ما الأسباب الخفية لإصابتك بالفومو؟

2 دقائق
ظاهرة الفومو
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: نلاحظ اليوم ظهور العديد من الاختصارات والاصطلاحات الأجنبية التي تصف حالات معينة مر بها الناس لعقود من الزمن، ويمكن القول إن مصطلح "الفومو" (FOMO)، وهو اختصار للعبارة الإنجليزية (Fear of missing out) التي تعني بالعربية "الخوف من أن يفوتنا شيء"، صار اسماً لشعور خاص جداً قد لا نتمكن من تفسيره دائماً، وهو الشعور الذي ينتاب البعض حينما لا يحضر حدثاً ما. وفي دراسة حديثة، ركز فريق من الباحثين الكنديين والأميركيين على الأسباب التي تؤدي إلى تعزيز هذه الظاهرة.

هل ينتابك شعور ارتباك معين أو مشاعر لا تعرف كيف تصفها حينما يفوتك حدث ما لسبب أو لآخر؟ ربما تعاني ظاهرة الفومو (FOMO) أو "الخوف من أن يفوتك شيء"، وفيما يلي بعض التفسيرات المحتملة لها.

نلاحظ اليوم ظهور العديد من الاختصارات والاصطلاحات الأجنبية التي تصف حالات معينة مر بها الناس لعقود من الزمن، ويمكن القول إن مصطلح "الفومو" (FOMO)، وهو اختصار للعبارة الإنجليزية (Fear of missing out) التي تعني بالعربية "الخوف من أن يفوتنا شيء"، صار اسماً لشعور خاص جداً قد لا نتمكن من تفسيره دائماً، وهو الشعور الذي ينتاب البعض حينما لا يحضر حدثاً ما.

ويمكن أن يظهر الفومو في العديد من المناسبات سواء في اجتماع مع الأصدقاء على الغداء، أو اجتماع مع أفراد العائلة، أو حتى حفلة موسيقية لم تذهب إليها لأنك لا تعرف أحداً فيها. من الصعب أحياناً فهم لماذا نخاف حينما نفكر في أن شيئاً قد يفوتنا، وفي دراسة منشورة بدورية "أبحاث حديثة في العلوم السلوكية" (Current Research in Behavioral Sciences)، ركز فريق من الباحثين الكنديين والأميركيين على الأسباب التي تؤدي إلى تعزيز هذه الظاهرة.

اقرأ أيضاً: كيف يسهم كل من الفومو واجترار الأفكار في الاستخدام المفرط للهواتف الذكية في الإمارات؟

ظاهرة الفومو مرتبطة بشخصيات معينة

كجزء من دراستهم، أجرى الباحثون مقابلات مع 327 بالغاً أميركياً من كلا الجنسين. تضمنت الاستبيانات المختلفة سؤالهم عن شدة ظاهرة الفومو لديهم ومدى رغبتهم في الحصول على مكانة اجتماعية عالية وميلهم إلى التنافس مع أشخاص من نوعهم الاجتماعي والدعم الاجتماعي الذي يتلقونه من الآخرين وغير ذلك.

كشفت النتائج أن الأشخاص الأكثر تأثراً بظاهرة الفومو يميلون إلى تحقيق مكانة اجتماعية عالية، ليكونوا أكثر قدرة على منافسة أشخاص آخرين من نوعهم الاجتماعي، ومن بين النساء، ارتبطت ظاهرة الفومو بأولئك اللواتي يتلقين دعماً اجتماعياً أقل مقارنة بغيرهن.

هل الفومو استراتيجية تكيف؟

بالنسبة إلى آدم ديفيس (Adam Davis) وغراهام ألبرت (Graham Albert) وستيفن أرنوكي (Steven Arnocky)؛ فإن سمات الشخصية هذه المرتبطة بظاهرة الفومو ذات أهمية جوهرية، ووفقاً للباحثين فإنه هذه السمات تشير إلى ما يتوقعه الشخص من الأحداث الاجتماعية التي يخشى أن تفوته.

وأكدوا لموقع "ساي بوست" (PsyPost) إن تفويت هذه الأنشطة قد يُضعف قدرتنا على التواصل مع الآخرين والحفاظ على الروابط مع الأصدقاء وأفراد العائلة ولقائهم وتبادل الأحاديث معهم، وقد نفوت حتى مقابلة شريك حياة محتمل.

وبناءً على هذه النظرية، وفي ضوء النتائج المبكرة، يشير الباحثون إلى أن ظاهرة الفومو هي إحدى استراتيجيات التأقلم التي يطورها الإنسان لمعالجة المشكلات التي تؤثر في بقائه ونجاحه الإنجابي من خلال توليد الخوف من ضياع الفرص. وفي حين يتفق الباحثون على أن التواصل المستمر مع الآخرين على الإنترنت وقدرتنا على رؤية ما يفوتنا لم يخففا من الفومو، فإن هذه الظاهرة ليست جديدة وتعود إلى ماضينا التطوري.

اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن "الرومو" التي تواجه إجهاد "الفومو"؟

المحتوى محمي