو كانت هذه الفترة هي فرصتك الأنسب لتُخفف عن كاهلك هذا الثقل؟

بعد انقضاء العطلة الصيفية حيث الحياة تمضي بإيقاع هادئ، قد يصعب على المرء أن يُسلم نفسه بسلاسة لدوامة الحياة اليومية من جديد؛ إذ يأخذ كل شيء في التسارع ونتخبط بين الاستعداد للعودة إلى العمل، ودخول الأطفال إلى المدرسة، واختيار الأنشطة والنوادي، والبدء في مشاريع مختلفة تهمّنا. وسط كل هذه المهام التي ننوي إنجازها، يشتدّ الإجهاد الذهني ويصير مصدراً كبيراً للتوتر.

قبول تبديد الوقت

المنزل مقلوب رأساً على قلب فيما وجبة الغداء لم تُقَدَّم بعد إلى الأطفال والهاتف لا يتوقف عن الرنين. من لم يسبق له الشعور واليوم يكاد يبدأ أن جبلاً من المهام رابضٌ في انتظاره؟ أول إجراء نفكر فيه هو أن نحاول إنجازها كلها دفعة واحدة بأسرع ما يكون؛ ما يُعتبر وفقاً للمدربة المهنية بريجيب دوروتي خطأ فادحاً إذ تشرح: "حين يداهمنا الوقت فالحلّ هو تبديد بعض منه إذ من المهم التمهل قليلاً لترتيب المهام حسب الأولوية وذلك بطرح السؤال: أيّ المهام مستعجل؟ وأيّها يقبل التأجيل؟".

تغيير وجهة النظر

مع نهاية العطلة الصيفية تبدو الأعمال والالتزامات المتراكمة جبلاً يصعب تسلقه. فكيف نتغلب على الشعور بالاستنزاف؟ تجيب المدربة: "بأن تغير زاوية نظرك". بفضل علماء الأعصاب صرنا نعرف أن تصرفاتنا تؤثر في حالتنا الذهنية، فإذا بالغت في شدّ أعصابك ستنفلتُ منك في النهاية. وعلى العكس؛ إذا استرخينا وابتسمنا فقد خطونا باتجاه وضع أفضل! كي تتغلب على هذا الشعور يمكن أن تشرع في دندنة أغنيةٍ تحبها فالعقل البشري لا يستطيع القيام بالمهمتين معاً؛ أي أن يتوتّر ويغني في الوقت نفسه.

أما عندما يشلّك الخوف فإن تماسك القلب من شأنه أن يخفض التوتر، ولتطبيق هذا التمرين يكفي أخذ شهيق لـ 5 ثوانٍ ثم إطلاق الزفير لـ 5 ثوانٍ أخرى، لمدة تتراوح بين 3 إلى 5 دقائق، وباتباع ذلك ينتظم إيقاع القلب ويتسق القلب مع الدماغ ونجد اتزاننا.

وللتهوين على النفس، فلنضع نصب أعيننا أننا نواجه هذه الوضعية في كل دخول منذ زمن لكننا استطعنا في كل مرة اجتيازها بنجاح. فما الذي سيمنعنا من أن نجتازها هذه السنة أيضاً؟

إرخاء الحبل

توضح المدربة: "على بيتك أن يكون مرتبّاً، وأطفالك أن يتناولوا طعاماً صحياً وينجزوا واجباتهم المدرسية. نرغب في ممارسة الرياضة ورؤية الأصدقاء والعمل بفعالية في الوظيفة والتحضير للإجازات القادمة. الحقيقة أننا من نضع أنفسنا بأنفسنا تحت ضغطٍ هائل عبر إلزامنا بعدد كبير من الالتزامات. لنكن واقعيين، فاليوم ليس في النهاية سوى 24 ساعة فقط، نقضي في الظروف الطبيعية 8 منها في النوم، و8 أخرى في أغلب الأحيان في العمل، ولا يتبقى لدينا سوى القليل". إن أساس الإيقاع اليومي الصحّي يتمثل في الإقرار بأننا لن نستطيع إنجاز كل شيء، وفي مسامحة أنفسنا على كل ما نعتبره تقصيراً من طرفنا.

طلب المساعدة

إرخاء الحبل يتمثل في السماح للآخرين بأن يساهموا في إرساء النظام، يبدأ الأمر بالزوج أو الزوجة وينتهي بالأطفال أنفسهم. "يُفضّل أن يثار موضوع التنظيم فيما الأسرة متحلقة حول مائد الطعام ومن ثمّ الشروع في توزيع المهام. إنها طريقة فعّالة لإشراك بقية أفراد الأسرة في تحمل المسؤولية".

ولا تنسَ أن تفويض مهام اعتدت على إنجازها بمفردك إلى الآخرين، يُعّد أيضاً تحرراً ذهنياً بقبولك إحلال النظام بطريقة مختلفة عن تلك التي تريدها أنت.

استقطاع وقت خاص

يمثل إيجاد الإيقاع المناسب لحياتك وسيلةً تخفف بها من الإجهاد الذهني. قد يجعلنا انتهاء العطلة الصيفية نركض في مضمار المهام بلا توقف؛ لكن لِمَ لا نحدد لحظات نخصصها لأنفسنا لا ينازعنا فيها أحد ولا ننشغل فيها بأحد سوانا؟ وهكذا يصير بوسعنا إيقاف نهر الالتزامات ولائحة المهام والأفكار المقلقة الجارف، بمطالعة كتاب على مهْل، أو أخذ حمام طويل، أو ممارسة رياضتنا المفضلة، أو منح أنفسنا جلسة تدليك، أو الطبخ والاستمتاع بطبق شهي. إنها طريقة للتلذذ بالمُتع الصغيرة التي كنا نرفل فيها طوال العطلة الصيفية، وعادة جيدة نكتسبها ونحافظ عليها حتى بعد مرور وقتٍ طويل على استئناف العمل.

المحتوى محمي