الجسيمات الدقيقة المشحونة كهربائياً والأيونات السالبة تنشطنا وتهدئنا، بينما تسبب لنا الأيونات الموجبة الإجهاد والتعب. لكن يمكننا استغلال الجسيمات الأولى وتحييد الأيونات الثانية. فيما يلي دليل موجز للاستفادة من منافع الجو.
لماذا نشعر بالاضطهاد في أثناء العاصفة، ثم نرتاح بمجرد انقشاعها؟ لماذا نشعر بالاختناق في غرفة سيئة التهوية، في حين نشعر بالانتعاش عند السير على شاطئ البحر؟ إنها ببساطة مسألة توزيع في الهواء بين الأيونات الموجبة والأيونات السالبة. إن هيمنة العاصفة لوقت معين على الأرض (كما هو الحال في المناطق الحضرية والملوثة) ينجر عنه اختناق، أما إذا سرنا على رمال البحر في جو منعش، فنشعر على الفور بالرضا. لماذا؟ في الحقيقة، من الصعب تفسير ذلك.
الإجهاد المعلّق
لاحظت الدراسات هذه الظاهرة دون تفسيرها حقاً. كما نلاحظ في الوقت ذاته -دون أن نكون قادرين على فهم ذلك- أن نقص الأيونات السالبة يرتبط بظهور بعض الأمراض (الربو والتعب المزمن والصداع والحساسية والاكتئاب والغثيان)، التي تتحسن عندما تكون الشحنات الكهربائية للهواء معاكسة. ومع ذلك هناك أمر مؤكد: إذا كان هناك ما يقرب من 27 مليار جزيء محايد في السنتيمتر المكعب من الهواء وبضع مئات أو آلاف الأيونات فقط، فإن الأخيرة ضرورية لرفاهيتنا، علماً أننا لسنا جميعاً على نفس القدر من الحساسية تجاه هذه التغيرات الجوية، حيث سيكون ثلثنا أكثر عرضة لها.
نحن جميعاً بصدد تشكيل دون علم المصانع الصغيرة للأيونات الموجبة في منازلنا على غرار الأجهزة المنزلية وآلات التصوير وشاشات الكمبيوتر والتلفزيون ومنبهات الكريستال السائل والسجاد والتبغ والتدفئة الكهربائية وتكييف الهواء. والأسوأ من ذلك، الأماكن التي يدور فيها الهواء في دائرة مغلقة، مثل المكتب (عشرون أيوناً لكل سنتيمتر مكعب) والسيارة (أربعة عشر أيوناً) والأماكن الخاضعة للتكييف (صفر أيونات!). في المقابل، يكمن الحل في محاولة استعادة التوازن.
طهّر الجو
للتزود بالطاقة وأقصى قدر من النظافة البيئية، لا شيء أفضل من استغلال الأماكن التي يكون فيها اللون الأخضر مسيطراً، ومن بين هذه الأماكن، شلال في الجبال (يؤدي تصادم جزيئات الماء إلى تعزيز هذه الأيونات المفيدة) وحافة البحر والغابة. بالإضافة إلى ذلك، هناك العلاج بمياه البحر، مثل الدش النفاث أو التدليك بالضغط أو غرفة التأين (هي أبسط نوع لعدادات الإشعاعات المؤينة وهي عبارة عن غرفة أو أنبوب ممتلئ بغاز، يعمل على تعزيز الهواء وينقي الجهاز التنفسي).
هناك أيضاً أجهزة مصممة لتنظيف الجو في المنزل أو في المكتب. تسمى المؤينات؛ وهي لا تصنع أيونات لكنها تطلق إلكترونات عالية السرعة على ذرات الأكسجين في الهواء وتحولها إلى أيونات سالبة. تم إثبات فعالية هذه الأجهزة حتى إن بعضها يستخدم في المستشفيات. لاختيار ما يناسبك جيداً تأكد من أن الجهاز لا ينتج الأوزون أو أكسيد النيتروجين أو أول أكسيد الكربون. علاوة على ذلك، يجب أن ينتج ما لا يقل عن مائتين وخمسين ألف أيون لكل سنتيمتر مكعب على مسافة متر واحد. كما يجب أن تكون كل هذه المعلومات مكتوبة على العبوة.
بعض من هذه المكونات يوجد في أجهزة تنقية الهواء أيضاً ومصمم خصيصاً لمن يعانون الحساسية (حبوب اللقاح والعث ودخان السجائر)، فضلاً عن ذلك، فإنها تنظف ما يصل إلى أربعة أضعاف الهواء في غرفة تبلغ مساحتها 25 متراً مربعاً. يمكنك أيضاً استخدام بخاخ الزيت العطري مع الزيوت الأساسية من الحمضيات أو الأرز (الأكثر فاعلية في إنتاج الأيونات السالبة) أو بيض المرمر(1) أو حتى وضع نافورة صغيرة في شقة. ومؤخراً تم صُنع مؤينات للسيارة وللكمبيوتر المحمول.
دليل المستخدم للاستمتاع بالأيونات
- ضع المؤين في غرفة خالية من الدخان والغبار قدر الإمكان، عند درجة حرارة حوالي 18 درجة مئوية، ويكون مستوى الرطوبة أعلى من 60% (في الشتاء، تذكّر وضع مرطب على المشعات).
- ضع المؤيّن على طاولة أو رف يكون مواجهاً لمستوى الوجه. لا تتردد في تركه يعمل طوال اليوم.
- إذا كنت تعمل خارج المنزل، فقم بتوصيله طوال الليل في غرفة نومك للاستمتاع بالأيونات السالبة في أثناء النوم.
في السياق نفسه، تم إجراء العديد من الدراسات على أشخاص أصحاء تماماً يعيشون في بيئة ملوثة إلى حد ما. لقد أظهرت أن هذه الأجهزة تعزز التركيز وتحسن اختبارات الذاكرة لدى الأطفال وتمنع العدوى وتنظم النوم وتساعد على محاربة التعب بشكل فعال. بالإضافة إلى ذلك، أُجريت تجارب أخرى في ذات الغرض على الفئران، لتسليط الضوء على دور الأيونات السالبة في السيطرة على التوتر وزيادة النشاط الجنسي. في أثناء انتظار تأكيد هذه الفوائد على البشر والتغييرات الحقيقية في أنماط حياتنا؛ لا شك في أن هذه الأجهزة توفر لنا بعض الهواء النقي.
الأيونات أين نجد هذه الأيونات؟
- عند سفح الشلال: 50,000 أيونة سالبة في سنتيمتر مكعب
- الجبل: من 8,000 إلى 12,000 أيونة سالبة في سنتيمتر مكعب.
- بالقرب من البحر: 4,000 أيونة سالبة في سنتيمتر مكعب.
- في الغابة: 3,000 أيونة سالبة في سنتيمتر مكعب.
- بعد العاصفة: من 1,500 إلى 4,000 أيونة سالبة في سنتيمتر مكعب.
- في البادية: من 500 إلى 1,200 أيونة سالبة في سنتيمتر مكعب.
وأيضاً نجدها في الشمس وبالقرب من النوافير وعند الاستحمام.