دراسة علمية: دعم من حولك في أوقات التوتر يساعدك على مواجهة إغراء الوجبات السريعة

2 دقيقة
الأكل الناجم عن التوتر
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: الأكل حاجة طبيعية ومتعة ذوقية لا يمكننا الاستغناء عنها، لكنّنا قد نقع أحياناً في فخّ الأكل بسبب عواطفنا حتّى دون شعور بالجوع. عندما تفعل ذلك فكأنّك تأكل عواطفك المزعجة وتحاول التخفيف من ضغطها، وهذا يعني حاجتك إلى الدعم والمساندة لتجاوز هذا السلوك الغذائي غير الصحّي. هذا ما أثبتته تجربة علمية حديثة اكتشفت طبيعة الصّلة القائمة بين الأكل الناجم عن التوتر والدعم الذي يقدّمه الأصدقاء. إليك التفاصيل.

هل استسلمت من قبل لعواطفك في توجيه اختيارك الغذائي؟ هل سبق لك مثلاً أن تلقيت خبراً ساراً وقرّرت أن تدلّل نفسك بكعكة لذيذة؟ وهل تتناول في المقابل أكلة "مريحة" عندما تشعر بالإحباط؟ عليك أن تدرك إذاً أنّ معدتك قد تصغي أحياناً إلى عواطفك.

يقول خبير التغذية جيريمي غورسكي (Jérémy Gorskie): "نحن نأكل عواطفنا لأنّنا بشر وسنواصل دائماً أكل عواطفنا، إنّها ظاهرة طبيعية جداً لأنّ الطعام يمنحنا المتعة، عندما لا نشعر بالارتياح فإنّنا نحاول مواجهة هذه العواطف المزعجة من خلال الأكل". يمثّل الطعام إذاً ملجأً نأوي إليه في مواجهة التوتّر على سبيل المثال، لكنّ محيطنا قد يؤدي دوراً في توجيه اختياراتنا الغذائية وفقاً لدراسة حديثة.

ما العلاقة بين التوتر وتناول الطعام غير الصحي؟

يوضّح باحثون بجامعة ساوث ويست (Southwest University) في مدينة تشونغتشينغ الصينية في مقدمة هذه الدراسة: "يلجأ الناس عند الشعور بتوتّر حادّ إلى الطعام لإراحة أنفسهم، لأنّه يمنحهم شعوراً بالشبع والرضا الذي يمكن أن يخفف مؤقتاً هذا التوتر". وقد مكّنت أبحاث الدراسة المنشورة في سبتمبر/أيلول 2023 بمجلة مُغذّيات (Nutrients) من اكتشاف صلة بين الأكل الناجم عن التوتر والدور الذي يؤدّيه دعم الأقران والأصدقاء.

لدراسة هذين المتغيّرين عرّض الباحثون المشاركين إلى تجربة التوتّر الحادّ. وحفّز العلماء هذا التوتّر لدى المشاركين من خلال تكليفهم بمهمّة محاكاة إلقاء خطاب أمام الجمهور. ثم طلبوا منهم ضبط عواطفهم وإدراكهم إمّا بمفردهم وإمّا بمساعدة صور وعبارات داعمة يقدّمها صديق مقرّب أو شخص غريب. وكان على المشاركين بعد ذلك اختيار الأطعمة التي يريدونها.

كيف يؤثر دعم من حولك في نمطك الغذائي؟

طلب الباحثون في التجربة الأولى من المشاركين اختيار الطعام من بين مجموعة وجباتٍ غذائية ذات سعرات حرارية عالية ومنخفضة. ولاحظ الباحثون أنّ المشاركين الذي حصلوا على دعم أصدقائهم كانوا يُظهرون أدنى مستويات التوتّر ويختارون وجبات أصغر من بين الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية والمنخفضة، مقارنة بالمشاركين الآخرين وفقاً لما أورده موقع ساي بوست (PsyPost).

وأظهرت التجربة الثانية النتائج ذاتها. وتُثبت هذه النتائج أنّ الدعم العاطفي والإدراكي الذي يقدّمه الأصدقاء يؤدّي دوراً أساسياً في الحدّ من إغراء الأطعمة المريحة باعتبارها آلية تكيّف مع التوتّر. وبحسب الباحثين يمكن تفسير هذه الصّلة بتأثير الدعم في شعور القدرة على إدارة التوتّر بأسلوب صحّي والرغبة في البحث عن الراحة في الأطعمة.