الرجاء تفعيل الجافاسكربت في متصفحك ليعمل الموقع بشكل صحيح.

دراسة جديدة: اضطراب فرط الحركة قد يسرق أعمار المصابين به!

4 دقيقة
اضطراب فرط الحركة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

توصلت دراسة بحثية حديثة نشرتها المجلة البريطانية للطب النفسي (The British Journal of Psychiatry) في يناير/كانون الثاني 2025 إلى نتيجة مفادها أن متوسط ​​العمر المتوقع للأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه قد يكون أقل على نحو ملحوظ من متوسط ​​عمر الأشخاص غير المصابين بهذا الاضطراب، إذ يمكن أن تكون حياة الرجال المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أقصر بنحو 4 سنوات ونصف إلى 9 سنوات، أما الفارق بالنسبة للنساء فيكون بمقدار 6 سنوات ونصف إلى 11 عاماً، بالإضافة إلى مخاطر أعلى للإصابة باضطرابات الصحة النفسية مثل القلق والاكتئاب، وإليكم أهم تفاصيل هذه الدراسة البحثية عبر المقال.

لماذا قد تكون أعمار المصابين باضطراب فرط الحركة أقصر من غيرهم؟

أكدت الدراسة البحثية السابق ذكرها والتي أُجريت على أكثر من 30 ألف شخص مصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في المملكة المتحدة، أن الإصابة بهذا الاضطراب مرتبطة بتوقع قصر العمر وزيادة خطر الإصابة باضطرابات الصحة النفسية، وأوضحت المؤلفة الرئيسية للدراسة ليز أونيونز (Liz O’Nions) أنه على الرغم من أن بعض الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يعيشون حياة صحية، فإن الدراسة كشفت أنهم يعيشون في المتوسط ​​حياة أقصر مما ينبغي، وأضافت أونيونز أنه من الأهمية بمكان أن تكشف دراسات أخرى الأسباب وراء الوفيات المبكرة حتى نتمكن من وضع استراتيجيات لمنع حدوثها في المستقبل.

وفرط الحركة وتشتت الانتباه هو اضطراب في النمو العصبي يُشخّص عادة في مرحلة الطفولة وتستمر أعراضه حتى البلوغ، ويعاني المصابون به اختلالاً في الناقلات العصبية، أحدها الدوبامين وهو ناقل عصبي رئيسي في القشرة الجبهية الأمامية للدماغ، ووظيفته مساعدة الأشخاص على إنجاز الوظائف التنفيذية واكتساب مهارات التنظيم الذاتي، والتي تتضمن التخطيط والتركيز والحفاظ على الانتباه وتذكر التعليمات والقدرة على تعدد المهام، إذ قد يشعر المصابون بهذا الاضطراب بالقلق أو يواجهون صعوبة في التركيز أو البقاء منظمين أو إدارة وقتهم أو تحديد الأولويات أو التركيز المفرط أو التحكم في اندفاعاتهم.

وقد أشارت الدراسة إلى أن أحد أهم الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى قصر العمر المتوقع لدى البالغين المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه هو انخفاض الدخل بسبب قلة سنوات التعليم، والاحتمالية الأكبر للتدخين، وقلة ممارسة التمارين الرياضية، وسوء التغذية، ونمط القيادة الخطرة التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالاندفاعية وهي أحد أهم أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.

إلى جانب قصر متوسط ​​العمر المتوقع، كشفت الدراسة أيضاً عن ارتباط اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بارتفاع خطر الإصابة باضطرابات الصحة النفسية مثل القلق، والاكتئاب، وإيذاء النفس والأفكار الانتحارية، واضطرابات الشخصية. إضافة إلى أن العادات والسلوكيات الضارة مثل تعاطي الكحول ومشاكل الصحة الجسدية بما في ذلك مرض السكري أو ارتفاع نسبة الكوليسترول أكثر شيوعاً بين المصابين بهذا الاضطراب.

اقرأ أيضاً: هل تعالج القهوة اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟

ما هي أهم أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟

يمكن أن تؤثر أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه سلباً في حياتك الاجتماعية وقدرتك على أداء مهام عملك، وحتى تُشخَّص بهذا الاضطراب يجب أن تستمر الأعراض التالية مدة تزيد على 6 أشهر، والتي تشمل:

  1. صعوبة في التركيز: وهذا يمكن أن يظهر في تشتت انتباهك في أثناء المحادثات أو الاجتماعات أو المحاضرات أو الندوات، علاوة على القراءة أو جلسات الدراسة.
  2. صعوبة في الاستماع: فحين يتحدث إليك الآخرون لا يمكنك الاستماع إلى ما يقولونه بالكامل، حيث يقفز عقلك بعيداً عن المحادثة.
  3. صعوبة في متابعة المهام وإكمالها: وهذا يعني أنك سريع في بدء المهام لكن في منتصف الطريق تحس بالملل الشديد وتواجه صعوبة كبرى في إتمام تلك المهام التي بدأتها.
  4. صعوبة التنظيم وتحديد الأولويات: ما يعني أنك تواجه صعوبة في التخطيط والوصول إلى الأهداف، وخاصة الأهداف التي تتطلب خطوات متعددة من أجل الوصول إليها، وبسبب هذا الأمر أنت تبدو فوضوياً أو غير منظم، وهذا يجعلك تواجه مشاكل في الالتزام بالمواعيد النهائية في العمل أو الدراسة.
  5. الميل إلى فقدان الأشياء أو نسيانها: قد تنسى المكان الذي وضعت فيه محفظتك أو سلسلة مفاتيحك بسهولة، وفي بعض الأحيان تترك الأشياء في أماكن غريبة.
  6. صعوبة البقاء جالساً: حين تكون في تجمع، قد تواجه صعوبة في البقاء جالساً حيث ترغب دوماً في التحرك أو الوقوف أو المشي.
  7. مواجهة صعوبة في التحلي بالصبر: إذا كنت مصاباً بهذا الاضطراب، فقد تواجه صعوبة بالغة في الصبر ولهذا لا يمكنك الوقوف في أماكن الانتظار أو الطوابير.

كيف يمكن علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟

إن التعافي من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أمراً صعباً خاصة في ظل عدم وجود علاج محدد له في الوقت الحالي، وعلى الرغم من ذلك، هناك مسارات متعددة شاملة يمكنها تخفيف الأعراض، تشمل:

1. العلاج السلوكي

يهدف هذا النوع من العلاج إلى تحسين السلوكيات المرتبطة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؛ ويشمل ذلك تعديل السلوك، والتدرب على المهارات الاجتماعية، وتعزيز السلوكيات الإيجابية، وتطوير استراتيجيات التأقلم وتحسين القدرة على أداء المهام والوظائف التنفيذية، وفي هذا السياق يوضح مختص العلوم السلوكية والاجتماعية، محمد الحاجي، أن هناك مهارات جوهرية يجب أن تتعلمها إذا كنت مصاباً بهذا الاضطراب وتشمل: التخطيط، ومواجهة التسويف، والتركيز، والتحكم في الحالة المزاجية.

2. العلاج النفسي

يرتكز العلاج النفسي لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه على تحسين مهاراتك في إدارة الوقت والتنظيم، وتعزيز احترامك لذاتك، وتعلم طرائق تعلم تحسين العلاقات مع عائلتك وزملائك في العمل وأصدقائك، وتطوير مهارات التعامل مع الإخفاقات الأكاديمية أو العملية أو الاجتماعية السابقة، وتغيير أنماط التفكير السلبية واستبدال أخرى إيجابية بها، وتعلم كيفية الحد من السلوك الاندفاعي.

اقرأ أيضاً: دراسة حديثة تكشف مفاجأة عن دماغ المصاب باضطراب فرط الحركة

3. العلاج بالأدوية

غالباً ما يصف الطبيب المعالج الأدوية المنشطة، مثل الميثيلفينيديت (methylphenidate) والأمفيتامينات (amphetamines)، وذلك من أجل إدارة أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، حيث تعمل هذه الأدوية على تعزيز نشاط الناقل العصبي في الدماغ، وتحسين التركيز والتحكم في الانفعالات، وفي حال كانت الأدوية المنشطة غير فعالة يمكن أن يلجأ الطبيب إلى الأدوية غير المنشطة مثل دواء أتوموكسيتين (Atomoxetine).

4. تعديل نمط الحياة

يُنصح المريض في هذا الجانب بمحاولة اتباع روتين منظم قدر الإمكان، والحفاظ على نظام غذائي صحي، وضمان ممارسة الرياضة بانتظام وإعطاء الأولوية للنوم الكافي، وذلك لأن هذه السلوكيات يمكن أن تؤثر تأثيراً إيجابياً في أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.

المحتوى محمي