لكل منا طريقته الخاصة في التعامل مع التوتر والقلق، فبينما قد يذهب البعض لعادات صحية مثل ممارسة الرياضة والتأمل والمشي وغيرها لتقليل المشاعر السلبية؛ يجد البعض متنفساً في أشياء أخرى غير صحية مثل التدخين أو تناول الطعام بشراهة أو نتف الشعر (Trichotillomania).
ما هو اضطراب نتف الشعر؟ وما أعراضه؟
وفقاً لموقع خدمات الصحة الوطنية البريطاني؛ يشيع اضطراب نتف الشعر بين المراهقين والشباب بشكل أكبر حيث يواجه فيه الفرد صعوبة في مقاومة الرغبة في نتف شعره، وقد ينزع الشعر من رأسه أو أماكن أخرى؛ مثل الحاجبين أو الرموش أو اللحية أو الشارب أو الأعضاء التناسلية. وفي ذلك الاضطراب، قد يسحب الشخص شعره استجابةً لموقف مُحدَّد مرهِق، أو يفعل ذلك لا إرادياً.
يشعر الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب برغبة شديدة في نتف شعرهم مدفوعين بتوتر متزايد إلى أن يفعلوا ذلك؛ حيث يشعرون بالراحة بعد اقتلاع الشعر.
بمرور الوقت يمكن أن يؤدي نتف الشعر بشكل متكرر إلى ظهور بقع صلعاء وشعور بالخزي وتدني احترام الذات؛ ما يدفع الفرد لإخفاء حالته عن الآخرين ويشعر بالحرج من طلب المساعدة. يؤدي ذلك بدوره إلى المزيد من الضيق العاطفي مع عدم القدرة على التوقف عن ذلك الأمر أو الإفصاح عنه.
ما أسباب نتف الشعر؟
على الرغم من أن أسباب اضطراب نتف الشعر ليست واضحة جيداً؛ فإن بعض الأسباب الشائعة قد تتمثَّل في:
- طريقة للتعامل مع التوتر أو القلق.
- اختلال التوازن الكيميائي في الدماغ؛ مثل ما يحدث في حالات اضطراب الوسواس القهري (OCD).
- التغيرات في مستويات الهرمونات خلال فترة البلوغ.
- بالنسبة للبعض يمكن أن يكون نتف الشعر نوعاً من الإدمان؛ أي أنهم كلما شدوا شعرهم، كلما أرادوا الاستمرار في فعل ذلك.
- يمكن أن يرتبط بحالات أخرى مثل: اضطراب الوسواس القهري (OCD)، الاكتئاب، التوحد (ASD) واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).
الأشخاص الأكثر عرضةً لنتف الشعر
تشير دراسة من جامعة شيكاغو الأميركية إلى أن نسبة الإصابة باضطراب نتف الشعر تبلغ نحو 0.5 إلى 2%. وعلى الرغم من إمكانية تأثيره على الأطفال والمراهقين والبالغين عموماً؛ فإنه يحدث بشكل أكبر في كثير من الأحيان عند النساء أكثر من الرجال، بنسبة 9 إلى 1، خاصة خلال مرحلة البلوغ.
حيث أبلغت النساء في دراسة منشورة في مجلة أبحاث الطب النفسي (Psychiatry Research) عن وجود حوافز أكثر لنزع شعرهن في أثناء بدء الدورة الشهرية بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال تلك الفترة.
كما تشير دراسة حالة أُجريت عام 2013 من المعهد الإقليمي للصحة والعلوم الطبية بالهند إلى أن أعراض هوس نتف الشعر قد تتأثر بالتغيرات الهرمونية خلال فترة الحمل.
كيف يتم علاج هوس نتف الشعر؟
يعتمد علاج هوس نتف الشعر على شدة الأعراض. قد يوصي أخصائي الصحة العقلية بالعلاج السلوكي المعرفي؛ حيث أظهرت دراسة من جامعة تكساس الأميركية فوائد ذلك النوع من العلاج الذي يتضمن الوعي بالعادات السيئة ومحاولة استبدالها بأخرى إيجابية مع التحكم في المحفّزات.
تعمل السيطرة على التحفيز من خلال:
- التعرف إلى المواقف والعوامل الحسية التي تؤدي إلى الرغبة في نتف الشعر.
- تقليل أو القضاء على تلك المواقف والعوامل الحسية.
يساعد الطبيب أو المعالج المريض على تعلُّم التحكُّم في المشاعر؛ مثل القلق أو الخوف أو الحزن. وقد يساعد فهم وقبول تلك المشاعر الصعبة في تغيير الاستجابة لها.
اقرأ أيضاً: كيف يمكنك التكيف مع التقلبات المزاجية؟
نصائح لعلاج اضطراب نتف الشعر
إذا كنت تعاني من ذلك الاضطراب ولا تستطيع السيطرة على الهوس بنتف شعرك؛ يقدِّم لك موقع خدمات الصحة العامة البريطاني تلك النصائح:
- استخدم كرة ضغط (Stress Ball) أو شيئاً مشابهاً.
- ارتدِ باندانا أو قبعة ضيقة.
- استحم بماء فاتر لتخفيف أي توتر أو قلق.
- مارس التنفس العميق حتى تختفي الرغبة الملحَّة في نتف الشعر.
- مارس الرياضة.
- ضع اللصاقات على أطراف أصابعك.
- قصَّ شعرك.
إذا كنت تعتقد أن صديقك أو أحد أفراد أسرتك يعاني من أعراض هوس نتف الشعر، فقد تساعدك نصائح الكاتبة "ماري سويني" (Mary Sweeney) من موقع "هيلث لاين" (Health line) في التعامل مع الأمر بشكل جيد.
تجنب قول أشياء مثل:
- "لماذا لا تتوقف عن نتف شعرك؟" فتكرار تلك العبارة قد يؤدي إلى تفاقم شعور المريض بالذنب والخزي.
- "ابحث عن طريقة أخرى للتعامل مع التوتر". من المحتمل أنه قد حاول بالفعل البحث عن طرق أخرى كثيراً؛ لكنه لم يستطع الإقلاع عن تلك العادة.
بدلاً عن ذلك؛ تحدَّث مع من تحب حول ما يشعر به واسأله عن أفضل طريقة لدعمه، كما يلي:
"كيف يمكنني أن أقدم المساعدة؟" سواء كان ذلك يساعد في العثور على طبيب مختص أو تحديد مجموعات دعم محلية أو مجرد الاستماع لما يعاني منه، فهذا الأسلوب في الحوار سيشعره بالأمان كونك موجود من أجله ويمكنك مساعدته حقاً من دون توبيخ.