ملخص: هل فكرت من قبل في ما قد يدفع بعض الإخوة إلى الصراع والتقاتل؟ يجيبك هذا المقال عن السؤال السابق بتناوله لعقدة قابيل التي تصف حالة التنافس بين الإخوة، وبخاصةٍ عندما تُرزق الأسرة بطفل جديد يشعل نار الغيرة في صدر الأخ الأكبر، وتوجد أسباب أخرى للإصابة بعقدة قابيل أهمها الحساسية النفسية؛ كما تظهر علامات عديدة تشير إليها مثل عيش مرحلة سنية فائتة وكذلك ضرب الإخوة وإهانتهم. ويبدأ حل عقدة قابيل عند الوالدين بزرع الحب بين أبنائهم عن طريق اتباع بعض الإرشادات العملية التي يستعرضها المقال.
محتويات المقال
تعكس الجملة السابقة المكانة المميزة التي تحتلها علاقة الأخوّة بين العلاقات الإنسانية، فهي تكون العلاقة الثانية بعد علاقة الشخص مع والديه وتترسخ تفاصيلها منذ مولده، فيلهو مع إخوته ويشاركهم ذكريات طفولته بمعظمها، ويعرف عنهم غالباً ما لا يعرفه أي أحد.
لكن أحياناً لا تسير الأمور في الاتجاه الإيجابي، فتشوب علاقة الأخوّة شوائبُ كالصراعات والتنافس والغيرة، وقد يصل الأمر إلى حد القتل مثل ما حدث في قصة قابيل وهابيل، وهذا ما جعل علماء النفس يضعون مصطلحاً لوصف تلك الظاهرة وهو "عقدة قابيل" التي تشرح الأسباب وراء تقاتل الإخوة والعلامات التي تترافق معه وكيفية الحد منه.
اقرأ أيضاً: لماذا يغار أطفالي من بعضهم البعض؟
ما هي عقدة قابيل؟
تصف عقدة قابيل حالة التنافس بين الإخوة التي غالباً ما تحدث مع قدوم طفل جديد إلى العائلة يُحدث تغييراً هيلكياً مسبباً شعور الأخ الأكبر بالتجنُّب أو التجاهل أو الرفض، واعتقاده أن الامتيازات التي كان يحظى بها بمفرده في السابق لم تعد متاحة بالنسبة نفسها لأن الأخ الأصغر أخذ من حصته فيها؛ ما يولد بداخله شعوراً بالغيرة تجاهه قد يلازمه بقية حياته.
وترتبط صراعات الإخوة بمناحٍ حياتية عديدة مثل الأداء الدراسي أو المواهب أو القدرات؛ ذلك أنّ المجالات السابقة تثير الرغبة في إثبات كل أخ أنه الأخ الأفضل بين إخوته، وأول من أشار إلى عقدة قابيل كان عالم النفس الفرنسي شارل بودوان (Charles Baudouin)، ويتصل اسمها بقصة قابيل وهابيل التي قتل فيها الأخ الأكبر قابيل أخاه الأصغر هابيل بدافع الغيرة.
اقرأ أيضاً: هل يمكن لترتيبك بين أشقائك أن يؤثر في مسيرتك الحياتية؟
ما الذي يؤدي إلى الإصابة بعقدة قابيل؟
تتباين الأسباب المؤدية إلى الإصابة بعقدة قابيل من أخ إلى آخر؛ لكن أكثرها شيوعاً هو الغيرة من قدوم طفل جديد إلى الأسرة، وترافُق ذلك مع انخفاض الاهتمام الذي يُشعر الأخر الأكبر أنه تضرّر من جانب الأخ الأصغر.
كذلك، تُعد الحساسية النفسية من الأسباب المؤثرة في ظهور عقدة قابيل، فبعض الأطفال أكثر حساسية من غيره ومن ثَمّ يتفاعل مع المتغيرات الأسرية سلباً. ويسهم الوالدان في بعض الأحيان بإصابة ابنهما بعقدة قابيل عندما يفضلان أحد إخوته عليه؛ ما يشعل فتيل الصراع بينهما.
اقرأ أيضاً: تعرفوا إلى الدوافع الكامنة وراء مشاجرات الأشقاء
6 علامات لعقدة قابيل
ثمة علامات عدة تظهر على الأخ الأكبر وتؤكد إصابته بعقدة قابيل؛ وأهمها:
- اللجوء إلى عيش مرحلة سنية فائتة بسلوكيات مختلفة؛ مثل تعمّد التبول في الفراش حتى ينال اهتمام والديه.
- ضرب إخوته أو إهانتهم، ومهاجمة والديه في بعض الأحيان.
- عدم الانصياع للأوامر، وبخاصةٍ التي تكون في سياق تقدُّم سنه؛ مثل توجيهه إلى تناول الطعام دون مساعدة.
- كثرة البكاء.
- ازدياد الحساسية النفسية.
- المعاناة من الأرق.
اقرأ أيضاً: 5 نصائح لتنمية اللطف في الأسرة
كيف يمكن للوالدين التعامل مع إصابة أحد أبنائهما بعقدة قابيل؟
ثمة بعض الإرشادات العملية التي ينبغي للوالدين اتباعها عند ملاحظة إصابة أحد أبنائهما بعقدة قابيل؛ وتتمثل في:
- شرح الأبعاد المختلفة لقدوم الطفل الجديد إلى العائلة، وأنه لن يتمكن من الاعتناء بنفسه لذا يجب أن تساعده الأسرة في البداية.
- الحرص على قضاء المزيد من الوقت مع الأخ الأكبر، ومشاركته أنشطة ممتعة مثل اللعب ومشاهدة الأفلام، وتأكيد أنّ حبه لم يتزعزع.
- تجنُّب بعض العبارات مثل: "نظراً لأنك الأخ الأكبر يجب عليك فعل كذا"، واللجوء إلى عبارات بديلة فيها عطف ومحبة.
- الابتعاد عن معاقبته لمجرد شعوره بالغيرة، وستكون من الأجدى حينها إتاحة الفرصة له للتعبير عن مشاعره والتفاعل معها بإيجابية.
- عدم المقارنة بينه وبين أخوه الأصغر؛ لأن لكل طفل قدرات وشخصية مختلفة والمقارنة ستزيد الغيرة بينهما.
- التخطيط لقضاء وقت مشترك يتشارك فيه الأشقّاء ممارسة الأنشطة المعزّزة لعلاقتهم.
اقرأ أيضاً: رسالة من طبيب نفسي: الحب بين الأشقاء أقوى من الخلافات
أخيراً، تؤدي عقدة قابيل إلى التأثير في حياة الإخوة سلباً، لذا من المهم أن يعي الوالدان أهمية دورهما في وقاية أبنائهما من الوقوع في فخها، بالحرص على التحسين المستمر لسلوكياتهم والانتباه جيداً إلى المتغيرات التي تطرأ عليهم.