كيف يؤثر التنمر على الأطفال المصابين بمتلازمة داون؟

3 دقائق
متلازمة داون

يحتفل العالم اليوم 21 مارس/آذار باليوم العالمي لـ "متلازمة داون"، وهي، بحسب موقع مايو كلينيك؛ تعتبر خلل جيني، يحدث نتيجة انقسام الخلايا بشكل غير طبيعي، وينتج عنه وجود نسخة إضافية كاملة أو جزئية للكروموسوم 21.

ويتسبب هذا الخلل في عدة تغيرات جسدية، مثل تغيير كيفية نمو جسم الطفل ودماغه، ومشاكل صحية مثل السمنة، وضيق التنفس، ومشاكل بالقلب.

وبالرغم من قدرة الأطفال المصابين بمتلازمة داون على تحدي الصعاب التي يفرضها عليهم هذا الاضطراب والاندماج في المجتمع، والوصول إلى الاشتراك في الأوليمبيات الخاصة، فإنهم ما زالوا يُعانون من التنمُّر اللفظي، والمضايقات على وسائل التواصل الاجتماعي، ورفض المدارس الحكومية لدمجهم في الفصول الدراسية على خلاف القانون؛ ما يزيد من فرص عزلتهم عن المجتمع.

التنمر كوباء عالمي

يُعتَبَر التنمر مشكلة عالمية؛ لا يتعرض له أطفال متلازمة داون فحسب. ففي دراسة أجرتها الباحثة ليزا ليتل، ونُشرت في دورية (issues in comprehensive pediatric nursing) عن تعرُّض الأطفال المصابين بمتلازمة أسبرجر للتنمر، فقد أبلغت الأمهات عن تعرُّض أطفالهن للإيذاء من قبل زملائهم بنسبة 94%. كما تعرُّض ثلاثة أرباع الأطفال للضرب من قبل زملائهم.

وعرّفت الدراسة متلازمة أسبرجر على أنها اضطراب معرفي عصبي-يعتبر أحد أطياف التوحد- وهو يسبب صعوبة في التفاعل الاجتماعي مع الآخرين. وقد بيّنت الدراسة أن الاعتداءات الجماعية من قبل التلاميذ على ذوي المتلازمة بلغت ذروتها في سن 6 و10و15، وانخفضت بعد سن 15.

وقد وضعت دولة الإمارات قانون لحماية ذوي الهمم في كافة المجالات؛ الصحية والتعليمية والمهنية، وأقرّت سياسات حماية لضمان عدم تعرضهم للإساءة. وفي مصر، أقر مجلس النواب بتغليظ عقوبة التنمر ضد ذوي الاحتياجات الخاصة للحبس خمس سنوات.

ما التنمر وما أشكاله؟

يُعرّف موقع ستوب بولينغ (Stop Bullying) التنمر على أنه سلوك عدواني بين الأطفال في سن المدرسة، وأحياناً ما يكون متكرراً، بالإضافة إلى أنه غالباً ما يكون المتنمر أقوى بدنياً؛ ويستخدم قوته ليلحق الأذى بزملائه، وقد يكون ذلك بهدف السيطرة عليهم.

كذلك، يشمل التنمر تهديد شخص بعينه والتحرش اللفظي به، أو استبعاده من المجموعة عن قصد.

وبحسب دراسة أجراها الباحث جيمس سكوت، ونُشرت في دورية أستراليا ونيوزلاندا للصحة النفسية، فإن زيادة استخدام الهواتف المحمولة في العشر سنوات الأخيرة قد سبب ارتفاع نسب التنمر بين الأطفال والمراهقين عبر الإنترنت.

ويتعرض الأطفال ذوي الإعاقات الذهنية أو البدنية للتنمر بشكل أكبر؛ وفقاً للموقع ذاته، فقد تؤدي قدراتهم الجسدية أو الذهنية إلى أن يقعوا فريسة للتنمر من زملائهم، وهو ما يعرضهم للكثير من المخاطر.

ما التأثير النفسي للتنمر على الأطفال؟

بينت إحدى الدراسات التي أجرتها الباحثة ليزا كريستينسين، ونُشرت في دورية أبحاث الصحة النفسية لذوى الإعاقات الذهنية، تعرُّض المراهقين من ذوي الهمم إلى الإيذاء والتنمر بنسبة 52% إلى 62% وذلك بحسب تقارير أبلغت عنها أمهاتهم.

ويتسبب التنمر على الأطفال والمراهقين من ذوي الإعاقات الذهنية بحسب الدراسة ذاتها في إصابتهم بالاكتئاب، والقلق، والعزلة. كما يؤثر التنمر في الأطفال عموماً، فبحسب دراسة أجراها الباحث كين رجبي، ونُشرت في مجلة تشايلد إنديكاتور ريسيرش (child indicator research) يتسبب التنمر على الأطفال في شعورهم بعدم الأمان في المدارس.

فقد أبلغ 16% من الطلاب بحسب الدراسة الأخيرة عن شعورهم بعدم الأمان جرّاء تعرضهم للتنمر، والشعور بالتهديد النفسي والجسدي.

كيف يمكن حماية الأطفال ذوي الهمم من التنمر؟

ينصح موقع ستوب بولينج بعدة خطوات لضمان عدم تعرض الأطفال من أصحاب متلازمة داون أو من ذوي الهمم بشكل عام إلى التنمر، مثل:

  1. خلق بيئة آمنة لذوي الهمم وتطويربرامج تعليمية لمواجهة التنمر.
  2. نشر الوعي بين الطلاب في المدارس بعدم التنمر بذوي الاحتياجات الخاصة.
  3. إشراك الطلاب في أنشطة تجعلهم يفهمون احتياجات ذوي الهمم.
  4. تشجيع ومكافأة السلوكيات الإيجابية التي تجعل الطلاب يندمجون مع ذوي الهمم.

ويقترح الباحث جيمس سكوت في دراسته  طريقة للحد من التنمر بين الطلاب في المدرسة، بقياس مدى انتشار التنمر بطرح أسئلة موحدة في كل فصل دراسي حول هذا الموضوع، ومناقشة النتيجة مع الطلاب. ويضمن هذا الاستطلاع معرفة المديرين، والإداريين، وأولياء الأمور، وكذلك الطلاب بمدى انتشار التنمر في المجتمع المدرسي، ومن ثم زيادة فرص مناقشة ذلك الموضوع في المدرسة والمنزل.

وختاماً؛ يجب على الآباء ومقدمي الرعاية  توعية الأطفال بمدى خطورة التنمر على الأطفال من ذوي الهمم، ونصحهم بعدم الابتعاد عنهم أو نبذهم، وكذلك معاملتهم بلطف.

المحتوى محمي