الأكل اليقظ: كيف توظف هذا النهج لتضاعف استفادتك من تناول الطعام؟

2 دقيقة
الأكل اليقظ
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: الأكل روتين يومي يتحوّل أحياناً إلى مجرد استجابة إلى حاجة بيولوجية يفرضها الشعور بالجوع. وفي ظل إيقاع الحياة المتسارع يفقد تناول الطعام لذّته ومتعته الأصيلة؛ ما يعني ضرورة العودة إلى تناول الطعام بوعي وانتباه كاملين. هذا ما يتيحه لنا الأكل بيقظة ذهنية كاملة للاستمتاع بالنكهات والألوان والأذواق. يعرض المقال التالي 8 قواعد أساسية تمكّنك من الأكل بيقظة ذهنية كاملة.

على الرغم منّ أنّ تناول الطعام حاجة بيولوجية أساسية فإنه لا يحدث دون تفكير. إنّه في الحقيقة نتيجة سلسلة من التساؤلات الواعية واللّاواعية والاختيارات. نحن نتساءل مثلاً قبل تناول الطعام: مع من سنتناوله؟ ومتى؟ وفي أيّ إطار؟ وما الصنّف الذي سنأكله؟ وكيف سنحضّره؟

لكنّنا عادة ما نحسم معظم هذه الاختيارات دون أن نأخذ الوقت الكافي للتفكير، ونأكل أحياناً بطريقة تلقائية. هذا ما حاول الباحثان برايان وانسينك (Brian Wansink) وجيفري سوبال (Jeffery Sobal) توضيحه من خلال دراسة اهتمت بموضوع التغذية واليقظة الذهنية، ونشرتها مجلة البيئة والسلوك (Environment and Behavior).

ما الذي يعنيه الأكل اليقظ؟

لاحظ الباحثان من خلال نتائج هذه الدراسة أنّ الفرد يتخذ يومياً 221 قراراً في المتوسط بشأن الأكل. كما كشفت الدراسة بالموازاة مع ذلك أننا لا نقدّر عموماً العدد الحقيقي للقرارات التي نتخذها. وأكد الباحثان في النهاية إننا غير واعين بتأثير بيئتنا في قراراتنا هذه. وتشير الدراسة إلى أنّ اليقظة الذهنية الكاملة يمكن أن تساعدنا على تحكم أفضل في طعامنا.

وكتبت المختصة النفسية إيفا كروكو (Eva Krockow) في مقال لها على موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today): "حالة اليقظة الذهنية المتزايدة عامل أساسي يمكن أن يسهم في زيادة الوعي وتحسين الاختيارات الغذائية اللاحقة، وهذا يتطلب انغماساً كاملاً في اللحظة الحاضرة وأخذ البيئة الخارجية والمشاعر الداخلية بعين الاعتبار".

كما يمكن أن تكون اليقظة الذهنية وسيلة تساعدنا على تبنّي اختيارات مدروسة مع أخذ المعلومات، ولا سيّما تلك المتعلقة بالقيم الغذائية أو مستوى الجوع الحقيقي، بعين الاعتبار. وتضيف المختصة النفسية: "الهوَس بمتابعة أيّ اختيار غذائي ولو كان بسيطاً أمر غير صحّي طبعاً، ومع ذلك فإن الوعي العام بمجموع الاختيارات الغذائية الكثيرة المتاحة يمكن أن يسهم في التمتّع بصحة جيدة".

كيف تأكل بيقظة ذهنية كاملة؟

إذا كان علينا بذل جهد أكبر لزيادة وعينا بقراراتنا الغذائية التي تصل إلى 221 قراراً في اليوم، فثمة طرائق تساعدنا على الأكل وتحقيق الوعي باختياراتنا في الوقت نفسه. ويلخص موقع هارفارد بزنس ببليشينغ (Harvard Business Publishing) مبدأ اليقظة الذهنية فيما يلي: "من الناحية العملية، فإن الأكل بيقظة ذهنية كاملة يعني الانتباه التام إلى الأطعمة خلال شرائها وتحضيرها وتقديمها واستهلاكها". كما يشمل هذا المفهوم الانتباه إلى المشاعر والأفكار والأحاسيس، وخوض التجربة الغذائية بالكامل والإصغاء إلى ما يحدث حولك.

في هذا السياق، حدّد موقع هيلث لاين (Healthline) 8 قواعد يرتكز عليها الأكل بيقظة ذهنية:

  • الأكل ببطء دون تشويش أو مشتّتات.
  • الانتباه إلى العلامات الجسدية الدالة على الجوع والتوقف عن الأكل بمجرد الشعور بالشبع.
  • التمييز بين ما يسبّب الجوع وما لا يسبّبه.
  • استخدام الحواس من خلال ملاحظة ألوان الأطعمة وروائحها وأصواتها وتركيبتها ونكهاتها.
  • تعلّم كيفية التعامل مع الشعور بالذنب والقلق المرتبطين بالطعام.
  • الأكل للحفاظ على الصحة والرفاهية.
  • ملاحظة تأثيرات الطعام في مشاعرك وجسدك.
  • الاستمتاع بالطعام.

اقرأ أيضاً:

المحتوى محمي