ملخص: تعيش غالبية النساء أعراضاً مزعجة تسبق الدورة الشهرية، وتزداد هذه الأعراض حدة في بعض الأحيان لتتحول إلى اضطراب ما قبل الحيض المصحوب بأعراض جسدية ونفسية. فكيف تتعرفين إلى هذه الأعراض؟ وما علاجها؟ إليكِ الإجابات في هذا المقال.
تتابع أعراض الدورة الشهرية وتختلف عن بعضها بعضاً لتشمل الشعور بالإرهاق، والتوتر، والأوجاع بشتى أنواعها، وانخفاض الرغبة الجنسية، إلى غير ذلك. ومع مرور الوقت، تصبح بالإمكان معرفة الأعراض التي تناسب كل مرحلة من مراحل الدورة الشهرية.
ووفقاً للإحصائيات المنشورة في "دورية أمراض النساء والتوليد والبيولوجيا الإنجابية" (Journal gynécologie obstétrique et biologie de la reproduction)؛ فإن 75% من النساء في سن الإنجاب يعانين متلازمة ما قبل الحيض (Premenstrual syndrome. PMS)، ويصف هذا المصطلح مجمل الأعراض الجسدية والنفسية التي تحدث قبل يومين إلى 7 أيام من الحيض. وتكون هذه المتلازمة أكثر حدة بالنسبة إلى 5% من النساء، وتتحول في هذه الحالة إلى ما يسمَّى اضطراب ما قبل الحيض (Premenstrual dysphoric disorder. PMDD).
اقرأ أيضاً: متلازمة ما قبل الحيض بين الأعراض الجسدية والنفسية.
ما هو اضطراب ما قبل الحيض؟
إذا كان هذا الاضطراب يستمر للفترة نفسها التي تستمرها متلازمة ما قبل الحيض، فإنه يكون بالمقابل أكثر حدة منها بسبب قوة الأعراض. وتوضح "المجلة الطبية السويسرية" (Revue médicale suisse) ذلك بالقول: "إن هذه الأعراض تشبه في حدتها، وليس في مدتها، أعراض الاكتئاب الحاد، ويمكنها أن تؤثر تأثيراً ملحوظاً في أنشطة المرأة وقدرتها على أداء أدوارها الاجتماعية".
ولتشخيص هذا الاضطراب، تتعين متابعة دورتين شهريتين بدقة وتصنيف أعراضهما. ويفسر باحثون في دراسة نُشرت في "دورية علم النفس وعلوم المخ والأعصاب" سنة 2008 هذا التشخيص بالقول: "حتّى تُصنَّف حالة معينة أنها اضطراب ما قبل الحيض، يجب أن تستجيب لمعايير هذا الاضطراب وهي وجود 5 أعراض من أصل 11 عرَضاً يمكن أن تُلاحظ في المرحلة السابقة للحيض"، كما يجب أن تزول هذه الأعراض مباشرة بعد حدوث الحيض. وقد صنّف الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية في إصداره الرابع هذه الأعراض في ما يلي:
- المزاج الكئيب والشعور باليأس ونكران الذات.
- القلق الملحوظ الذي يعطي شعوراً بالتوتر والعصبية.
- الحساسية العاطفية والتغيرات المفاجئة في المزاج.
- الغضب والانفعال الملحوظان والمتواصلان.
- ضعف الاهتمام بالأنشطة المعتادة التي تولّد المتعة بصفة عامة.
- صعوبة التركيز.
- الخمول الشديد أو التعب أو الفقدان الملحوظ للحيوية.
- تغيّر الشهية للطعام أو على عكس ذلك؛ الرغبة المفرطة في تناول بعض الأغذية أو حتّى الوقوع في فرط الأكل.
- فرط النوم أو الأرق.
- الشعور بالضغط.
- الأعراض الجسدية مثل آلام الثديين وأوجاع الرأس وآلام المفاصل والعضلات.
كيف يمكن علاج الاضطراب السابق للحيض؟
"أكثر علاجَين دُرسا منهجياً هما القضاء على التقلبات الهرمونية من خلال علاجات منع الإباضة أو "تصحيح" خلل تنظيم الناقل العصبي من خلال تناول مضادات الاكتئاب أو مضادات القلق" وفقاً لتقرير الباحثَين تيري بيرلشتاين (Teri Pearlstein) وميير ستاينر (Meir Steiner) الذي نشرَته "دورية الطب النفسي وعلم الأعصاب" (Journal of Psychiatry and Neuroscience).
وإضافة إلى العلاجات الدوائية، يمكن اللجوء إلى المعالجة النفسية. وعلاوة على ذلك، فقد بيّن العديد من الدراسات أن النشاط البدني، كيفما كان نوعه، يقلل على نحو واضح الأعراض الجسدية والنفسية كما ذكرت "المجلة الطبية السويسرية". كما يمكن أن يؤدي تقليل تناول الملح والسكر والكحول والكافيين وزيادة تناول الكربوهيدرات دوراً في التخفيف من هذه الأعراض.
اقرأ أيضاً: كيف يساعدكِ فهم تغيرات الدورة الشهرية على العيش بطريقة أفضل؟