7 استراتيجيات توقف اندفاع أفكارك المزعجة قبل النوم

4 دقيقة
الأفكار المتسارعة قبل النوم
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

أحياناً تتكاثر في دماغك الأفكار في اللحظة التي تتهيأ فيها للنوم، فتتحول إلى تيار ذهني لا يتوقف بفعل القلق وضغوط اليوم. هذا الازدحام الداخلي قد يربك جسدك ويمنعك من الدخول في مرحلة الاسترخاء المطلوبة للنوم الطبيعي، ولتفكيك هذه الدوامة تدريجياً، إليك خطوات عملية واضحة تساع…

الساعة الثانية صباحاً، الهدوء يسود المكان، الأنوار مطفأة، وهاتفك على وضع السكون، لقد كان يومك طويلاً وأنت مستعد الآن لنوم هادئ حتى تمنح جسدك الراحة التي يحتاج إليها، لكن فجأة، تظهر الأفكار المتسارعة داخل دماغك لتسأل نفسك: هل انزعج المدير من تأخر التقرير؟ هل أطفالي يقضون وقتاً ممتعاً في المدرسة؟ هل أغلقت درج مكتبي جيداً قبل مغادرة العمل؟ هل سأفقد وظيفتي بسبب الذكاء الاصطناعي؟

وهكذا تدور الأفكار داخل دماغك مثل عجلة هامستر ما يجعلك تواجه صعوبة بالغة في النوم، ولكن لماذا تتسارع الأفكار في دماغك قبل الخلود للنوم؟ وكيف تعالج هذه المشكلة؟ الإجابة ستجدها في هذا المقال.

لماذا تتسارع الأفكار في دماغك قبل النوم؟

الأفكار المتسارعة هي أفكار تأتي فجأة وتملأ عقلك دون أن تتمكن من السيطرة عليها؛ كأنك تشاهد سيناريوهات مختلفة تتكرر في ذهنك مثل شريط سينمائي، ومهما كانت تلك الأفكار غير منطقية لا يمكنك منعها من المجيء، ومع تسارع أفكارك يخفق قلبك أيضاً وتواجه صعوبة في النوم، ويمكن القول إن هذا الأمر يحدث لعدة أسباب، منها على سبيل المثال: 

1. ضغوط الحياة اليومية

تعد ضغوط الحياة مثل ضغوط العمل والعائلة والضغوط المالية سبباً محورياً لتسارع الأفكار ليلاً، تخيل أنك تواجه فترة عصيبة في عملك مليئة بالمواعيد النهائية وخلافات فريق العمل، وقتها لن تتمكن من النوم ليلاً، وكذلك الأمر إذا كنت تواجه ضغوطاً عائلية أو حتى مشاكل وصعوبات مادية.

2. تحولات الحياة الكبرى 

نواجه أحياناً بعض التحولات الكبرى في الحياة، وعلى الرغم من أن بعض هذه التحولات يمكن أن يكون إيجابياً فإنه مع ذلك يأتي مع الأفكار المتسارعة ليلاً. على سبيل المثال، إنجاب طفل هو تحول إيجابي ولكنه قد يسبب تسارع الأفكار داخل دماغك ليلاً، وكذلك الترقية في عملك.

علاوة على ذلك، فإن تحولات الحياة السلبية أيضاً تسبب الأفكار المتسارعة، مثل فقدان الوظيفة أو المرور بتجربة الانفصال عن شريك الحياة.

3. الإصابة بأحد اضطرابات الصحة النفسية 

هناك بعض اضطرابات الصحة النفسية التي تسبب الأفكار المتسارعة ليلاً؛ على سبيل المثال يعد القلق أحد المسببات الأساسية لأفكارك المتسارعة؛ فخلال النهار، قد يكون العقل مشغولاً بالمهام اليومية، ما يطغى على قلقك ومخاوفك الكامنة.

ولكن عندما يهدأ المحيط الخارجي ليلاً، تظهر هذه المخاوف بصورة مكثفة ليلاً، علاوة على ذلك، يمكن أن يسبب اضطراب الوسواس القهري أفكاراً متسارعة ومتكررة بطريقة قهرية، وهذه الأفكار ستمنعك من النوم ليلاً، وإذا كنت مصاباً باضطراب ثنائي القطب سوف تعاني الأفكار المتسارعة في حالة نوبات الهوس.

وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون اضطراب ما بعد الصدمة فإن الأفكار المتسارعة قد تؤرقهم فترة من الوقت، لأن الدماغ في هذه الحالة يركز على الحدث الصادم ويحاول استعادة ذكرياته.

اقرأ أيضاً: لماذا ينهار تركيزك بسبب قلة النوم؟ العلم يكشف السر

4. تناول الكافيين 

إذا تناولت الكافيين قبل النوم بوقت قصير، سوف تتسارع الأفكار داخل رأسك ليلاً وستواجه صعوبة في النوم، لذلك احرص على شرب قهوتك صباحاً أو في وقت الظهيرة، وابتعد تماماً عن المساء ووقت النوم والاسترخاء حتى لا يتحفز دماغك.

5. الأعراض الجانبية لبعض الأدوية 

قد تسبب بعض الأدوية الموصوفة، سواء للصحة النفسية أو لعلاج حالة طبية، تسارع الأفكار والأرق، بالإضافة إلى ذلك، قد يكون تسارع الأفكار ليلاً من أعراض الانسحاب من بعض الأدوية مثل الأدوية المضادة للاكتئاب.

كيف تعالج مشكلة تسارع الأفكار في دماغك قبل النوم؟

لا توجد طريقة واحدة تناسب الجميع لتهدئة الأفكار المتسارعة ليلاً، لكن هناك بعض الاستراتيجيات والنصائح التي قد تجدي نفعاً، منها على سبيل المثال: 

1. جرب التأمل واليقظة الذهنية قبل النوم 

يمكن أن تساعدك تمارين التأمل على النوم الهادئ ليلاً، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تمارين التنفس البطيء أو تقنيات الاسترخاء الأخرى. كما أن الانخراط في ممارسة اليقظة الذهنية مفيد لأنه يدربك على مراقبة أفكارك بفضول، بدلاً من الانجراف وراءها.

ولكن تذكر أمراً مهماً نابعاً من تجربتي الشخصية، وهو أن تمارين التأمل واليقظة الذهنية تحتاج إلى التدرب حتى تتقنها، فلا تيأس إن لم تشعر بفوائدها فوراً، ولكن استمر في المحاولة؛ على سبيل المثال، ابدأ بخطوات تدريجية، 5 دقائق من التأمل قبل النوم يمكن أن يفيدك، حاول استخدام تطبيق متخصص أو استمع إلى الموسيقا.

اقرأ أيضاً: سريرك أصبح الملاذ الآمن الذي يجذبك؟ ربما تعاني هذه المتلازمة

2. دون أفكارك ومخاوفك قبل النوم 

الأفكار التي تتسارع في دماغك ليلاً غالباً ما تكون موجودة منذ بداية النهار، لكنها تطفو على السطح حين ترغب في النوم، لذلك، ما رأيك لو جربت تدوين تلك الأفكار والمخاوف، احتفظ بدفتر مذكرات بجانب سريرك واسأل نفسك "ما الذي تجنبت الشعور به اليوم؟" وقتها سوف تتدفق أفكارك وحين تجد منفذاً لن تتسارع داخل دماغك لأنها خرجت بالفعل في عملية التدوين.

وفي هذا السياق، يؤكد مختص طب النوم، مشني السعيد، أن كتابة ما يقلقك قبل النوم يطمئن جسدك، ويفرغ التوتر من عقلك، وينصح السعيد بكتابة 10 دقائق يوماً قبل النوم، وقتها سوف يتحول قلقك إلى راحة، وسهرك إلى نوم.

3. توقف عن محاولة النوم 

حين تداهمك الأفكار المتسارعة ليلاً لا تحاول التحكم بها أو السيطرة عليها، وفي الوقت نفسه، فإن المحاولات الجادة للنوم لن تجدي نفعاً، لذلك إذا واجهت صعوبة في النوم، أي بقيت مستيقظاً أكثر من 30 دقيقة، انهض من سريرك وغادر غرفة النوم؛ الهدف هو كسر الرابط بين البقاء في السرير واليقظة الذي يتطور مع مرور الوقت، وحاول إنجاز نشاط مريح مثل القراءة، ولا تعد إلى السرير إلا عندما تشعر بالنعاس.

4. قلل وقت استخدام الشاشات قبل النوم 

قضاء وقت طويل أمام الشاشات يعني تعرضك للكثير من الضوء الأزرق الذي يقلل بدوره إفراز هرمون الميلاتونين، ومن ثم يجعلك تواجه صعوبة في النوم، علاوة على ذلك، يؤثر المحتوى الذي تستهلكه قبل النوم في عملية تسارع أفكارك.

على سبيل المثال، إذا كنت تشاهد الأخبار المزعجة أو مسلسلاً يحتوي على مشاهد عنف، وقتها لن تتمكن من النوم بسهولة وذلك لأن هذا النوع من المحتوى يحفز الأدرينالين في جسمك، ويبقيك مستيقظاً.

5. عالج مسببات الضغوط النفسية في حياتك 

تخيل أنك تواجه ضغوطاً في العمل أو بعض المشاكل العائلية الكبرى، وقتها ستظل تلك المشكلات والتحديات تطل برأسها كل ليلة متجسدة في أفكار متسارعة لا تنتهي ليلاً، لذلك حاول قدر الإمكان علاج مسببات الضغوط النفسية في حياتك، إذا كنت تواجه أياماً عصيبة في عملك يومياً، تحدث إلى مديرك عن الأمر، وإذا لم تتمكن من التوصل إلى حل، يمكنك البحث عن وظيفة جديدة.

اقرأ أيضاً: ماهي نظافة النوم؟ وكيف تساعدك لتنام بعمق؟

6. شتت انتباهك 

يمكنك كسر دائرة الأفكار المتسارعة ليلاً من خلال تشتيت انتباهك، وفي هذا السياق، تنصح الطبيبة النفسية، فيرلي فابريت، أنك بمجرد ملاحظة أفكار القلق يمكنك اتخاذ قرار واع بفعل شيء آخر، والانخراط عن عمد في نشاط مختلف، مثل القراءة، أو الاتصال بصديق، أو الاستماع إلى الموسيقا، يمكنك أيضاً أن تتحرك من مكانك وتتمشى مدة 5 دقائق، أو تنجز بعض الأعمال المنزلية، وبذلك تكون قد أعطيت عقلك شيئاً آخر يركز عليه.

7. اطلب المساعدة المتخصصة 

إذا لم تحس بالتحسن بعد تغيير نمط حياتك، وممارسة تقنيات التأمل والاسترخاء، وبدأت الأفكار المتسارعة ليلاً تقلل جودة نومك، وتجعلك تحس بالتعب والإرهاق الشديدين خلال ساعات النهار، فقد يكون ذلك علامة على أن تلك الأفكار تؤثر في أدائك اليومي، وهنا يجب أن تطلب المساعدة من الطبيب النفسي المتخصص.

المحتوى محمي