هذه الاستراتيجية الجديدة قد تكون الحل النهائي للتفكير الزائد

2 دقيقة
إيلزم
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: يعد التفكير الزائد إحدى المشكلات الشائعة في العصر الحديث، فقد يستنزفك في دوائر مهلكة تجعلك تظن أنك لن تنجو؛ لكن علماء النفس اكتشفوا أسلوباً جديداً لمواجهة هذا النمط من التفكير؛ وهو طريقة الإيلزم التي تمكّنك من الانفصال عن أفكارك المرهقة بالتحدث إلى نفسك بصيغة الغائب، فبدلاً من قولك "أنا" ستقول "أنت"، فتتخيل نفسك تقدم نصيحة لصديق؛ ما سيجعلك تتعامل مع أفكارك من منظور محايد؛ ومن ثم يسهّل عليك إدارة عواطفك والحد من تأثير الأفكار السلبية، فلا تنجرف معها وتقع في دوامة التحليل المفرط، لتجد نفسك في النهاية قادراً على استعادة هدوء عقلك وسلامك الداخلي.

التفكير الزائد مشكلة شائعة، لكنها قد تصيبك سريعاً بإرهاق ذهني. جميعنا مررنا بتلك اللحظات التي تستمر فيها فكرة معينة في الدوران في أذهاننا وتعرقل تقدمنا. وفقاً لما ذكره المختص النفسي، نير إيال، في مقال له نشرته مجلة "سايكولوجي توداي" (Psychology Today)، فقد يكون عقلك نفسه منقذك من هذه الحالة، بطريقة بسيطة لكنها فعالة، تسمى "إيلزم" (illeism)، أو التحدث إلى النفس بصيغة المخاطب.

ماذا عن ماهية هذه الطريقة؟ دعني أوضح لك أن إيلزم هي ممارسة تتحدث فيها عن نفسك بصيغة الغائب وليس المتكلم. يسمح هذا التغيير البسيط بأخذ مسافة عاطفية تفصلك عن أفكارك. كأنك تخرج من عقلك للحظة وتنظر إلى داخله. عندئذ، يستطيع المرء تقليل التأثير السلبي للتفكير المفرط واستعادة بعض السكينة الذهنية.

إيلزم: طريقة بسيطة لكنها فعالة

عندما تتحدث عن نفسك بوصفها "أنت" بدلاً من "أنا"، تتعامل مع أفكارك بهدوء عاطفي أكبر، وتوتر أقل. وباتباع هذه الطريقة، ننفصل عن مشاعرنا، ويتسنى لنا التعامل معها بموضوعية.

يساعدنا هذا الأسلوب على فهم حقيقة مشاعرنا فهماً أفضل، من خلال تأملها. هكذا نتعامل مع المواقف المثيرة للقلق بهدوء ونتجنب حالةً نكون فيها مثقلين بأفكارنا.

اقرأ أيضاً: كيف أرتاح نفسياً من التفكير المفرط؟

كيف تساعدك الإيلزم على اكتساب منظور جديد؟

الإيلزم، كما يشرحها نير إيال، هي طريقة تمكنك من الانفصال عن أفكارك عاطفياً بالتحدث إلى نفسك بصيغة الغائب. تخيل أنك تقدم نصيحة لصديق عالق في حلقة من التفكير المفرط. هذا هو ما تحققه هذه الطريقة التي تجعلك تتعامل مع أفكارك من منظور محايد. فتسهل هذه الموضوعية عليك إدارة عواطفك وتخفف أثر الأفكار السلبية.

يساعدك هذا التغيير في النظرة إلى الأمور على التفكير بهدوء. فنتأملها دون هوس بها أو انجراف مع تيارها، ولا نقع في دوامة التحليل المفرط. إنها وسيلة تستعيد بها بعض السلام الداخلي، وتفهم بها ردود أفعالك بدرجة أفضل. والنتيجة هي تفكير أهدأ، وقرارات أوضح، وتوتر أقل، وقلق أخف وطأةً بكثير.

فوائد الإيلزم الملموسة في تحسين صحتك النفسية

لممارسة الإيلزم تأثير فوري ودائم على رفاهنا النفسي. فهي طريقة تقلل التوتر والقلق الناتجين عن التحليل المفرط، وتحسن عملية صناعة القرار. فمن خلال تأمل المواقف، يمكننا النظر إليها نظرة أكثر عقلانية وموضوعية، ما يؤدي إلى اختيارات أكثر وعياً وأقل تأثراً بمشاعر اللحظة.

لذلك، تعتبر ممارسة الإيلزم سلوكاً بسيطاً وغير مؤذٍ، يمكن أن يكون له تأثير كبير على قدرتنا في إدارة الأفكار الدخيلة. وبتحدثنا إلى أنفسنا بصيغة الغائب، نضع مسافة تفصلنا عن عواطفنا. بالتالي، نصل إلى حالة ذهنية أهدأ وأشد تركيزاً. جرب طريقة الإيلزم البسيطة، لتساعدك على التحرر من حلقات التفكير المفرط اللامتناهية، والوصول إلى السلام الداخلي.

اقرأ أيضاً: دراسة حديثة: تفاؤلك المفرط قد يؤدي إلى إفلاسك