هل تعاني القلق؟ هذا النوع من الأطعمة قد يكون السبب

2 دقيقة
أنواع الطعام
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: ربما نعتقد أن حالتنا المزاجية هي التي تؤثر في خياراتنا الغذائية، لكن العكس هو الصحيح، حيث تؤثر أنواع الطعام التي نعتاد تناولها في صحتنا النفسية، وبعضها له أثر سلبي لا سيما السكريات؛ إذ يحفز تناول السكريات إفراز هرمون الدوبامين، ما يمنح شعوراً مؤقتاً بالراحة والسعادة. ومع ذلك، يسبب الارتفاع المفاجئ في سكر الدم إفراز كميات كبيرة من الإنسولين ليؤدي إلى تراجع حاد في مستويات السكر، فيحفز القلق والتوتر. وقد تبين للباحثين أن الأنظمة الغذائية الغنية بالسكر تزيد خطر اضطرابات المزاج خصوصاً لدى كبار السن. ومع أن تناول الحلويات يبث فينا الطمأنينة فهذه المشاعر قصيرة الأمد، وتأثيرات السكريات السلبية في الصحة النفسية على المدى الطويل خطيرة. فمن المهم أن نكون واعين لخياراتنا الغذائية ونتجنب الاعتماد على السكريات وسيلةً للتعامل مع ضغوط الحياة.

من المؤكد أنك تذكر موقفاً مثل هذا: هل شعرت يوماً برغبة في تناول الطعام لتواسي نفسك بعد موقف مؤلم نفسياً، مثل فشل علاقة عاطفية أو إخفاق في العمل، أو حتى بعد يوم سيئ مملوء بالعثرات؟ هذه الظاهرة ليست مجرد صورة نمطية تروجها الأفلام السينمائية، بل إننا نبحث عن الراحة النفسية فعلاً من خلال تناول الطعام، سواء كان وجبة دسمة من مطعم للوجبات السريعة أو كعكة شوكولاتة أو بعض المعجنات الطازجة؛ فعندما تجري الأمور عكس ما نشتهي نجد في الطعام ملاذاً مؤقتاً يمنحنا شعوراً لحظياً بالراحة النفسية وإن لم يكن له أثر إيجابي طويل الأمد.

لكن، هل يسهم الطعام حقاً في تحسين الحالة المزاجية أم يسبب ضرراً أكبر مما نتصور على المدى الطويل؟ هذا ما ناقشته خبيرة التغذية، ماري سكوربوتاكوس (Mary Scourboutakos)، في مقالها المنشور في موقع ذا كونفرسيشن (The Conversation) الإلكتروني حول أثر تناول السكر في الصحة النفسية.

ما هو تأثير تناول السكر في صحتنا النفسية؟

تقول سكوربوتاكوس: "في كل مرة نتناول فيها أطعمة غنية بالسكريات أو الكربوهيدرات؛ مثل الخبز والأرز والمعكرونة والبطاطس والبسكويت، يرتفع مستوى سكر الدم ما يحفز سلسلة تفاعلات هرمونية وجزيئية". وضمن سلسلة التفاعلات هذه إفراز هرمون الدوبامين الذي يرسل إشارات الاستمتاع إلى الدماغ مكافأة لنا على تزويد الجسم بالسعرات الحرارية أو الطاقة التي يحتاج إليها.

يمنحنا الدوبامين شعوراً بالراحة والرضا قد يمتد عدة ساعات، ولكن عندما يتكرر تحفيز نظام المكافأة المرتبط بتناول وجبة غنية بالسكريات، يسجل الدماغ هذا السلوك باعتباره مصدراً للمتعة، ما يدفعنا لتكراره. وربما لهذا السبب تلجأ، عندما تشعر بأنك لست على ما يرام، إلى تناول هذه الأطعمة لأنها ترفع معنوياتك قليلاً.

لماذا قد يعزز تناولنا للسكريات قلقنا؟

عواقب رفع المعنويات المؤقت هذا وخيمة لأن السكر لا يحفز إفراز الدوبامين فقط، بل يحفز إفراز هرمون الإنسولين أيضاً. وتوضح سكوربوتاكوس أن تناول كميات كبيرة من السكر يرفع مستوى سكر الدم بسرعة فيزداد إفراز الإنسولين بدرجة كبيرة، ما يسبب انخفاض مستوى السكر في الدم عن مستوياته الأولى.

من ناحية أخرى يحفز هذا الانخفاض إفراز هرموني الأدرينالين والنورادرينالين، حيث يؤثر الأدرينالين في مشاعرنا، بتعزيز القلق أو الخوف أو حتى المشاعر العدوانية. تؤكد خبيرة التغذية: "يرفع الطعام مستوى سكر الدم فيحفز إفراز الهرمونات التي تحدد حالتنا المزاجية".

المحتوى محمي